أجل فريق المنامة حسم بطولة كأس زين البحرين لكرة السلة بعد أن فاز في المباراة الثانية بشق الأنفس على فريق المحرق بنتيجة 110/109 في أروع الملاحم السلاوية لهذا الموسم وفي واحدة من أفضل المباريات السلاوية إثارة وندية وتألقا من الجانبين.

وشهدت المباراة تقلبات كثيرة وكان لها الكثير من النجوم أيضا من الجانبين فمعظم اللاعبين كانوا في يومهم ولم يتركوا مجالا للحظ بل لعبوا من أجل الفوز وكل له غايته.

ولم يستطع أي من الفريقين فرض أفضليته إلا أن المنامة كان الأكثر تقدما ووسع الفارق في بعض الفترات إلى 10 نقاط غير أن المحرق كان قادرا على العودة بل تقدم في الربع الأخير قبل أن يتعادل الفريقان 107/107 قبل ثوان من النهاية ليسجل داريوس نقطة ويخطف المنامة الكرة ويضيف محمد حسين «كمبس» نقطتين ليتوسع الفارق قبل ثانية واحدة فقط من النهاية، إذ ظن أن الجميع أن الأمور انتهت وهو ما دفع إداري المنامة إحسان كازروني للدخول للملعب للاحتفال مع الجماهير ليحتسب الحكام ضد المنامة الخطأ الفني الذي سمح لنجم المحرق محمد عبدالمجيد من تسجيل نقطتين من رميتين حرتين قبل ثانية مع استحواذ لفريق المحرق لتلوح في الأفق إمكانية انقلاب النتيجة إلا أن بدر عبدالله أضاع الرمية الثلاثية الأخيرة بعد أن لامست الحلق لينجو المنامة بفوزه ويؤجل حسم اللقب للمباراة الفاصلة يوم الأحد المقبل.

المباراة كانت في قمة الروعة والإثارة ولم تشهد ملاعب كرة السلة البحرينية مثيلا لها منذ سنوات طويلة إذ ظلت النتيجة متقاربة، والفريقان يلعبان كرة سريعة وهجومية وبمعدل تسجيل لا تبلغه عادة الملاعب البحرينية وإنما نشاهده فقط في دوري المحترفين الأميركي (NBA).

تألق من جانب المنامة البديل الناجح والورقة الرابحة التي دفع بها مدرب الفريق منذ البداية حسن نوروز بتسجيله 28 نقطة والأميركي داريوس رايس بتسجيله 27 نقطة، و17 نقطة لكل من محمد حسين وأحمد عزيز الذي كان نجما فوق العادة، وسجل محمد حسن 11 نقطة ومحمود غلوم 10 نقاط.

في حين كان أفضل المسجلين في صفوف المحرق وأبرز اللاعبين الأميركي سي جي غليز بتسجيله 34 نقطة والعودة القوية للاعب محمد عبدالمجيد بتسجيله 25، وأحمد حسن 17، وبدر عبدالله 13، وأحمد مال الله 9، وسيد كاظم ماجد 6، وعلي عباس 4.

وكان الربع الأول انتهى بالتعادل 25/25، وفاز المنامة بالربع الثاني 24/23، في حين فاز المحرق بالربع الثالث 31/29 وعاد المنامة لحسم المباراة بفوزه في الربع الأخير 32/28.

بداية متكافئة

بدأ فريق المنامة المباراة بتشكيلة مختلفة من خلال تواجد حسن نوروز بدلا من أحمد المطوع إلى جانب أحمد عزيز ومحمود غلوم ومحمد حسن والمحترف الأميركي داريوس رايس ما أعطى انطباعا أن المنامة سيلعب هجوميا منذ البداية.

في حين لعب المحرق في البداية بتشكيلته المعتادة المكونة من أحمد حسن، محمد عبدالمجيد، بدر عبدالله، أحمد مال الله والمحترف الأميركي داريوس رايس.

وكانت البداية قوية من جانب المنامة الذي فرض أفضليته الهجومية وتمكن من التقدم في النتيجة في ظل تألق ملفت للاعب نوروز إلى جانب محمد حسن في حين أبقى المحرق على نفسه قريبا من منافسه بفضل العودة القوية لنجم الفريق محمد عبدالمجيد الذي تألق في الثلاثيات وفي الاختراق تحت الحلق.

وكان المنامة دفاعيا متماسكا ولعب بأسلوب ضاغط في كل الملعب كما فرض رقابة لصيقة على الأميركي سي جي وضغط عليه بلاعبين وضغط على صانع الألعاب أحمد حسن.

وعلى رغم تقدم المنامة إلا أن المحرق عاد في نهاية الربع وتمكن من قلب النتيجة والتقدم 25/22 إلا أن ثلاثية من منتصف الملعب للاعب محمود غلوم مع الثانية الأخيرة عادلت النتيجة 25/25 وهي ما انتهى عليه الربع الأول.

استمرار التقارب

مدرب المنامة الأرجنتيني ريكاردو دانيل اضطر إلى إجراء بعض التغييرات على تشكيلته فأبقى محمد حسن طوال الربع الثاني على دكة البدلاء بعد حصوله على الخطأ الشخصي الثاني، كما استبدل بعض لاعبيه وكذلك فعل مدرب المحرق الأميركي تشارلي باركر.

وكانت بداية الربع الثاني منامية في ظل اللعب السريع والتفوق الدفاعي والارتداد الهجومي وتبادل الكرات والمراكز بين اللاعبين ليتقدم الفريق سريعا 41/31.

المحرق سرعان ما رتب صفوفه واستغل أخطاء المنامة الهجومية وخصوصا من المطوع وتمكن من العودة وتقليص الفارق بل قلب النتيجة لمصلحته في ظل تألق سي جي تحت الحلق وتفوقه على جميع المنافسين.

إلا أن المنامة أنقد الربع الثاني بنقطتين متأخرتين لينتهي هذا الربع بتقدم المنامة 49/48.

عودة محرقاوية قوية

بدأ الفريقان الربع الثالث بالتشكيلة نفسها التي بدآ بها المباراة، ليتمكن محمد حسن من تسجيل ثلاثية ليأتي الرد سريعا من شقيقه بخمس نقاط ليتقدم المحرق 53/52.

المنامة سرعان ما رتب صفوفه وخصوصا من الناحية الدفاعية التي تفوق فيها وقام بهجمات مرتدة سريعة في ظل تألق نوروز وداريوس ليتمكن من التقدم في النتيجة 62/55 ويطلب مدرب المحرق الوقت المستقطع وأدخل علي عباس بدلا من عبدالمجيد المراقب ليتمكن من تقليص الفارق إلى 61/66 فطلب مدرب المنامة الوقت المستقطع.

وقلص المحرق الفارق إلا أن المنامة ينجح مجددا في توسيعه في ظل تألق نوروز إلا أن عودة سي جي القوية قلصت الفارق إلى نقطتين 74/76 في أكثر مباريات الموسم إثارة.

وتمكن بعدها المحرق من مواصلة التقدم وإنهاء الربع الثالث متقدما بفارق نقطة 79/78 من خلال تركيزه على اللعب تحت الحلق وتألق سي جي الكبير إلى جانب تألق أحمد حسن.

فوز صعب

لعب المنامة بكل من عزيز، المطوع، محمد حس، كمبس وداريوس، في حين لعب المحرق بتشكيلة مكونة من أحمد حسن، بدر، علي عباس، مال الله وسي جي.

وكانت بداية الربع الأخير مثيرة وحماسية من الجانبين في ظل تبادل للتسجيل والتقدم وتبادل للثلاثيات إذ حاول كل فريق فرض إيقاعه من دون أن ينجح ليتعادل الفريقان 89/89.

وحصل الشقيقان أحمد ومحمد حسن على 4 أخطاء شخصية فتم استبدالهما من الجانبين في الوقت الذي بقيت فيه النتيجة متقاربة قبل 4 دقائق من النهاية وكان المحرق متقدما 100/99 ليطلب مدرب المنامة الوقت المستقطع.

وسجل داريوس ثلاثية مكنت المنامة من التقدم مجددا بفارق نقطتين قبل دقيقتين من النهاية إلا أن عبدالمجيد رد بثلاثية.

وتعادل الفريقان 107/107 قبل 40 ثانية من النهاية ليسجل داريوس نقطة ويضيع سي جي الكرة تحت الحلق ليتمكن كمبس من إضافة نقطتين ويتقدم المنامة 110/107 قبل ثانية من النهاية إلا أن دخول إداري الفريق إحسان كازروني للاحتفال داخل الملعب أدى إلى احتساب خطأ فني على فريقه ليتمكن عبدالمجيد من تسجيل نقطتين ويحصل فريقه على استحواذ والفرق نقطة واحدة ليلعب بعدها المدربان لعبة الأعصاب بأخذ الأوقات المستقطعة ليصوب الكرة الأخير بدر ولكنها أخطأت الحلق بقليل وفاز المنامة بالمباراة 110/109.

تحكيم جيد للنهائي الثاني

أدار مباراة الأمس طاقم تحكيم مختلط مكون من الحكم البحريني يونس جناحي إلى جانب الحكم السعودي عبدالله الأدماوي والحكم الفلبيني ماركوس.

وقدم ثلاثي التحكيم مباراة جيدة وسايروا النسق السريع للقاء من دون أن يرتكبوا أي أخطاء تؤثر على النتيجة النهائية.

محمد عبدالمجيد يعود للتألق

عاد نجم المحرق محمد عبدالمجيد للتألق مجددا مع فريقه بعد أن سجل يوم أمس 25 نقطة في 29 دقيقة بمعدل تسجيل 60 في المئة ومسجلا 3 رميات ثلاثية من أصل 4 محاولات، كما هيأ 7 كرات للتسجيل وحقق متابعتين.

وقدم عبدالمجيد مباراة مميزة ليعوض بها أداءه الضعيف في المباراة الأولى إلا أن فريقه خسر هذه المرة.

سي جي يواصل التألق

واصل محترف فريق المحرق الأميركي سي جي غليز تألقه في نهائيات الكأس وقدم مباراة رائعة فنيا يوم أمس ضد المنامة بعد أن سجل 34 نقطة وكان ملك المنطقة تحت الحلق بتحقيقه 13 متابعة منها 6 هجومية.

سي جي اعتمد عليه المحرق كثيرا في حسم الأمور ونجح في ذلك وكان أفضل المسجلين بل أحد أفضل نجوم المباراة دفاعا وهجوما.

والأهم من ذلك أن سي جي واصل هدوءه ورباطة جأشه من دون أن يسمح لمنافسيه باستفزازه.

بدلاء المنامة قالوا كلمتهم

قال بدلاء المنامة كلمتهم في مباراة الأمس وقادوا فريقهم لتحقيق فوز مهم على حساب المحرق بعد أن تألق حسن نوروز وكان بالفعل الرهان الناجح لمدرب الفريق الذي دفع به منذ البداية وغير من خلاله طريقة لعبه بشكل كامل ليسجل نوروز 28 نقطة ويحقق 3 متابعات وهيأ 3 كرات للتسجيل وتألق بشكل كبير دفاعا.

أما البديل الآخر محمد حسين «كمبس» فأثبت أنه مازال يحافظ على نجوميته بعد أن سجل 17 نقطة منها 3 رميات ثلاثية في أوقات حاسمة وكان صاحب النقطتين الأخيرتين اللتين حسمتا الأمور.

أحمد عزيز نجم المباراة

تألق صانع ألعاب فريق المنامة أحمد عزيز بشكل ملفت في مباراة الأمس وكان نجم فريقه ونجم المباراة بأدائه الراقي وبنقاطه الحاسمة في أصعب الأوقات وباختراقاته وقدرته على لعب 40 دقيقة بمستوى واحد دفاعا وهجوما.

عزيز سجل 17 نقطة في المباراة بمعدل تسجيل هو الأعلى ربما في هذا الموسم كله بتحقيقه 89 في المئة، وتحقيقه 4 متابعات كما هيأ 8 كرات للتسجيل وقطع كرتين ولم يفقد الكرة (تيرن أوفر) ولا مرة واحدة طوال المباراة.

أحمد عزيز قدم مباراة نظيفة وكان نجما فوق العادة وساعد كثيرا فريقه في تحقيق فوز صعب أجل الحسم للمباراة الفاصلة.