نحن نسير هذه الأيام في ركب الايام الاخيرة من شهر مايو/ أيار الذي يبشِّر بدخول فصل الصيف بأجوائه الحارة الملتهبة، وقرب بداية العطلة الصيفية التي تتوقف فيها عادة الأنشطة الرياضية الرسمية في الأندية والاتحادات الرياضية. ما يعني دخول الشباب في فراغ طويل يثير الملل، ويدفعهم دفعاً إلى البحث عن أنشطة بديلة لقضاء الساعات الطويلة التي تخلقها هذه الإجازة الإجبارية... قد يكون البعض منها صالحاً ومفيداً ويغذي طموحاته، وقد يكون طالحاً غير مفيد، يؤثر في سلوكيات الشباب الذين تربوا عليها في أسرهم، التي عانت الكثير من أجل تربيتهم التربية الصالحة، القائمة على أخلاقيات المجتمع البحريني .خوفاً من مرحلة المراهقة التي يكونون فيها عرضة للوقوع في الخطأ.

وبالتالي أصبح الشباب في فصل الصيف المقبل بحاجة ماسة إلى برامج وأنشطة تلبِّي طموحاتهم وتغذي مواهبهم وتصرف عنهم أولاد السوء، وتنير طريقهم إلى الخير لا للشر، وهي مسئولية تقعُ على عاتق جميع الجهات ذات العلاقة بقطاع الشباب سواء كانت حكومية أو أهلية . وحتى نعرِّف الشيء باسمه نتساءل عن الجهة المسئولة عن برامج وأنشطة الشباب والإشراف عليها ؟ فهل هو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، أم هي المؤسسة العامة للشباب والرياضة، أو وزارة التربية والتعليم، أم وزارة التنمية الاجتماعية. أم هي الأسرة نفسها المكونة من أولياء الأمور .

في تصوري المتواضع أن جميع الجهات مجتمعة مسئولة مسئولية كاملة عن قطاع الشباب، يأتي في مقدمتهم المجلس الأعلى للشباب والرياضة لكونه الجهة الرسمية التي تضم في عضويته وزارات المملكة المعنية بقطاع الشباب والرياضة، أولهما وزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة للشباب والرياضة بصفتهما شريكين فاعلين، يملكان الصالات الرياضية والمرافق القادرة على استيعاب برامج الشباب في فصل الصيف.

لذلك بودي أن أوجِّه لهم سؤالاً مختصراً واحداً بمناسبة قرب فصل الصيف : ماذا أعددتم من أنشطة وبرامج من أجل التغلب على فصل الصيف الطويل. وحماية الشباب من أوقات الفراغ المقيتة، وإدخاله في برامج نافعة، خصوصاً وأنَّ الجميع مدرك خطورة المرحلة الحالية والظروف الصعبة التي يمرُّ بها الشباب والمجتمع البحريني . وهي - الفترة - التي يعتبرها أولياءُ الأمور كابوساً مزعجاً يؤرق تفكيرهم.