تابعت الجماهير البحرينية قبل أيام قضية لاعب منتخبنا الأولمبي والنادي الأهلي حسين الفرحاني والمشكلة الصحية الطارئة التي مر بها وحالة الإغماء التي تعرض لها مرتين في غضون أسبوع واحد، ما تسبب في إثارة القلق والترقب والخوف عند مختلف الأطراف والجهات.
ولست في وارد في هذه المساحة لمناقشة صحة مشاركة الفرحاني من عدمها، والأسباب التي أدت للدفع به في لقاء فريقه أمام المنامة لأن ذلك من اختصاص الأجهزة الإدارية والفنية والطبية لفريقه.
حادثة الفرحاني حدثت لتثير علامات استفهام كبيرة بشأن قدرة منشآتنا وتجهيزاتها بمختلف الجوانب العلاجية والصحية لاستقبال أي حالة طارئة ربما تفجع الوسط الرياضي والرأي العام في ظل الحوادث المميتة التي حدثت في الملاعب العالمية وآخرها وفاة اللاعب الإيطالي موروسيني لاعب خط وسط فريق ليفورنو المنافس في دوري الدرجة الثانية الإيطالي لكرة القدم، إثر إصابته بأزمة قلبية على أرض الملعب.
وحمل العقد الأخير في مختلف ملاعب العالم أكثر من 15 حادثة أدت للوفاة أشهرها رحيل الكاميروني الدولي مارك فيفيان فو «28 عاما»، جراء إصابته بهبوط في الدورة الدموية خلال المباراة أمام كولومبيا التي أقيمت في ليون الفرنسية في كأس القارات، وتوفي نتيجة سكتة قلبية بعد فترة قصيرة وحدث ذلك في العام 2003.
حالة أخرى أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام الإعلامي وهي حالة اللاعب الإسباني أنطونيو بويرتا (22 عاما) بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية خلال مباراة فريقه اشبيلية مع خيتافي بالدوري الإسباني العام 2007، ورحل بويرتا للعالم الآخر بعدها بثلاثة أيام.
وأمام هذه الحوادث فإن الاتحادات الرياضية إلى جانب المؤسسة العامة للشباب والرياضة وكذلك اللجنة الأولمبية أمامهم مسئولية كبيرة بضرورة التشديد على الأندية الوطنية فيما يخص إجراء الكشوفات والفحوصات الطبية اللازمة لجميع لاعبيها الرياضيين وبصورة مشددة ومن جهات مختصة.
وربما تكون هناك اتحادات رياضية أخذت هذه الخطوة وطبقتها منذ مواسم، إلا أن طريقة التنفيذ والتطبيق تدعو للقلق في ظل سهولة الفحص الذي يجري للرياضي وهو يقترب من الشكليات على حساب الهدف والمضمون.
وأثبتت الدراسات الطبية الخاصة والبحوث التي أجريت في هذا الجانب «أمراض القلب» أثبتت أن توقف القلب المفاجئ عند الرياضي من الحالات النادرة، ولكنها تكون مؤثرة جداً عند حصولها نظراً لصغر سن الرياضي وصحته البدنية الجيدة، وبحسب الدراسات التي أجريت فإن غياب الإسعافات الأولية وعدم توافر بعض الأجهزة الطبية الخاصة أثناء الحالة من شأنه أن تؤدي إلى وفاة المصاب.
تلك النقاط تجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا وخصوصا أن منشآتنا الرياضية تنقصها الكثير من الجوانب المهمة ومن ضمنها غياب الأجهزة الطبية والمختصين، وعلى أمل أن تكون منشآتنا وأنديتنا مزودة بجميع الاحتياجات المهمة والضرورية في هذا الجانب الصحي.
وبالعودة إلى حالة الفرحاني فإن تواجد الجهة المختصة متمثلة في رجال الإسعاف والطوارئ كان له دور كبير في القيام بواجبهم كعادتهم، ولعل تواجدهم المستمر في ملاعبنا بالتنسيق الذي يتم عن طريق الاتحادات الرياضية والجهات المعنية، فلهم كل التحايا والتقدير والاحترام على عملهم متمنين أن يحفظ العلي القدير الجميع وأن يبعد عن ملاعبنا مثل هذه الحالات الصعبة.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 3551 - الأحد 27 مايو 2012م الموافق 06 رجب 1433هـ