تتجه كل أنظار محبي لعبة الكرة الطائرة البحرينية اليوم إلى صالة اتحاد الطائرة في مدينة عيسى الرياضة لمتابعة المباراة النهائية لمسابقة الدوري والتي ستجمع المحرق مع النصر عند الساعة (6) مساءً.

مواجهة اليوم ستكون منتظرة وسيكون مختلفة تماماً عن مواجهتي الفريقين في الدور التمهيدي، لأنها ببساطه مواجهة لمعرفة بطل الدوري، ولهذا الكل سيكون أمام وجبة دسمة من ناحية الأداء الفني، إذ من المتوقع أن تشهد المباراة تنافساً كبيراً وقد يكون مستواها العام الأفضل هذا الموسم.

(25) لقباً في الملعب

يكفي أن نقول أن الفريقين اللذين سيتواجهان اليوم في نهائي دوري الدرجة الأولى يملكان معاً (25) لقب دوري في جعبتهما، لنعرف مدى قوتهما على الساحة المحلية ومدى الشعبية التي يتمتعان بها أيضاً، إذ يعتبر المحرق صاحب الرقم القياسي برصيد (14) لقبا، ومن ثم النصر برصيد (11) لقبا.

ولكن الأمر المختلف في هذا النهائي بالمقارنة بالنهائيات الماضية بين القطبين هو أن النصر تمكن من تخطي كل الصعوبات حتى وصل للنهائي، والأمر المختلف الآخر هو أن النصراوية يتكون فريقهم من أسماء جديدة تشارك لأول مرة بهذا الانتظام داخل الملعب، فيما الخبرة والتجربة باتت أكبر لدى كتيبة محمد المرباطي.

كيف وصلا للنهائي؟

وصل الفريقان للنهائي بعدما قدما مستويات إيجابية منذ انطلاقة الموسم حتى نهايته مع وجود بعض التقلبات في المستوى بالنسبة لكليهما، إذ تأثر الفريقان من بعض التوقفات التي أدت لهبوط المستوى الفني في المجمل العام فالمحرق تصدر بجدارة الدوري بعد فوزه في (12) مباراة، فيما تعرض لهزيمتين فقط وهما من النصر بنتيجة (3/صفر) ومن الأهلي (3/1)، والأولى بالذات كانت تعتبر تحصيل حاصل لأن الصدارة حسمت لصالح «عيال الذيب» آنذاك وفضل المرباطي إشراك لاعبيه البدلاء، وفي مرحلة الأدوار النهائية عوض المحرق خسارته في الجولة الأولى بفوز صعب على داركليب ومن ثم انتصر على النجمة وداركليب في مرحلة الإياب بثلاثية نظيفة ليتأهل متصدراً لمجموعته الأولى.

بالنسبة للنصراوية فتأهلهم للنهائي مر بمطبات كثيرة كادت أن تعصف بالفريق ولولا رباطة الجأش التي تمتع بها المدرب الوطني حسن علي ونقلها للاعبيه لحصل ما لا يحمد عقباه واقعاً عموماً، النصر تأهل كثالث للترتيب العام، إذ فاز في (9) مباريات، وتلقى الخسارة في (5) مناسبات، وفي الأدوار النهائية انتفض النصراوية وقدموا عروضا قوية، إذ تأهلوا للنهائي بفضل تحقيقهم العلامة الكاملة. إذ هزموا الرفاع الشرقي والأهلي (رايح – جاي).

(3) مواجهات سابقة

تواجه الفريقان هذا الموسم في (3) مناسبات سابقة، إذ فاز المحرق أولاً في بطولة كأس الاتحاد التنشيطية والتي لعبت من دون اللاعبين الدوليين، ومن ثم كرر انتصاره في القسم الأول من الدوري وبنتيجة (3/صفر) أيضاً، وبذات النتيجة انتصر النصر في مباراة القسم الثاني إلا أن المباراة الأكثر أهمية ستكون من دون شك مواجهة اليوم.

مفاتيح متعددة للمحرق

أما المحرق الذي اعتدنا على أدائه الفردي وخصوصاً مع عودة فاضل عباس من الإصابة مطلع الدوري وكذلك في بطولة أندية مجلس التعاون والتي حققها «الذيب» في الكويت بشهر مارس/آذار الماضي، فقد تحسن أداؤه من الناحية الجماعية كثيراً مع ارتفاع مستوى لاعبه المحترف الكوبي بيدرو وكذلك «نجومية» عبدالله النجدي، إذ بات التركيز على الأطراف كبيراً مع تحويل فاضل عباس لمركز (2)، والأخير يكون الرقم الصعب متى ما احتاجه الفريق وخصوصاً أن الجهاز الفني يحاول أن لا يضغط عليه كثيراً بعد إصابته الأخيرة في الظهر.

بناءً على ذلك نرى أن المحرق بات يملك مفاتيح متعددة في الشق الهجومي وإن كان تشغيل مركز (3) قليل نسبياً لديه، إلا أن فاضل عباس وبيدرو والنجدي بإمكانهم تشتيت حوائط الصد «الزرقاء»، بشرط أن يكون الأول في قمة جاهزيته.

عموماً، المحرق سيلعب بعماد سلمان في الاعداد وإبراهيم نصيف وراشد أحمد في مركز (3) واللاعب الحر يوسف عبدالغفار والأخير سيكون عليه حمل كبير بتأمين الكرة الأولى والدفاع الخلفي فيما فاضل عباس في مركز (2)، والنجدي مع بيدرو في مركز (4) وتتمتع هذه التشكيلة بقوة حوائط الصد وخصوصاً في الأطراف. إذ نرى دائماً لاعبي الطرف يساعدان لاعب الارتكاز وهذا سيصعب من مأمورية الضاربين من دون شك.

جماعية «النصر» وفردية يونس

النصر عودنا دائماً أنه يعتمد على الجماعية في طريقة أدائه مع تركيز الأداء نسبياً في بعض فترات المباراة اللاعب الأكثر تقديماً للفعالية الهجومية الناجحة، ويعتبر هذا السبب هو سر تألق الطائرة النصراوية دائماً حتى وإن مرت ببعض المنعطفات بين الفينة والأخرى هذا الموسم إلا أن نمط الأداء يضل نفسه مع اختلاف نسبي في الجودة بالطبع.

فمن المنتظر أن يواصل المدرب حسن علي اعتماده على الأسلوب الجماعي من أجل تشتيت حوائط الصد المحرقاوية التي تعتبر نقطة القوة بالنسبة لهم بتثبيت ذات التشكيل الذي أعاد للنصر بريقه وقوته هذا الموسم وبالتالي هو بحاجة ماسة لاستقرار الكرة الأولى بالإضافة إلى الفعالية الهجومية التي لابد أن يقدمها لاعبو مركز (3) الثنائي حسين خليفة وحسن ضاحي من أجل شغل تفكير حوائط صد المحرق حتى يتمكن لاعبو الأطراف صبيح إبراهيم وحسن عقيل من التفنن هجومياً رفقة المتألق دائماً يونس عبدالكريم، ويعتبر حسين طاهر من نقاط القوة للفريق في الشق الدفاعي أكثر من أنه في استقبال الكرة الأولى.

ويعتمد النصراوية في حال هبوط مستوى بعض اللاعبين على نجومية يونس عبدالكريم الذي بات رقماً صعباً في فريقه، إذ يستطيع هذا اللاعب أن يوزع جهده طريقة إيجابية أثناء المباراة، ولكن كما أسلفنا النصر بحاجة للتركيز وتنظيم حوائط صده ودفاعه الخلفي إذا ما أرد تقديم مباراة كبيرة. علماً بأن الإرسال يعتبر أحد نقاط قوة «القلعة الزرقاء» دائماً.

عماد سلمان: النصر قوي ومن أجل الفوز عليه لابد من التركيز

أبدى صانع ألعاب طائرة المحرق عماد سلمان ارتياحه من خوض فريقه المباراة النهائية للدوري بعد كل الصعوبات التي مر بها هذا الموسم وخصوصاً في مرحلة الأدوار النهائية والتي شهدت هبوط المستوى العام وكذلك بعض الإصابات المؤثرة.

وأضاف «كنا نهدف منذ البداية لأن نلعب في النهائي، ولله الحمد وفقنا في ذلك، والآن عيننا على اللقب، فالكل يعرف أن المحرق دائماً يلعب من أجل تحقيق البطولات والانجازات، وهذه ثقافة موجودة لدى كل اللاعبين، ونأمل أن نستثمرها في نهائي اليوم أيضاً».

وعن خصمه في النهائي نادي النصر، قال: «النصر يتمتع بروح معنوية عالية، ويقاتل داخل الملعب ولاعبوه يملكون إمكانات كبيرة تساعدهم على تقديم عروض فنية مميزة وهذا يجعلنا نحذر منه، إذ من الطبيعي جداً أن تكون المباراة صعبة ومختلفة عن مواجهاتنا السابقة لأنها باختصار شديد مباراة نهائية».

وأثنى عماد على المجموعة التي يمتلكها النصر إذ قال: «النصراوية يتمتعون بفريق يملك الخبرة عبر ضاحي ويونس وصبيح، وطموح الشباب الصاعد مثل حسين خليفة وعيسى عباس».

وشدد عماد على ضرورة أن يكون الفريق بأكمله مركز خلال المواجهة، وأضاف «متأكد أن الجهاز الفني حضر الفريق جيداً لهذه الموقعة ولكن من الضروري نضع أداءنا القوي ضد النجمة وداركليب في مرحلة الإياب من الأدوار النهائية جانباً إذا ما أردنا الفوز بالفعل، إذ نحن نعاني نوعاً ما من هبوط في المستوى بسبب الثقة الزائدة بالنفس».

وتمنى صانع ألعاب المحرق في نهاية حديثه أن يكون إرسال المحرق في يومه حتى تعمل حوائط الصد كما ينبغي لأن ذلك يعني اقتراب فريقه من إحراز اللقب رقم «15» للدوري.

يونس: سعداء بتواجدنا بالنهائي وسنسعى لتقديم الأفضل اليوم

ذكر اللاعب المتألق في الطائرة النصراوية يونس عبدالكريم أنهم كلاعبين سعداء جداً بالتأهل للمباراة النهائية للدوري لأنها أتاحت لهم مجال المشاركة في بطولة أندية مجلس التعاون العام المقبل بغض النظر عن النتيجة التي ستؤول لها المواجهة اليوم.

وأضاف «مررنا بمراحل متقلبة أثناء هذا الموسم، إذ كنا في البداية جيدين اثناء القسم الأول وبعد ذلك عانينا من فترة توقف طويلة أثر كثيراً على نسق أداء الفريق وهذا تسبب في حالة من هبوط المستوى، لكنا بفضل الله سبحانه تمكنا من تجاوز المرحلة الصعبة وتأهلنا كثالث للدوري في الأدوار النهائية وهذا ساعدنا على استعادة المعنويات».

وتابع قائلا: «في الأدوار النهائية كان تحضيرنا قوياً، إذ بات كل الفريق يلعب من أجل هدف واحد وهو التأهل للنهائي ولله الحمد وفقنا في نهاية المطاف، والجميل في تأهلنا أننا عدنا من بعيد ونأمل أن نوفق في تقديم مباراة كبيرة من الناحية الفنية ضد المرشح المحرق».

وعن النهائي أيضاً قال: «كما هو معروف، المحرق فريق قوي، ويملك لاعبين ذوي خبرة بإمكانهم ترجيح كفة فريقهم دائماً وفاضل عباس يعتبر اللاعب رقم واحد لديه، وهذا يؤكد أن المباراة ستكون صعبة».

واستمر بالقول: «سنحاول أن نكون مركزين حتى نطبق ما يطلبه الجهاز الفني بقيادة المدرب حسن علي، وبإذن الله سنظهر بأداء مشرف على رغم صعوبة وقوة المنافس طبعاً، إلا أن الطموح والقتال في الملعب حتى النقطة الأخيرة مطلوب من قبل الجميع، وفي النهاية النتيجة لا يعلمها إلا الله سبحانه».

علي بن محمد يرعى النهائي

سيرعى رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة المباراة النهائي للدوري والتي ستجمع قطبي اللعبة في البحرين (المحرق والنصر) عند الساعة (6) مساء.

الفريقان في الخليجية

وكان رئيس الاتحاد البحريني قد أكد لـ»الوسط الرياضي» أن الفريقين المحرق والنصر سيشاركان في بطولة الأندية الخليجية التي ستقام في الإمارات خلال شهر مارس/آذار من العام المقبل، بغض النظر عن النتيجة التي ستؤول لها المباراة.

نقل تلفزيوني

ستنقل القناة الرياضية البحرينية إما عبر القناة الأولى أو الثانية، المباراة النهائية لمسابقة دوري الدرجة الأولى، إذ ستتزامن مع نهائي كأس اتحاد اليد. إذ هناك توقعات بوجود استوديو تحليلي لها بحسب آخر الأبناء الواردة.

الجمهور الأفضل

من المتوقع أن يشهد النهائي الحضور الجماهيري الأفضل هذا الموسم بعد أن تحسن معدل الحضور خلال مواجهتي داركليب والمحرق في الأدوار النهائية للدوري بشكل ملحوظ. إذ ستكون جماهير «الذيب» بكل تأكيد حاضرة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل سنرى حضوراً نصراوياً مميزاً أم لا؟

برتوكول دولي وألوان الفريقين

سيتم تطبيق البرتوكول الدولي على النهائي كما جرت العادة، وسيلعب المحرق بالأحمر والنصر بالأزرق، على أن يتم التتويج في أرضية صالة اتحاد الطائرة بمدينة عيسى.