اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أمس الجمعة (25 مايو/ أيار 2012) أن محادثات بغداد بشأن الملف النووي الإيراني كانت «بناءة» وذلك رغم وجود «خلافات كبيرة»، في الوقت الذي من المقرر أن يعقد اجتماع جديد في موسكو يومي 18 و19 يونيو/ حزيران.
وأضافت الوزارة في بيان أن «جولة (المباحثات) تمت في جو بناء وجدي وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة في المقاربات، إلا أنه تبين أن الجانبين مستعدان للعمل جدياً من أجل التوصل إلى حل يقبل به الجميع».
وذكرت الوزارة في البيان بأن الأطراف اتفقوا على عقد اجتماع جديد في موسكو يومي 18 و19 يونيو.
واختتمت القوى العظمى مع إيران الخميس يومين من المفاوضات التي شهدت توتراً بشأن البرنامج النووي الإيراني في بغداد وتوصلوا فقط إلى اتفاق على اللقاء مجدداً في موسكو.
ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم من قبل طهران إذ شدد الجانب الإيراني على «حقه المطلق» فيه ولو أنه أعرب عن استعداده للتباحث في الموضوع.
وتابع بيان الوزارة أن «إيران أعربت عن استعدادها لمواصلة المباحثات حول إشكالية التخصيب بنسبة 20 في المئة وغيرها من المسائل التي تهم إيران وخصوصا الاعتراف بحقها في التخصيب».
من جهته، عول وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله على التوصل إلى حل دبلوماسي في النزاع النووي بين القوى العالمية وإيران. وقال فيسترفيله في برلين: «طريق المفاوضات شاق، لكن علينا السير فيه». ووصف الوزير اجتماع الدول الخمس دائمة في بغداد على مدار اليومين الماضيين بأنه «خطوة أولى في طريق محادثات جوهرية». وتم الاتفاق على عقد جولة جديدة من المحادثات في العاصمة الروسية موسكو.
ويتهم الغرب إيران بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني، ولكن الجمهورية الإسلامية تنفي ذلك بشدة وتؤكد أن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الخميس أن «مساعدة وزيرة الخارجية للشئون السياسية، ويندي شيرمان ستتوجه إلى تل أبيب في 25 مايو لإجراء مشاورات حول القضايا الثنائية والإقليمية مع مسئولين كبار وللتأكيد مجدداً على التزامنا الثابت بأمن إسرائيل».
وعلى صعيد ذي صلة، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون الخميس إنه يعود لطهران أن تقوم بمبادرة لدفع المحادثات بشأن برنامجها النووي و»تحل خلافاتها» مع مجموعة 1 5.
ولم تظهر الأطراف سوى «خلافاتها الكبيرة» على خلفية الملف.
وهو انطباع أعلنت عنه كلينتون معتبرة أنه لا تزال هناك «خلافات» بين الأطراف.
إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثروا في موقع إيراني تحت الأرض على آثار يورانيوم مخصب لدرجة أعلى مما هو معلن هناك لكن درجة نقائه مازالت أدنى بكثير من المستوى الذي يمكن استخدامه في تصنيع الأسلحة.
وقال مصدر إن من المعتقد أن اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى لم يخرج عن نطاق التذبذب في الأنشطة المعتادة بمنشأة فوردو حيث تخصب ايران اليورانيوم لدرجة تركيز 20 في المئة مما يوحي بأنه لا يمثل اختلافاً كبيراً عن المعتاد.
وقال الدبلوماسي «لم يصل (التخصيب) إلى الدرجة المستخدمة في صنع الأسلحة النووية». ومن الممكن أن يكون هذا مجرد «خطأ في الإنتاج» لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبت من إيران توضيح الأمر.
- في اجتماع بغداد رفضت مجموعة القوى الست قطعيّاً طلب إيران ببحث الوضع في البحرين وسورية وذلك بداعي أن هاتين الدولتين لم تكونا حاضرتين وأن إطار اللقاءات مع إيران لا يهدف إلى التحول إلى «مجموعة ثماني ثانية».
- بحسب بعض الدبلوماسيين فإنّ مجموعة القوى الست بدت في بغداد موحدة بشكل غير مسبوق حيث أبدت روسيا والصين مواقف حازمة جدّاً ما فاجأ أحياناً ممثلي الغرب المشاركين في الاجتماع. وبحسب أحد هذه المصادر «لا أحد داخل المجموعة موافق على تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة» حتى وإن لم تتم الإشارة الى هذه النسبة أثناء المباحثات حيث ظل التخصيب بنسبة 20 في المئة محور المباحثات كافة. وبالنسبة إلى الغربيين فإن الحصول على وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة «مرحلة أولى» يفترض أن تليها خطوات أخرى للتأكد من أن طهران لا تسعى لحيازة سلاح نووي.
- لم يتم التطرق إلى العقوبات إلا لماما. ولم تطلب إيران رفعها وركزت خطابها على الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم لغايات مدنية، مؤكدة في هذا الصدد على توقيعها على معاهدة عدم الانتشار النووي.
العدد 3549 - الجمعة 25 مايو 2012م الموافق 04 رجب 1433هـ