بدا المصريون أمس الجمعة (25 مايو/ أيار 2012) فخورين بتمكنهم أخيراً من الاقتراع بحرية في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية وإن كان بعضهم يشعر بالقلق من احتمال نشوب صراعات عنيفة في الجولة الثانية (في 16 يونيو/ حزيران 2012) نتيجة المواجهة بين مرشح إخواني وآخر من النظام السابق.
فقد أشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إلى أن النتائج الأولية تظهر تصدر مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي السباق الرئاسي يليه أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك. أمّا المفاجأة فكانت احتلال المرشح الناصري حمدين صباحي المركز الثالث.
ونشرت صحيفة «المصري اليوم» المستقلة على موقعها على شبكة الإنترنت نتائج «شبه نهائية» استناداً إلى الأرقام التي أعلنها القضاة في مراكز الاقتراع في جميع محافظات مصر الـ 27.
وأضافت الصحيفة «أن مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي فاز بأعلى الأصوات بنسبة 24.9 في المئة. وجاء في المركز الثاني أحمد شفيق الذي حصل على نسبة 24.5 في المئة»، وفقاً للصحيفة.
القاهرة - وكالات
أشارت النتائج الأولية للجولة الأولى لانتخابات الرئاسة أمس الجمعة (25 مايو/ أيار 2012) إلى أنه يتعيّن على المصريين أن يختاروا بين مرشح الإخوان المسلمين أو عسكري سابق في جولة الإعادة التي تكشف وجود خلافات صارخة في دولة وحّدتها النشوة عندما أطيح بحسني مبارك قبل 15 شهراً.
وقال الإخوان المسلمون بعد فرز معظم الأصوات إن محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة حصل على أعلى الأصوات في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر وسيخوض جولة الإعادة الشهر المقبل أمام الفريق أحمد شفيق وهو قائد القوات الجوية السابق وآخر رئيس للوزراء في عهد مبارك.
والانتخابات الرئاسية هي خطوة حاسمة في عملية الانتقال المتخبطة بل والدموية في أحيان كثيرة إلى الديمقراطية والتي أشرف عليها المجلس العسكري الذي يدير أمور البلاد منذ الإطاحة بمبارك. ووعد المجلس بتسليم السلطة إلى رئيس جديد بحلول الأول من يوليو/ تموز. وتنذر الجولة الثانية بحدوث اضطرابات. وعبّر البعض عن مخاوف من احتجاجات عنيفة يمكن أن تندلع في الشوارع إذا فاز شفيق. ويمكن أن يزيد فوز مرشح الإخوان التوتر بين الإسلاميين الذين تقوى شوكتهم والجيش القوي الذي يرى نفسه حامياً للدولة.
وقال قاضٍ كبير يشارك في الإشراف على الانتخابات إن مرسي وشفيق في المقدمة استناداً إلى فرز الأصوات في 90 في المئة من مراكز الاقتراع. وأضاف القاضي أن المرشح اليساري حمدين صباحي جاء في الترتيب الثالث. ووضع الإخوان المسلمون صباحي في المركز الرابع بعد مرشح إسلامي آخر هو عبدالمنعم أبو الفتوح في سباق متقارب حصل فيه مرسي على 25 في المئة من الأصوات. كما قال عضو في حملة شفيق أيضاً إن مرسي وشفيق في المقدمة لكن الفرز لم يكتمل.
وأحدثت الانتخابات الرئاسية الحالية انقساماً شديداً بين المصريين إلى رافضين لتسليم الرئاسة إلى رجل من حقبة مبارك وآخرين يخشون احتكار الإسلاميين للمؤسسات الحاكمة. وقال القيادي بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي لـ «رويترز» إن على المصريين أن يختاروا الآن بين «الثورة والثورة المضادة» وإن الجولة المقبلة ستكون بمثابة استفتاء على الثورة. ولكن الإسلاميين لم يشاركوا في الانتفاضة ضد مبارك بسرعة ويشعر الشباب الذين كانوا في الصفوف الأمامية للثورة بانزعاج من نتائج الجولة الأولى والاختيار الذي يواجهونه الآن.
وكتب عادل عبدالغفار على موقع «تويتر» الذي استخدم لحشد المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أطاحت بمبارك «الاختيار بين شفيق ومرسي مثل من يطلب منك أن تموت منتحراً إمّا بأن تشعل النار في نفسك أو أن تقفز في حوض للقروش». وسيشعر المسيحيون والليبراليون العلمانيون - الذين يخشون على حرياتهم وعلى مصير صناعة السياحة الحيوية في مصر - بالقلق من تعهد الإخوان بتطبيق الشريعة الإسلامية. وقال كريم سالم أحد أعضاء حملة شفيق: «الناس صوتوا لشفيق نظراً إلى صراحته ووضوحه وهو ما يتوق إليه الناس. ويصدقونه عندما قال إن مصر للجميع».
وترقب اسرائيل في قلق صعود الإسلاميين وخاصة في مصر عدوتها القديمة التي وقعت معها معاهدة للسلام العام 1979. ودعا مرسي بشكل مبهم إلى «إعادة النظر» في المعاهدة وأعلن الإخوان المسلمون أنهم لن يلغوا المعاهدة كما تعهد شفيق بالالتزام بها.
وتقدم شفيق الرجل العسكري صاحب التصريحات الحادة من الصفوف الخلفية في سباق الرئاسة حيث كان الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعضو الإخوان المسلمين السابق عبدالمنعم أبو الفتوح من المرشحين المفضلين في البداية. وتعهدت الولايات المتحدة «بالوقوف مع الشعب المصري» وقالت إنها تتطلع للعمل مع حكومته المنتخبة ديمقراطياً. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية إن مصر وضعت «معلماً مهمّاً آخر في انتقالها إلى الديمقراطية» بإجرائها أول انتخابات رئاسية حرة يومي الأربعاء والخميس.
وأضافت قائلة في بيان: «نتطلع للعمل مع حكومة مصر المنتخبة ديمقراطياً، وسنواصل الوقوف مع الشعب المصري في سعيه لبناء ديمقراطية تعكس قيمه وتقاليده وتحترم حقوق الإنسان العالمية وتحقق تطلعاته إلى الكرامة و إلى حياة أفضل».
أشاد الاتحاد الاوروبي أمس الجمعة (25 مايو/ أيار 2012) بسير الانتخابات في مصر مشيراً إلى أنها «المرة الأولى في التاريخ التي يحظى فيها الشعب المصري بفرصة اختيار رئيسهم في سباق حقيقي وتنافسي».
وقال مايكل مان المتحدث باسم مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي، كاترين أشتون إن الاتحاد «تشجع بسبب تقارير أولية لشهود عيان وخبراء دوليين يشيرون إلى أن التصويت جرى بأسلوب هادئ ومنظم».
وأضاف «يتعين أن ننتظر استكمال العملية وتجرى عملية الفرز حالياً ويبدو إلى حد كبير وكأن أفراد الشعب المصري لديهم بشكل كبير القدرة على الإعراب عن ميولهم بأسلوب ديمقراطي وفعال».
وتابع «لذلك نريد أن نهنئ ونشيد بالشعب المصري بسبب كفاحه السلمي ونلفت انتباهكم لحقيقة أنه في الوقت الحالي تبدو الامور جيدة للغاية».
ألمح المرشح الإسلامي المعتدل لانتخابات الرئاسة المصرية عبدالمنعم أبوالفتوح الذي تشير النتائج غير الرسمية إلى خسارته إلى أنه سيدعم مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في جولة الإعادة في مواجهة أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك.
وأكد أبوالفتوح، الذي احتل المركز الرابع من حيث عدد الأصوات التي فاز بها المرشحون بحسب النتائج غير الرسمية، في بيان أنه «سيبدأ من الآن اتصالات واجتماعات وحوارات بكل القوى الوطنية وذلك لتجميع الجهود والأصوات لمواجهة النظام الفاسد»، في إشارة إلى خوض مرشح الإخوان جولة الإعادة أمام أحد مسئولي نظام مبارك.
القاهرة - رويترز
عندما دخل مرشح «الإخوان المسلمين» سباق الانتخابات الرئاسية في مصر قبل خمسة أسابيع فقط وصف محمد مرسي بأنه «المرشح الاحتياطي» للجماعة بعد استبعاد مرشحها الأول من جانب اللجنة العليا للانتخابات لأسباب قانونية.
لكن المهندس البالغ من العمر 60 عاماً جاء في الصدارة وحصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى وفقاً لإحصاءات «الإخوان» بعد فرز معظم الأصوات بفضل حملة استعرضت فيها أقدم حركة إسلامية في مصر عضلاتها السياسية. وسيخوض مرسي جولة الإعادة يومي 16 و17 يونيو/ حزيران أمام أحمد شفيق الذي حل في المركز الثاني.
وكان شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ما يضع المصريين أمام اختيار صعب بين رجل عسكري يرتبط بالماضي وإسلامي يروق خطابه الديني للبعض ويقلق البعض في دولة يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة.
وقال مسئول بجماعة «الإخوان» المسلمين إن الاصوات التي تم حصرها هي من نحو 12800 لجنة انتخابية من بين 13100 لجنة وإن مرسي حصل على 25 في المئة من جملة الأصوات مقابل 23 في المئة لشفيق و20 في المئة للمنافس الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح و19 في المئة للمرشح اليساري حمدين صباحي.
وبطرحه لنفسه على أنه الإسلامي الحقيقي الوحيد في السباق استهدف مرسي الناخبين المتدينين الذين ساعد تأييدهم للإخوان والسلفيين على حصد 70 في المئة من مقاعد البرلمان في وقت سابق من العام. ووعد مرسي بتطبيق الشريعة الإسلامية أثناء جولاته الانتخابية التي كانت تتردد خلالها تلاوات القرآن وأحاديث قدسية ونبوية وكثيراً ما كانت تتوقف لأداء صلاة الجماعة إذا حان وقت الصلاة.
لكنه نادراً ما يوضح ما يعنيه بتطبيق الشريعة في دولة شعبها متدين على نطاق واسع وينص الدستور فيها على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع. ودعا مرسي إلى مراجعة معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة العام 1979 قائلاً إن إسرائيل لم تحترم الاتفاقية وهو موقف تبناه معظم المرشحين الآخرين.
وتعهدت الجماعة بعدم إلغاء المعاهدة. وقال مرسي في كلمته في ختام الحملة الانتخابية يوم الأحد أنهم سيتخذون خطوات جدية نحو مستقبل أفضل وتعهد بمكافحة أي فلول فاسدة من عهد مبارك.
وقال إنهم إذا اتخذوا خطوة لإعادتنا للخلف ولتزوير إرادة الشعب والعبث بالأمن «فنحن نعرفهم وسنلقي بهم في مزبلة التاريخ». وقدم مرسي نفسه في صورة العازف عن الترشح الذي يخوض السباق لخدمة الله والأمة. وطاف مرسي الممتلئ القوام ذو اللحية الرمادية والنظارات الطبية أنحاء مصر ليشرح للناخبين مشروع النهضة الذي يقع في 80 صفحة ويغطي سياسات اقتصادية واجتماعية وخارجية تقول الجماعة إنها صاغتها استنادا الى «فهمها الوسطي للإسلام».
وأثار نجاحه قلق غير الاسلاميين فضلا عن المسيحيين غير المقتنعين بتعهداته بحماية الحريات في مصر تحت قيادة «الإخوان». ويمثل المسيحيون عشرة في المئة من عدد السكان. وذكر مرسي في إحدى جولاته الانتخابية إنه من أجل تطبيق الشريعة سجن البعض وعذب البعض وقتل البعض وإن تضحياتهم ودماءهم تدعو جماعته للعمل على تحقيق ما سعوا إليه. ودخل مرسي نفسه السجن في عهد مبارك.
ومرسي الذي حصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة عضو مخضرم بارز في جماعة «الإخوان» التي حظرها مبارك لكنها فازت بنحو نصف المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي أجريت بعد الإطاحة به. ودفعت الجماعة بمرسي في اليوم الأخير قبل غلق باب الترشح الشهر الماضي؛ تحسباً لرفض لجنة الانتخابات الرئاسية قبول ترشح خيرت الشاطر القيادي البارز في الجماعة ومرشحها المفضل وهو ما حدث بالفعل.
ومثل غيره من المرشحين الإسلاميين سعى مرسي للتودد للحركة السلفية التي برزت كثاني قوة سياسية في مصر بعد «الإخوان» في الانتخابات التشريعية الماضية. وقرر حزب النور السلفي الذي فاز بأكثر من 20 في المئة من مقاعد البرلمان تأييد عبد المنعم أبو الفتوح الذي انفصل عن الجماعة العام الماضي وقدم نفسه على أنه إسلامي معتدل. وخطبت حملة مرسي أيضاً ود الجماعة الإسلامية وهي حركة سلفية أخرى حين أعلن مرسي أنه سيعمل على الإفراج عن زعيمها الروحي الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون في الولايات المتحدة بعد هجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك في التسعينيات.
وأضاف داعية إسلامي مستقل آخر هو صفوت حجازي بعداً متشدداً لحملة مرشح «الإخوان» بالصعود إلى المنصة في جولات مرسي الانتخابية، مطالباً بتأسيس دولة إسلامية عظمى عاصمتها القدس لينتزع هتافات حماسية من الحشود. وخطاب مرسي نفسه صارم ورسمي. ويقول منتقدون إنه يفتقر للجاذبية الشعبية التي يتمتع بها بعض منافسيه وظهر بعض قادة «الاخوان» وبينهم الشاطر إلى جواره في الحملات الانتخابية مما عزز الانطباع أن الجماعة هي من يسعى لمنصب الرئيس وليس أحد أعضائها.
وتحدث مرسي وهو ابن لفلاح عن طفولة بسيطة في قرية بمحافظة الشرقية بدلتا النيل واستدعى ذكريات عن كيف كانت والدته تعلمه الصلاة والقرآن. حصل المرشح الاخواني على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة وتوجه لكاليفورنيا عام 1978 لاستكمال دراسته. وعاد لمصر عام 1985. ويحمل اثنان من أولاده الخمسة الجنسية الأميركية.
العدد 3549 - الجمعة 25 مايو 2012م الموافق 04 رجب 1433هـ
اسفين يا ريس
حقك علينا يا ريس
اسفين يا ريس
حقك علينا يا ريس
خياران احلاهما مر
تخوف المصريين من الاخوان من جهه وشراء الاصوات من جهةٍ اخرى سيأتي حتماً بنظام مبارك من جديد في شخص شفيق ..... ماينذر باستمرار الثوره .بوعطيه