هناك من يبحث عن أي فرصة للظهور على أي فضائية تفتح المجال للموالين أو المعارضين ليدلوا بدلوهم، وإن كان مثقوباً، في الأحداث الجارية من حولكم. وقد تابعت في الفترة الأخيرة بشكل مكثف من يطلع من هؤلاء على الفضائيات من أهل بلدي ويتحدثون عن الشأن المحلي بعمومه وخصوصه. ومعظم هؤلاء لحسن الحظ من الجمعيات السياسية غير المعارضة، وإن كنت لا أميل لوصفها بالموالاة على الطريقة اللبنانية. لكن الشهادة لله في حقهم أن هؤلاء، ولا أستثني أحداً، لا يُسمعون المحطات المحايدة وجمهورها ما يريدون ولله الحمد! ولا (يتلوّنون) بحسب رأي المحطة كما يفعلون في الداخل.
بل عوضاً عن ذلك، يحاول هؤلاء أن يجعلوا من الطرف الآخر المعارض لهم، كما يصفونه، أشراراً خطرين، وأنهم مموَّلون من أطراف خارجية بالطبع، بل لربما إن هناك أموالاً لا حصر لها وصلتهم من جهة مجهولة حتى حينه، همها تخريب البلاد وترويع العباد الصامتين الآمنين المنتظرين للخير دائماً سواء أتى أم لم يأتِ. من المهم أن يحاول هؤلاء المتنطعون بعد لعب دور المقصي للطرف الآخر والمدافع عن رأي أوحد فقط؛ أن يشعروا الناس بأن المحتجين، في الشارع، هم أناس مدفوعون لهذا العمل من جهات أخرى سرية وكأننا في فيلم «شفرة دافنشي».
والأدهى والمضحك المبكي بجنون في آنٍ واحد، أنه عندما يبدأ هؤلاء بكشف أسرار تلك «الشفرة» على الهواء أمام الناس يجمعون المتناقضات فيمن يقف وراء المحتجين في سلة واحدة؛ بقولهم إن من يقف وراء المعارضة والمحتجين هم أطراف من أقصى اليمين الى أقصى اليسار انتهاءً بالكيان الصهيوني! نعم، لا غرابة في الأمر، المهم في قاموس هؤلاء أن يوهموا الآخرين، وخصوصاً لمن لا يقرأون فقط البيانات الرسمية كل صباح، بأن هناك خطراً محدقاً بكم وبكيانكم ووجودكم على هذه الأرض ولا عزاء لكم إن أنتم صدقتم ما يدعيه المحتجون في الشارع.
وتارة أخرى، وأحسدهم على عقولهم التي تؤمن بذلك وهم في أعلى قمم الجمعيات التي يُطلق عليها وطنية سياسية؛ يقومون بالتهوين والنظر باستخفاف للمحتجين وتأثيرهم على مسار الحياة الديمقراطية التي يؤمنون بها وكأنهم ليسوا من مواطني هذه الأرض بل من كوكب المريخ الذي لم يثبت أن به سكان من البحرين حتى الآن!.
وما دعوة أولئك إلى الإصلاح إلا حق مدعى يراد به باطل مرتجى، وإن دعوتهم ليست حقيقية لأنهم مجموعة من الرعاع أكثرهم من صغار السن والشباب الطائش والمخدر.
أما العقلاء المؤمنون بالإصلاح الحقيقي المنشود فهم إما في بيوتهم وأعمالهم غير مبالين، أو في المجالس يرسمون كل يوم بسهرهم على مصالحكم طريقاً مضمخاً بروائح الورد والمشموم والرازجي! وإن العمل الاحتجاجي الذي يقوم به هؤلاء بسيط وصغير لدرجة أن وسائل الإعلام لا تكاد تذكره بجانب أحداث أخرى في العالم، ولذا فالشوارع هادئة ومعجناتنا لذيذة بالجبن والعسل وتصلكم إلى باب المنزل حتى في منتصف الليل بشرط ألا يكون سكنكم على خطوط التماس.
ومن هؤلاء، كمثل ذاك الذي كرر أكثر من مرة في الفضائيات العربية، أن المجتمع غير آمن وأن الناس «الشرفاء» لا يستطيعون النوم ليلاً، والاقتصاد سينهار، والدولة ستعلن إفلاسها بسب استمرار أعمال الاحتجاجات وليس لأي سبب آخر. فإذا سألته: ولماذا كاد الاقتصاد أن ينهار في زمن خارج الاحتجاجات، تجد جواباً جاهزاً: أن ذلك بسبب ذنوب الناس، وهذه حكمة الباري عز وجل، فتوبوا إلى الله.
ثم يقوم هؤلاء البعض ممن يتحدثون على الفضائيات بتشويه الحقائق عمداً وتضليلاً ولإحداث بلبلة بين المشاهدين، مثل حكاية قطع لسان الأجنبي التي لم تُثبت صحتها. حتى وإن قلت لهذا بأن المسئول الفلاني يقول كذا وكذا، وهو قد نفى قبل يومين ما تدّعيه أنت الآن. يرد عليك ببرود عجيب: هذه كلها فبركات إعلامية لا أصدقها، وكأنه هو الناطق باسم ذاك المسئول الكبير. ولربما أن المسئول لا يعرفه أساساً ولا يدري بأنه سيثبت ما نفاه هو أصلاً! المهم أن تفرض حصارك على المحتجين من حولك، ولتكن حكايتك أنت هي الرابحة فقط في سوق النخاسة الفضائية. ألست أبو العريف ووحدك من تفهم في السياسة المدفوعة الأجر مؤخراً؛ إذن لتكن الرواية الوحيدة للأحداث من مصادرك أنت فقط، لا تدع الفرصة لغيرك ليروي قصصاً حقيقية أخرى مؤثرة وبالوثائق والأدلة الدامغة، ربما تستقطب المشاهدين وتفشل مساعيك لتلبس دور المدافع المتطوع المنتظر للمكافأة المجزية، وخصوصاً أمام أولئك الذين لم يقرأوا طوال حياتهم إلا الصفحة الأولى من الجرائد الصفراء.
إن أمر بعض أعضاء الجمعيات السياسية لهو غريب فعلاً، ويحتاج لجلسات علاج نفسي معهم بعد أكثر من عام مما حدث لسبر نفوسهم وعلاجها بالوصول أولاً لمعنى الوطنية التي يلصقونها في مسميات جمعياتهم وباسمها وباسم القومية والحرية والعدالة والتقدم والديمقراطية؛ يُسمعوننا يومياً أنواعاً من التهوين والتخوين والسخرية من وطنية الآخرين لمجرد أنهم يعارضون ما يطرحونه في مقابل طرحهم؛ وينفخون ويرفعون من قدرهم وقدر من يقف من ورائهم بأي شكل هم أعلم به، مدّعين أنهم وحدهم فقط، لا غيرهم، أدرى بمصلحة الوطن وطريقة السير بسفائنه لبر الأمان. وهنا يشير أحد الفضوليين، إلى أن باب الفضائيات أصبح مؤخراً، بسبب الربيع العربي، الطريق الصحيح اليوم للوصول لأعلى المناصب والعيش في بحبوحة ورغد بين ماء عذب وخضرة، وشكر خاص للمواطن «على حسن سلوكه» لأنه راضٍ بالقدر وليس بالاحتجاجات. مع الرجاء عدم قراءة الجملة التي بين هلالين بدون تشكيل لغوي صحيح.
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3549 - الجمعة 25 مايو 2012م الموافق 04 رجب 1433هـ
مالهم حرام في حرام
المال الذى ياتي عن طريق غير شرعي مثل بالوشاية للتقرب للمسئولين او لاعتقال شباب او او او مصيرهم سيحترقون به في نار جهنم 00 فيا عزيزى ايها الكاتب الحر الوطني ترقب فرج الله
دفع لالسنتهم
الدفع مقابل ريق ألسنتهم لكي لا تنشف عن كلمات التخوين وكلمات الاطراء لمن دفع فتراهم يكذبون ومصدقهم يشاهد ويبتسم وينتظر العصاه التي فوق رقابهم في اخر الحلقه ليدخل في مناقشة وحوار في كلمة (نعم) كل كلامكم صحيح ومصدق وينتظر في اخر الاسبوع الحلقه الثانيه بفارغ الصبر لكي يكرر ما قاله (تخوين-وعماله)
كنا نتوهم
بالفعل ثمة شىء غريب شخصيات كانت تدعى الليبرالية أوالوطنية وحضرنا لهم لقاءات فكنت تعجب بشخصيته السياسية والوطنية وتراه ينظر وكانه يترجم ما بداخلك وبعد أن إنقشعت الغيوم لا ترى ماعهدته ولا ما سمعته وأخذ الأمر بالإتجاه المعاكس ووضعنا أيدينا على قلوبنا مما نسمع من قصص مهولة عن هولأء الذين نعرفهم وكانت لاتصدق بالفعل شى غريب يبدوا أننا لم نعرفهم حق المعرفة أو كنا متوهمين بمعرفتنا
ابو العريف
جميلة مصطلحاتك يااخي جعلتني ابتسم في يوم حار عبوس
لا تلوموا فقراء المنطق والحجة فهذا ما لديهم
هل يعاب على الفقير فقره ؟ كلا
لذلك فقراء الكلام والمنطق لا يلامون ايضا فهذا مستواهم وهذا مدى افقهم ولأنهم ليس لديهم اي حجة قوية او منطق فليس لديهم سوى تسقيط الآخرين وتخوينهم في كلام يمقته الطفل الصغير
بغى يكحلها عماها
انا شخصيا اؤيد مداخلات الموالاة لانها تكشف مستوياتهم التي على اصطلاحنا نقول بغى يكحلها عماها
ما شاء الله عليك
جبتها في الصميم. وكأننا في عهد من قال أنه سيحارب داحي الباب بمن لا يعرفون الفرق بين الناقة والجمل