العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ

الانفتاح على مستقبل أفضل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قيمة النخب السياسية في أي بلد تتحدد بمدى قدرتها على الانفتاح على مستقبل أفضل من خلال تطوير خيارات استراتيجية أكثر نفعاً فيما يتعلق بالشأن العام، وذلك من خلال تحليل الواقع بعقلانية، والأخذ في الاعتبار الجوانب التاريخية لما حدث، ومن ثم اعتماد منظور مستقبلي مستنير.

النخب السياسية قد تكون في الحكم، وقد تكون قريبة منه، وقد تكون في المعارضة أو قريبة منها، وحيوية أي بلد في هذا المجال تقاس بعدد العقلاء الذين يستطيعون تطارح الأفكار، والتفاعل مع مجريات الأمور بمسئولية، ثم إدارة الخلافات على أسس ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان.

أمّا في حال كان الوضع مقلوباً بالنسبة إلى النخب السياسية، فإنّ الأوضاع تكون مزرية؛ وذلك لأن هذه النخب، أو بعضها، قد تلجأ إلى إغلاق أبواب التفكير، والاعتماد على النمطية في تحليل الواقع، واللجوء إلى التنابز بالألقاب، وإثارة أجواء الكراهية، وغيرها من الممارسات التي تُعبّر عن «عجز فكري». وخطورة هذا العجز الفكري لا تتمثل فقط في قتل الحيوية في الحياة السياسية، وإنما تدفع أيضاً باتجاه اتخاذ قرارات غير حكيمة، أو ربما كارثية، تكون لها عواقب سلبية.

ولربما أن تغييب الخيارات يبدأ بصورة طوعية، إذ يمكن التعذر عن عدم إمكانية طرح وتنفيذ حل مقنع ومباشر بأنّ مثل هذا الحل سيغضب هذا الطرف أو ذاك. ولكن مثل هذا الحديث يتحول إلى واقع لاحقاً؛ إذ إن العقبات التي تصطنع في بادئ الأمر لمنع انتهاج مسار منصوح به تتحول إلى عقبات فعلية.

إن عملية صنع القرار في أي بلد محفوفة بالتحديات المستمرة، ولذا فإنّ إغلاق أبواب الحوار الجاد - تحت أي عذر من الأعذار - يعني عدم جدية الجهود المطروحة لإخراج الوضع من مساره غير الصحيح.

إن علينا أن نفسح مجالات الحوار وأن نعتمد على سياسة ذات محتوى غني بالأفكار، وهذا سيوفر الكثير من الجهود. أمّا إذا ضاقت آفاق الحوار، فإنّ النتيجة ليست مريحة حتى لو تم إنفاق مبالغ طائلة على شركات للعلاقات العامة.

والبحرين يمكنها أن تتألق وتخرج مما هي فيه فيما لو اختارت النخب السياسية الانفتاح على تجارب إنسانية ناجحة، وإشراك جميع الأطراف الفاعلة في الساحة ضمن خريطة طريق تبدأ بتصحيح الأوضاع وتنتهي بحياة سياسية ديمقراطية منفتحة على العالم، ومنفتحة على مستقبل أفضل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 3:46 م

      كلام سليم

      زائر 17 كلام زائر 13 سليم كيف تريدني ان اتحاور معاك وانت لا تدين من يريد أختطاف بلدك و بلدي لنكون علي ارضية مشتركة وهل فية ذنب اكبر من خيانة الوطن

    • زائر 28 | 12:20 م

      تأمل

      إذا لم يكن في الساحة رجل يختلف في تعريف الحوار عند ذلك سوف يبدأ الحوار . لكي نقترب اكثر يجب الإتفاق على مقدمات الحوار وليس الحوار . يجب إستفتاء الشعب على اصل مقدمات الحوار ومن ثم آليتها . إذا تم ذلك بكل شفافية سوف يقبل الجميع بالنتيجة .
      وما سبق لا يمكن تطبيقها على وضعنا لما يسودها من فساد .

    • زائر 26 | 11:05 ص

      المشاركة

      نعم دكتور يجب اشراك ابناء البحرين الغيورين على بلدهم في كافة مراحل القرار وبكل شفافية اما من خان الوطن وتامر عليه فبستحق الاحتقار والازدراء بسبب خيانته

    • زائر 25 | 8:42 ص

      هذا إذا كان للسفينة ربان واحد

      عندما أتأمل في كلام الامام علي عليه السلام أكتشف عمقه ولو بعد حين اذ يقول .. لابد للناس من امام بر أو فاجر .. ويقول تعالى لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا .. فتعدد الرؤوس يجعل من المستحيل معرفة اتجاه السفينة وقس على ذلك البلد .. فهو سفينة تتقاذفه الأهواء والأمزجه.. ويصعب على صاحب أي منطق تحليلي أن يتنبأ بما يخبأه القدر للبلد من خلال حسابات واقعية .. ولمعرفة ذلك أعتقد نحتاج خدمات العرافين .. ممكن نعين لنا كم واحد في مجلس الشورى

    • زائر 24 | 6:35 ص

      أنا بحريني عادي

      كما ذكرت يا دكتور حوار مع السياسيين العقلانيين البحرينيين وليس حوار مع الإيرانيين ولاية الفقيه... هذا ما نريده نحن نعرف بأن هناك نخب من السياسيين العقلانيين وهذا ما نريده من كل طوائف المجتمع البحريني ... ولكن تقول لي حوار جاد مع زعماء الوفاق الموالية لإيران .. فأنا فرد عادي بحريني لا أقبل هذا الحوار ... وأما حوار مع أمثالك يا دكتور فأنا أوافق عليه 1000% . هذا ما يريده الانسان البحريني البسيط سواء سني أو شيعي .. نريد الأمان ونريد العشرة الطيبة في داخل بيتننا البحرين وليست إيران. وشكراً يا دكتور.

    • زائر 21 | 4:49 ص

      أكبر انتصار

      الحل في تقبل الآخر وفي مصلحة الوطن التنازل والتسامح لا يعد هزيمة بل يعد أكبر انتصار لأنك تتنازل عن كبريائك في مقابل مصلحة الوطن .

    • زائر 20 | 4:47 ص

      ومن يطفئ حقدا أسود؟؟؟!!

      وماذا عن اؤلائك المتمصلحين واصحاب النفوس المريضة
      لكن سيندمون حين لا ينفع الندم

    • زائر 19 | 3:55 ص

      الزائر 13

      عذر اقبح من ذنب

    • زائر 18 | 3:24 ص

      اسمح لي دكتور,,,,,,

      لماذا يصور الاختلاف على انه قائم بسبب "التفاوت" في وجهات النظر ,,,,,
      لماذا نصوره بصور "الفكرة" التي تحتاج الى "تصحيح",,,,,
      و كأن ما نشهده من استخفاف بانسانية المواطن تحتاج الى تصحيح فكرة:- الا وهي ان هذا هو شريك لك في الوطن و ليس ******

    • زائر 17 | 3:01 ص

      الكلام العقلاني

      أنت يا دكتور كلامك منطقي وحكيم وتريد الخير للبلاد ولكن من يسمع .. الحكومة بعيدة كل البعد عن شيء إسمه( ديمقراطية ) ولو على كيفها تمسح هالكلمة من جميع القواميس والمعاجم مسحتها بطرف عين .

    • زائر 16 | 2:59 ص

      نخبة القوم وصفوتها

      ليس بخفي أن هوية الحوار من محوره.
      وصافي الماء شفاف ونخبة القوم أخياره. فالنخب جمع نخبة. بينما صفوة النخبة هي أنقى من النخبة.
      فهل يجوز أن تكون النخبة سياسية أو دينية أو تجارية ...؟؟

    • زائر 15 | 2:49 ص

      صباح الخير

      لماذا لا يخرج تصريح واحد من المعارضة تستنكر مطالبة ايران بأن البحرين محافضة لها...وبتدخلهم في شئوننا لماذا يا دكتور لا يستنكرون لأننا في الطرف الأخر هذا الفاصل الحقيقي بيننا وبين قيادي المعارضة

    • زائر 14 | 2:34 ص

      مثقفين يضلو اتباعهم بالاكاذيب و الفزاعات !؟

      من يضن انه يستطيع ايقاف عجلة التاريخ وصد الشعوب عن رغباتها فهو واهم كلما ازداد الاضهاد و التهميش بانت اهمية مطالبها بل يصبح مصيرها مرتبطاً بالوصول اليها تتغير الحكومات بفشلها عن الالتزام ببرنامجها او بعد وضوح تقصيرها وادائها الغير مرضي لدنيا حكومة لا برنامج لها سوى البقاء قدر الامكان في السلطة وهو ما يجرف البلد الى المجهول عوضاً عن اتضاح صورة المستقبل ، من يسعى الى اطالة امد الصراع بين من يسعى لعودة السلطات جميعاً الى اهلها الشعب هو ضد حركة التاريخ و التمدن انها جريمة بحق الوطن و شركاء الوطن

    • زائر 13 | 2:16 ص

      بعد إيه ..

      حقيقة المشكلة الرئيس هي في القائمين على جمعية الوفاق الذين أهدروا العديد من الفرص لحوار جاد وعوض جادة.

    • زائر 12 | 1:56 ص

      عشت للبحرين

      شهم من أب شهم

    • زائر 11 | 1:53 ص

      ثنائية العبد والسيد ..

      ان كلمة نخب سياسية كبيرة جداً على بعض تلك الجمعيات ، فبعض هذه النخب كانت مقتولة الحيوية منذ عهد بعيد ، نتيجة التغفيل التاريخي من جهة ونتيجة ما جبل عليه البعض من عدم رغبته في التخلص من تبعات العبودية الشاملة ، والذي يركز في حالة تحركة على تحسين مستوى هذه العبودية مثل توفير الطعام الجيد وتحسين نوع السكن ، اما العيش بكرامة وعز فهي بعيدة عن منظور البعض وربما يمقتها نتيجة حياتة الطويلة بعيداً عن محيط الحرية ، ولذلك يندهش البعض ويفغر فاه اذا شاهد شخص يمتلك منزلاً فاخراً ويطالب بشي آخر بعد ذلك .

    • زائر 10 | 1:51 ص

      سؤال للدكتور

      هل يرى الدكتور أن لدى المعارضة أو شرائح منها عجزا في الانفتاح على الحوار أو قبول فكرته؟

    • زائر 9 | 1:47 ص

      دكتور من اجل مستقبل افضل وأمن

      لما تتالت التصاريح التي تمس سيادة البحرين ..وبحت حناجر تطالب بأستنكار مثل تلك التصريحات...لم يخرج تصريح واحد من الذين يدعون بحب بلدهم وحرصهم علي تطوره وهو مهدد من قبل دولة تدعي بأنه المحافظة 14

    • زائر 7 | 1:34 ص

      العناد السياسي وحكم الفرد لا يصلان الى نتيجة طيبة

      في الكثير من التجارب والتأريخ الماضي والمعاصر تظهر النتائج السلبية لحكم الفرد حتى مع حسن النية والسبب الاختلافات الفكرية والمذهبية والمدارس الا أن الحوار والتوافق على النقاط الأساسية والخطوط العريضة لهو الحل الأمثل ... وما نتج عن العناد السياسي بروز الكثير من الثورات المناهضة لحكم الفرد والقبيلة وخير دليل ما وضعت السلطة البحرينية نفسها فيه من انتهاكات للحقوق على مر التأريخ وأكثرت المناهضين لها وواندثار الصاحب وكثرةالأعداء ..... وان غدا لناظره قريب

    • زائر 6 | 1:19 ص

      فعـــــــــــــــــلا ، عين الحقيقة دكتورنا العزيز

      إن علينا أن نفسح مجالات الحوار وأن نعتمد على سياسة ذات محتوى غني بالأفكار، وهذا سيوفر الكثير من الجهود. أمّا إذا ضاقت آفاق الحوار، فإنّ النتيجة ليست مريحة حتى لو تم إنفاق مبالغ طائلة على شركات للعلاقات العامة.

    • زائر 4 | 1:15 ص

      من ينفتح على من؟ هؤلاء لا يسمعون الا انفسهم

      ولا يفقهون ما يدور في العالم يتكلمون في صحفهم ومع جماعاتهم بما يخالف ما يراه العالم كله.
      إنها مكابرة وعناد سوف تودي بالبلد الى المزيد من التأزيم والخراب.
      الإصرار على وضع رأه كل العالم انه وضع خاطيء سوف يجعل من هؤلاء محط سخرية للعالم.
      العالم لم يعد غافلا او جاهلا بما يحصل ومحاولة ايجاد المبررات لمواقف دول العالم يعني ان هناك من يريد تكريس واقع سيء ولكن ذلك سوف يرتد عليه

    • زائر 3 | 1:02 ص

      ما بعد كلامك كلام

      ما بعد كلامك كلام يقال فقد وصفت الحال كما هي بايجاز وقد لا يعجب البعض ما كتبت ولكن هي الحقيقة مرّة ولا يتقبلها الكثير.
      يا جماعة لديكم عقول فاقرأوا الواقع جيدا فهناك اخوانكم من هذا الشعب انتم اعرف بما حلّ بهم فلا تصمّوا آذانكم وتغمضوا عيونكم عن الحقيقة التي رأها العالم واغمض البعض عيونه عنها.
      لا يمكن لشعب ان يقبل بأن يعيش مهمشا في وطنه الى ما لا نهاية، خاصة وأننا في زمان الانفتاح وحكم الشعوب.
      مهما تكن المصالح الشخصية فإن مصالح الوطن اهم واكبر فاعتبروا يا أولي الالباب

    • زائر 2 | 12:36 ص

      درر يا دكتور

      نتمنى ذلك

      سامنا الحياه

      لابد من ايجاد مخرج حقيقي

    • زائر 1 | 12:30 ص

      اي مستقبل

      والله يادكتور لو تم تطبيق 10%مما قمت وكتبته مند سنة لكانت البحرين غير غير غير لكنه العناد الذي سيجلب التعاسة لمن قدم التعاسة لااكثر من نصف الشعب واقول ماحدث في جنيف هو جرس البداية لايقاف مسلسل الاستهداف الممنهج في شتى مناحي الحياة هاانا اقولها حبا في البحرين من يقوم بهكذا تجاوزات لن يسلم من المحاكمة الدولية وسترون الموضوع كيف سينقلب على صاحبه واقول وتباشيره واضحة وقوية وللوسط الرجاء نشر مداخلتنا

اقرأ ايضاً