فريق المنامة الأول لكرة السلة كان يحيطه في بداية الموسم السلاوي الحالي الكثير من الغبار الذي يغطي الصورة الحقيقية للفريق، فالجميع كان يتوقع أن الفريق سيحتكر بطولات هذا الموسم في ظل ما يضمه من نجوم في جميع المراكز وفي ظل التعاقد مع المدرب الوطني الكابتن سلمان رمضان الخبير بنادي المنامة وبكرة السلة البحرينية.

في ذلك الوقت الفريق لم يقدم أفضل مستوياته ولكنه حقق بطولة السوبر وبدأ بالتخبط في منافسات الموسم لتبدأ المشاكل بالبروز بين المدرب واللاعبين والإدارة، فالفريق لا يقدم المطلوب وكل كان له علاجه الخاص للمشكلة.

في ذلك الوقت والصورة لم تنجل بعدما كان المدرب رمضان قد دخل في خلافات حادة مع المحترف الأميركي داريوس رايس واللاعب أحمد المطوع ما دفعه إلى طلب استبعاد اللاعبين من الفريق والتعاقد مع محترف آخر كون اللاعبين لا يخدمان الفريق.

مشكلة الإدارة المنامية وأمام بعض النتائج السلبية للفريق أنها لم تكن قادرة على الاستجابة لمثل هذه الطلبات وخصوصا أن اللاعبين يمتلكان عقودا طويلة الأمد ويجب أن يدفع النادي كامل قيمة العقد في حال الاستغناء عنهما.

والمدرب رمضان أصر على طلبه بأن اللاعبين لن يفيدا الفريق وخصوصا داريوس، لكن في تلك الأجواء لم تكن الإدارة قادرة إلا على التضحية بأحد الطرفين ففضلت التخلص من رمضان على التخلص من اللاعبين وهو ما اعتقدت أنه العلاج الأنجح للفريق على رغم أن رمضان لم يخسر أي نهائي بعد ومازال في بداية المشوار ولكن حال المنامة السيئ وخصوصا أمام سترة والخلافات بين المدرب واللاعبين دفعت إلى هذا الخيار.

الآن أعتقد أن الصورة باتت أكثر وضوحا للجميع وخصوصا بعد المباريات النهائية الثلاث أمام المحرق إذ ظهرت أحقية المدرب رمضان في طلبه في ذلك الوقت الذي كان التغيير فيه ممكنا ولو بكلفة مالية كبيرة، ولكن نظرا للغبار الذي يحجب الصورة لم يكن أحد يجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار الصعب.

وبغض النظر عن نجاح رمضان من إخفاقه مع المنامة إلا أنه يظل المدرب التاريخي للفريق، كما أن الوقت كشف صدق خياراته وأنه كان يستشرف المستقبل منذ البداية.

المباريات الثلاث الأخيرة كشفت حاجة المنامة الماسة إلى محترف آخر غير داريوس، محترف قادر على مجاراة المحترفين الآخرين تحت الحلق على الأقل، وحاجة الفريق كذلك إلى عناصر شابة وسريعة، وإستراتيجية رمضان كانت مستقبلية في حين ان نظرة إدارة المنامة كانت آنية، فدفع الفريق الضريبة غاليا في نهائي الكأس.

رمضان قد لا ينجح مع المنامة لو استمر وقد ينجح، لكن الأهم أن خياراته كانت صحيحة كما كشفتها الأيام ولكن بعد فوات الأوان.