العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ

غوارديولا يودع جماهير برشلونة في نهائي الدقيقتين!

ما الذي يجب فعله عندما تستغرق مباراة نهائية دقيقتين فقط؟ مع تبقي 88 دقيقة، لم يكن أمام أتلتيك بيلباو سوى أن يقف عاجزا أو مشاهدا عن قرب لحفل «وداع غوارديولا»، أو العرض الكروي المميز من جانب فريق برشلونة، لتقديم التحية الأخيرة وتلقي اللقب الأخير، من مدرب حلق بالفريق في سماء الإنجازات على نحو غير مسبوق.

فالواقع يقول إن نهائي كأس ملك إسبانيا الذي أقيم الجمعة على استاد فيسنتي كالديرون لم يكن نهائيا، فلو كان النشيد الوطني الإسباني قد لاقى استهجانا وصفيرا غير مسبوقين من جانب آلاف المشجعين الباسكيين والكاتالونيين لمدة 27 ثانية فقط، فإن الأمل في تحقيق أول لقب لأتلتيك خلال 28 عاما، قد تبدد في غضون 120 ثانية.

وكانت تلك المدة البسيطة هي التي احتاجها برشلونة لإحراز هدفه الأول عبر المتألق بيدرو، قبله كان ليونيل ميسي قد نوه في أولى لعبات المباراة إلى أن ذهنه حاضر تماما، ومستعد بنسبة 100%، ومن المعروف جيدا ما يحدث عندما تجد فرقة برشلونة السيمفونية أمهر عازفيها في أفضل مستوياته.

وبجوار الخط الجانبي للملعب، كان جوسيب غوارديولا يراقب بسعادة نتيجة عمله، أما فرانسيسك فيلانوفا أو «تيتو»، الذي كان يوم الجمعة الأخير له كرجل ثان في الجهاز الفني ليتحول من اليوم إلى الرجل الأول، كان يبتسم، وفي المدرجات، واعتبارا من بداية الشوط الثاني في وقت تراجعت فيه معنويات الجماهير الباسكية، كان نظراؤهم الكاتالونيون يهتفون «غوارديولا، غوارديولا»، في بادرة عرفان وتكريم.

وإذا كان الفنزويلي فيرناندو أموريبييتا قد أصابه الجنون قبل 16 يوما، في نهائي دوري أوروبا بالعاصمة الرومانية بوخارست الذي أقيم في التاسع من مايو/ أيار الجاري، إزاء التألق الكاسح للكولومبي راداميل فالكاو، فإنه عاد هذه المرة للمعاناة في صراع غير متكافئ أمام ميسي نجم اللقاء الأول، وفي نهاية المباراتين شاهد فريقه يخسر صفر/3 .

وعن مباراة كانت بعد في مستهلها، كان يتبقى لجماهير برشلونة الاستمتاع واجترار الذكريات الجميلة، تقييم أربعة مواسم غيرت حياتهم في عالم الكرة، وأوجزت عملا رائعا شهد تحقيق 14 لقبا في 19 بطولة: 3 في الدوري الأسباني واثنان في كأس الملك واثنان في دوري الأبطال وثلاثة في كأس السوبر الإسبانية واثنان في كأس السوبر الأوروبية واثنان في بطولة العالم للأندية.

قاد غوارديولا برشلونة في 247 مباراة رسمية، فاز منها في 179 (72 %) وتعادل في 47 (19 %) وخسر 21 (تسعة %). أرقام تجعله يرحل سعيدا، وكذلك لاعبي برشلونة الذين امتلئوا ثقة، لدرجة أن الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو لم يكن بعيدا عن تسجيل هدف من منتصف الملعب، كل شيء كان ممكنا، كل شيء عاد للعمل بعد أسابيع صعبة تعثر فيها برشلونة في اللحظات الحاسمة من الدوري أمام ريال مدريد، وفي دوري الأبطال أمام تشلسي الإنجليزي.

أما التعثرات المتلاحقة، فكانت من نصيب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، المدرب الذي تمكن من إحداث ثورة في تاريخ أتلتيك عبر حبه للعمل، ولكرة القدم، ولتطوير أداء لاعبيه، ونال بييلسا ثاني خسارة له في إحدى مباريات النهائي، وخلق تساؤلا لدى جماهيره حول مدى صواب اللعب بجبهات مفتوحة بهذا القدر أمام برشلونة، فضلا عن تساؤل آخر عما إذا كان سيبقى في منصبه للموسم المقبل. تلك «الأمانة المطلقة» التي يؤمن بها بييلسا عن عقيدة ساعدته على التعادل 2/2 في نوفمبر/ تشرين الثاني تحت أمطار بيلباو، لكنها لم تفعل في ليلة مدريد الساخنة، التي أدار فيها برشلونة ماكينة كروية لتقديم أفضل وداع ممكن في المباراة الأخيرة. ولم يتبق لبييلسا ولاعبيه سوى القيام بدور ضيوف الشرف في حفل «وداع غوارديولا».


غوارديولا ينهي مغامرته مع برشلونة بذكريات رائعة

مدريد - أ ف ب

«أنا سعيد لأني كنت جزءا من هذه العملية التي بدأت منذ فترة طويلة، لكن البداية لم تكن معي والنهاية لن تكون معي»، هذا ما قاله غوارديولا بعد المباراة التي شهدت تتويجه بلقبه الرابع عشر مع برشلونة خلال 4 مواسم معه. وتابع «بيب» الذي قرر ترك النادي «لأني استنزفت وأنا بحاجة للطاقة» بحسب ما قاله عقب إعلان قرار الرحيل، «أنا أترك شيئا خلفي للذين سيحلون بدلا مني، لم نخترع أي شيء، كل واحد منا طبق أفكاره بكل بساطة، سأرحل وأنا شخص سعيد».

وأشار غوارديولا إلى أنه يترك الفريق الذي أشرف عليه اعتبارا من موسم 2008-2009 خلفا للهولندي فرانك رايكارد، بـ»ذكريات جيدة، أنا راض إلى أقصى الحدود، سأرحل وأنا شخص سعيد، أشعر بالرضا التام، أرحل تاركا خلفي مستقبلا للنادي لكي يتواصل العمل، مررنا بحقبة رائعة: 14 لقبا في 4 أعوام، أنه انجاز من الصعب تحقيقه، أنا مقتنع بأننا نترك خلفنا ذكريات جيدة، سيردد الناس مع الوقت آن هؤلاء اللاعبين قدموا كرة رائعة وأنهم استمتعوا بذلك».

واعتبر غوارديولا أن برشلونة قدم من الناحية الكروية «أفضل موسم له»، مضيفا «لقد نضجنا تكتيكيا، في الأعوام الأولى (كمدرب للفريق) كانت الشرارة والطاقة الخالصة العامل الأساسي (في تألق الفريق)، هذا الموسم كان يعتمد على التحليل بشكل أكبر، أنا مقتنع بأن الفريق سيصبح حتى أفضل مع الوقت».

من المؤكد أن غوارديولا الذي صفق له رجال الصحافة بعد انتهاء مؤتمره الصحافي في ملعب «فيسنتي كالديرون»، كان يمني نفسه بأن يودع النادي الكاتالوني بلقبين إضافيين هما الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن «البلوغرانا» انحنى للمرة الأولى في 4 مواسم أمام غريمه الأزلي ريال مدريد وتنازل عن لقب «لا ليغا» كما فشل في الاحتفاظ باللقب الأوروبي بعد خروجه من نصف النهائي على يد تشلسي الإنجليزي الذي قد يكون وجهة «بيب» المقبلة استنادا إلى التطور الذي طرأ على موقف المدرب الشاب بعد أن أعلن منذ ساعات معدودة أنه مستعد للعودة إلى مقاعد التدريب الموسم المقبل، وذلك خلافا لموقفه الأولي الذي أشار فيه إلى أنه يعتزم الخلود للراحة. وفتح غوارديولا الباب أمام الفرق المهتمة بخدماته لتقديم عروضها هذا الصيف حين قال: «علي أن أشحن بطارياتي في الأشهر المقبلة، سأستريح وانتظر، سأكون جاهزا إذا أرادني أحد الأندية، إذا نجحوا في إغرائي فسأدرب مجددا».

وذكرت وسائل الإعلام أن غوارديولا يعتبر الهدف الأول لمالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش المستعد لكي يمنح المدرب الاسباني راتبا سنويا قدره حوالي 16 مليون دولار بحسب بعض التقارير. من جهة أخرى، شكر رئيس برشلونة ساندرو روسيل المدرب الشاب على ما قدمه للنادي خلال المواسم الأربعة، معتبرا إياه «أفضل مدرب مر في تاريخ النادي» وبأن بديله تيتو فيلانوفا سيبني على الإرث الذي تركه لاعب الوسط الدولي السابق.

وتابع «على تيتو المحافظة على ما تم تأسيسه، لا يمكننا أن ننسى بأنه كان جزءا مما تحقق منذ البداية (كونه مساعد غوارديولا)، علينا أن نسير على مسار العمل نفسه الذي تحقق، الفريق استثنائي، أنه مذهل، تيتو سيقوم بعمل جيد بالقدر نفسه، اللاعبون مذهلون، الحقيقة هي أن اللاعبين متحدون وهم يساندون تيتو، لا أرى نهاية للحقبة التي نعيشها والذي يعتقد إنها انتهت فهو مخطئ».

العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:56 ص

      برشلوني حتى الهلاك

      مبروك لكل برشلوني الكاس ههههه ولا عزاء للمدريدي يكفي انه برشلونه احرز 14 بطولة في 4 مواسم فقط هههه وحطم ميسي رقم مولر وحقق 73 هدف في كل البطولات لموسم واحد وهداف الدوري وفي بداية الموسم احرز برشلونه السوبر الاوربي والاسباني وكاس العالم للانديه وختمها بالكاس مبروك لكل برشلوني في العالم

اقرأ ايضاً