العدد 3551 - الأحد 27 مايو 2012م الموافق 06 رجب 1433هـ

آسيويون يحترقون ويسقطون

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أخبار البحرين يوم أمس روتينية من كل جانب، محاكم وأحكام، حوادث وأحداث، وآسيويون يتساقطون في منازلهم أو أعمالهم، غير أن عدد الآسيويين بلغ 11 قتيلاً يوم أمس، عشرة منهم راحوا ضحية حريق في منزلهم (بسبب انتشار غاز أول أكسيد الكربون)، وواحد سقط من مبنى.

بدأ صباح أمس بنبأ «وفاة 10 آسيويين اختناقاً بحريق اندلع في مسكنهم بالرفاع الشرقي» وأن مسكن العمال الذي يتكون من غرفتين إحداهما يقطن فيها 6 عمال والأخرى 4 عمال وجميعهم بنغاليون، اندلع فيه حريق بسبب خلل كهربائي وانتشر الدخان داخل المسكن بينما كان جميع العمال نائمين وقضى عليهم واحداً تلو الآخر. ثم جاء خبر «مصرع عامل آسيوي بعد سقوطه من مبنى تجاري بالمنطقة الدبلوماسية، وقد أسفر ذلك عن تناثر أشلاء من جسده بوسط الشارع العام». وكان العامل يقوم بتنظيف زجاج المبنى السكني والذي يصل ارتفاعه إلى 7 طوابق قبل أن ينقطع الحبل من مكنة الصعود.

وزارة العمل قالت إنها بدأت التحقيق «وقد اتضح أن قاطني المسكن الخاص (في الرفاع الشرقي) هم من العمالة السائبة، وقد قاموا باستئجار هذا المسكن على حسابهم الخاص، وعليه فإنه لا ينطبق عليهم ما ورد في القرار الوزاري رقم (8) لسنة (1978) بشأن الاشتراطات الصحية لمساكن العمّال، الذي يشترط أن المسكن يتم توفيره وتجهيزه من قبل صاحب العمل».

قبل يومين كنت أسوق سيارتي في شارع فرعي يرتبط بشارع البديع، وأوقفت سيارتي عند التقاطع لكي ألتحق بالشارع (يميناً باتجاه البديع)، وفجأة وجدت آسيوياً على دراجته الهوائية أمام سيارتي، وكان لا يلتفت لي بسبب حرارة الجو، ومن ثم انتقل إلى الجانب الآخر من الشارع، وعبر الاتجاه الآخر من الشارع نازلاً وصاعداً من دراجته الهوائية، وأنا أنظر إليه ويدي على قلبي خشية أن يصدمه أحد، بينما هو في عالم آخر.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن «أين حقوق الإنسان؟»؛ لأن هؤلاء بشر، ولهم حقوق. ولعلّ ما ذكره أحد المفكرين الخليجيين في إحدى كتاباته يشرح جانباً من واقع الحال، وهو أن سكوت الوافدين عن حقوقهم نابع من رغبتهم في الحفاظ على استمرار عملهم «في ضوء تجاهل الدول المرسلة لحقوق مواطنيها... وذلك حرصاً على استمرار فرص إرسال عمالتها الفائضة (والرخيصة) إلى دول المنطقة».

مازال أمامنا الكثير لتحقيقه لضمان حقوق الإنسان، ليس فقط للمواطنين، وإنما لكل من يعيش في بلادنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3551 - الأحد 27 مايو 2012م الموافق 06 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 2:43 م

      هذا الكلام

      اللي بداخلي و كنت دائما اتطرق له مع الاصدقاء.. لكن انت يا دكتو الكلام جبتها و في الصميم... وانا اقول هالكلام لأني عا يش في البحرين والحين بأوروبا..

    • زائر 25 | 10:50 ص

      مشاكل الوطن تؤرقك كثيرا و تقض مضجعك وتسيطر على تفكيرك دائما دكتور .... ام محمود

      المشكلات و الأزمات التي نزلت بالمملكة والجزيرة الصغيرة أصابت الكثيرين بالقلق و التوتر و أنت واحد منهم حتى اذا سافرت للخارج في الغربة أو عندما استلمت الجوائز كانت مشاعرك هنا مع المواطنين و كأنك لم تفارقهم و لذا نرى مقالاتك وطنية بالدرجة الاولى ..
      طلبت تسليط الضوء على الفتنة السورية و تاثيراتها على منطقتنا بالسلب و يمكن الدمار لأن المستهدف ليس الشعب السوري وحده و انما جميع الشعوب العربية

    • زائر 23 | 7:13 ص

      إقتراح برغبة

      أنا أقترح برغبة يادكتور على وزارة الأشغال بإنشاء طرق خاصة موازية للشوارع للدراجات الهوائية. وأيضا إقتراح برغبة أخرى خارج عن الموضوع عمل شاشات إلكترونيةتوضح بالثواني عند كل الإشارات الضوئية للحد من الحوادث وتقليل الضغط النفسي عند وصولك للإشارات وخاصة الإشارات الضوئية بالرادار.

    • زائر 20 | 4:01 ص

      في ذمتنا ارواح الاجانب

      بالفعل الاجانب المقيمين في البحرين في ذمتنا لان الاغلبيه الساحقه منهم لا تحصل على حقوقها بسبب التشدد الموجود لدينا بسبب عنصريتنا فقط لانهم لا ينتمون للوطن او العرق
      اي قانون او دين يسمح لنا بالمتاجره بارواح البشر
      الى متى التجاهل وعدم فتح ومعالجة ملف العمال الاجانب
      هل العمال الاجانب لهم اجندات خارجيه او ولاء خارجي او يفكرون في قلب نظام الحكم او يريدون مشاركه في الحكم حتى نقف ضد حصولهم على الحقوق

    • زائر 19 | 3:47 ص

      سوريا

      سوريا تبكي دم من حقوق الانسان

    • زائر 18 | 3:18 ص

      مجزرة الحولة

      يرجى من الدكتور كتابة مقال عن المجزره التى وقعت فى مدينة الحولة ويستنكر هذه الجريمة ولكم الشكر ......

    • زائر 17 | 3:09 ص

      الظلم هو السبب

      سبب اهمال العمال الوافدين لاشتراطات السلامه في مساكنهم يعود لسبب الفقر الذي يعيشون فيه نتيجه الظلم فاذا كان راتب لايتجاوز ال

    • زائر 16 | 2:49 ص

      أين المسؤلين ؟اذا اشتكينا من تطفيش العاملات والخادمات

      هناك قوانين ولوائح ولكن اذهب واشتك على خدامة هاربة او عامل هارب وانظر بماذا يرد عليك؟
      الجهاز التنفيذي دائما يتعذر بعدم قدرته على ضبط العمال السائبة وبعضها مسيّبه اي مهربة من صاحبها بفعل فاعل.
      بعض الاخوة من سواق سيارات الاجرة البيك أب اشتكو ممن يضايقهم في أرزاقهم من العمالة السائبة وعندما اتضح ان الكثير من هؤلاء مكفولين لناس كبار (هوامير) تم التحفظ على القضية وكأن احد لم يبلغ.
      هذه الامور وغيرها سوف تفاقم من الوضع الى أن تحصل كوارث اكبر مما حصل

    • زائر 15 | 2:40 ص

      اسقطوا من قاموسهم البعد الانساني

      الجشعون الجشعون اسقطوا من قاموسهم البعد

      الانساني فلا قلب ولا ضمير ولا رحمة ولا

      خوف لهم من الله انهم بين البشر لكنهم

      ليسوا ببشر

    • زائر 14 | 2:23 ص

      جنيف 1

      شكرا لك دكتور .. تعليقي سيكون تحت عنوان ( انسان تحت الانقاض ) للاسف هذا هو واقعنا ...

    • زائر 13 | 2:20 ص

      للاسف هذا الواقع المر:-

      " أن سكوت الوافدين عن حقوقهم نابع من رغبتهم في الحفاظ على استمرار عملهم «في ضوء تجاهل الدول المرسلة لحقوق مواطنيها... وذلك حرصاً على استمرار فرص إرسال عمالتها الفائضة (والرخيصة) إلى دول المنطقة»."
      و ينطبق ذلك على الكثير من العاملين في القطاع الخاص من "مواطني الدرجة الثالثة",,,,,,
      هذا الواقع شئنا ام ابينا,,,,

    • زائر 12 | 2:16 ص

      الصوت والصورة

      لا يختلف اثنان على أن أسباب الموت وان اختلفت فواحدة نهاية الحياة الدنيا لأي إنسان وصل لها. وقد يبدو أن القدر في هذه البلد ومن يقطنها ليس البحريني فقط إنسان وإنما الجميع.

    • زائر 10 | 1:43 ص

      المواطن لا يحترم فكيف بالوافد؟

      الكثير من المواطنين لا يتعدى راتبهم 120 دينار، ويكرفون لساعات طويلة ولا يوفر لهم السكن اللائق، فكيف بالوافدين الفقراء؟
      إذا مشى أحدهم سارحا، فتراه يحلم بأهله وديرته ولذا يمشي غافلا عن كل ما حوله. راتبه لا يتعدى 70 دينارا يعيش منها ويوفر لأهله في بلده لقمة العيش، أليس هذا ظلما؟ لكن السبب كله في كبار القوم الذين يجلبون هذه العمالة لتمتلء جيوبهم ولا يهمهم إن عاش هؤلاء أم ماتوا.

    • زائر 9 | 12:55 ص

      شكرا لإنسانيتك

      شكرا دكتور لأنك خصصت مقالك لهذا اليوم للتذكير بالإنسان بعد أن ابتلعت الطائفية والصراعات والاحقاد كل معاني الانسانية الجميلة ...رحم الله ال10ارواح التي ذهبت لخالقها ..

    • زائر 8 | 12:53 ص

      معاً لتقنين ساعات عمل الشغّالات

      أيها الناس .. ما يحصل في بلداننا خو بعيداً كل البعد عن الإنسانية فيما يتعلق بظروف عمل خدم البيوت ، حيث تصل ساعات العمل في كثير من الأحيان إلى قرابة 18 عشر ساعة وهذا ليس عمل وانما (سخرة) هؤلاء ليسوا عبيداً لنا ، ما يحصل من فرار الكثير من الخدم ولا أعمم هو الكثير من الإرهاق والظلم ، فراتب 70 دينار لا يعطينا الحق في استعباد البشر ، أنا مع نظام الـ 8 ساعات عمل (جادّة) وإعطاء الخدم فرصة للراحة ، كما أطالب أن تكون هناك غرفة مستقلة للخادمة فيها سبل الراحة فالبعض يحسبها قطعة خشب ويضعها في المخزن.

    • زائر 7 | 12:22 ص

      البحريني يتحمل المسئولية

      بالنسبة للعمالة السائبة في البحرين يتحملها المواطنون الذين يتاجرون بالتاشيرات ، يأخذ ألف دينار من هذا العامل المسكين ولا يوفر له عمل ولا سكن فيقوم بعمل أي شي من تغسيل سيارات وتجميع السكراب ، أيضا شركات توفير العمال تتحمل المسئولية وذلك لأنها تظلمهم من ناحية الراتب ، تأخذ من الشركة الذي يعمل بها 150 دينار وتعطي العامل فقط 50 دينار ، أي ظلم هذا الذي نعيشه ، لا نريد أحد أن يظلمنا ونحن نظلم بني البشر ، اتقوا الله يا عالم

    • زائر 5 | 11:21 م

      أنا أعتقد ان الاسيويين تنقصهم الكثير من الثقافات و منها ثقافة الطريق ولذا هم بحاجة للتوعية ... ام محمود

      أنا أقترح ان تبادر الدولة بنشر كتيبات لتوعية العمال بالمخاطر التي يجب أن يبتعدوا عنها سواء في منطقة العمل خاصة اذا كان من علو شاهق و ارتفاع كبير أو اذا كان في الصرف الصحي يجب توفير سلالم خاصة و لباس خاص مزود بالكمامات الواقية و الاكسجين
      و رأينا في قرية سماهيج عمال تعرضوا لانزلاق طيني و ترابي و دفنوا تحت كثبان مرتفعة من الرمل و عمال آخرون في منطقة بناء منازل و فلل سقطت عليهم أحجام كبيرة من السيراميك و قتلتهم .. هناك خلل كبير و ثغرات و عدم مراعاة لابسط شرط سلامة
      و سكن العمال ايضا فيه اهمال

    • زائر 3 | 11:13 م

      تتمه ... هناك اهمال واضح في الحوادث التي تجري والهنود أيضا غير مبالين بحماية أنفسهم من المخاطر ...... ام محمود

      حادثة الحرق بدون التفحم فقط الاختناق ليست الاولى و لن تكون الأخيرة في غياب عدم حرص العمال على الاهتمام بأنفسهم و مراعاة اجراءات السلامة وهناك حوادث مماثلة حدثت في سوق واقف أيام الشتاء.. حتى أثناء عبورهم الشارع أو الهايوي تجدهم سارحين و في عالم ثاني لا ينتبهون للسيارات ابدا
      حادثة الشارع المقابل لعذاري و صدم السائق لثلاثة من الاسيويين و تمزيقهم ما زلت أتذكرها و أتألم كثيرا .. وحادثة الاسبوع الماضي على شارع الشيخ خليفة بن سلمان و قيام مواطنة بالاصطدام بهندي و بتر ساقه ووفاته في نفس المكان

    • زائر 1 | 9:26 م

      أعتقد أنهم أقرب منا لنيل حقوقهم وزياده

      الله يرحمهم .. من المؤلم أن يموت هؤلاء في الغربة .. لكن العماله السائبة هي سوق نخاسه يتاجر فيها متنفذون هم من يشكلون هوامير هذه السوق .. فتراهم في ازدياد يجوبون الأزقة .. عاهدت نفسي أن لا أتعامل مع أي منهم في ظل تعامل غالبية الناس معهم ولو في تغسيل السيارات .. ويحز في نفسي أن يستغل هؤلاء في كل شيء حتى تم الزج بهم في صراع سياسي في البلد لا ناقة لهم فيه ولا جمل ربما أملا في حفنة من المال أو ربما أماني النفس بحصولها على وظبفة.

اقرأ ايضاً