أعطى الوصول الصاروخي لفرق نادي الشباب إلى منصات التتويج، على رغم المدة غير الطويلة التي انطلقت فيها فكرة دمج هذا النادي، الأمل - على الأقل - لدى الفتات المتبقي للأندية النموذجية، بصواب هذه الفكرة ونجاحها في الرقي بالرياضة البحرينية، والدخول في صلب المنافسة على البطولات المختلفة، فتحقيق فرق النادي لكأس التفوق في كرة اليد واكتساحه لمنصة تتويج فرق كرة القدم المتنوعة، ودخوله حتى بطلا في مسابقات الكرة الطائرة، دليل واضح على نجاح الخطة التي بدأت قبل سنوات من الآن.
في هذه الموسم حقق الشبابيون 4 بطولات في مسابقات كرة القدم، و3 في اليد، وواحدة في الطائرة، بمعنى أن التتويج حدث في كل الألعاب التي يحتضنها النادي.
لكن هذه الإنجازات خلفت وراءها الكثير من الأسئلة حول ماهيتها وطبيعتها والأسباب التي قادت هذا النادي للدخول طرفا في المنافسة مع أبرز الأندية وأكثرها تتويجا للبطولات هذا الموسم إلى جانب كل من المحرق والنصر والرفاع والبقية الأبطال.
زيارة واحدة إلى المبنى النموذجي للنادي يعطيك الجواب، فالمنشأة التي يمتلكها النادي أعطته الأفضلية للدخول طرفا صعبا في عملية المنافسة على جائزة أكثر الأندية تتويجا بالموسم في مختلف البطولات، زيارة واحدة تجعل حيرة المتابع المتعجب من الإنجازات الشبابية الأخيرة تتحول إلى تأكيدات بفعالية المنشأة في عملية الانتصارات، المنشأة التي عبرت بهؤلاء اللاعبين لتحقيق ما عجزت عنه أندية كثيرة في سنوات، الملاعب والصالات التي مهدت الطريق لمثل هذه الإنجازات، يا ترى ألم يتساءل البعض عن تدهور حالة الفرق السنية في بعض الأندية وهي التي فازت بالبطولات في المواسم الماضية، هل يرى هؤلاء كيف تقدم نادي الشباب لمنصة التتويج في مسابقات الفئات؟.
بالتأكيد الإجابة معروفة تماما، إذ حصل لاعبو الشباب على فرصة التدرب بشكل أكبر على ملاعب صالحة للتدريب، إثر المنشأة الجديدة التي بنيت لهم، هذا ما حدث مع نجوم كرة اليد بنادي الشباب الذين استفادوا جليا من توافر الصالة والملعب الصالح، وبالتالي الدخول للمنافسة من أوسع أبوابها ليتأهلوا للمرة الرابعة على التوالي إلى نهائي كأس الاتحاد، وتتفوق فئاته السنية لأول مرة على باربار «المكتسح السابق»، وهذا ما حدث أيضا للاعبي القدم الذي حققوا 3 بطولات فضلا عن المركز الثاني أكثر من مرة.
نستنتج إذاً ممَّا سبق أنَّ المنشأة والملاعب النموذجية التي تحصَّل عليها نادي الشباب كانت سبباً من أسباب رقي الرياضة البحرينية ودخولها طرفا في معادلة المنافسة، ولا ننسى تواجد الفكر الصحيح في النادي وإدارته الواعية جدا بقيادة الرئيس ميرزا أحمد، القادرة على الاستفادة المثلى لمثل هذه العوامل المساعدة، الأمر الذي يدعو المؤسسة العامة المعنية بذلك لزيادة المنشآت الصالحة للتدريب في الأندية الوطنية، لما له من دور في تطوير اللاعبين قبل خوضهم المباريات.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3553 - الثلثاء 29 مايو 2012م الموافق 08 رجب 1433هـ