العدد 3548 - الخميس 24 مايو 2012م الموافق 03 رجب 1433هـ

الأشقياء

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حفل هذا الأسبوع بمجموعةٍ من أخبار الأشقياء والتعساء، لو رجع فيكتور هوغو لكتب عنهم رواية مكملة لروايته «البؤساء».

في مطلع الأسبوع، نقل الرئيس اليمني المخلوع علي صالح إلى المستشفى، وهو مغمى عليه. والخبر ليس مفبركاً، وإنما نقلته صحيفة «الأولى» القريبة من ولده أحمد، حيث أكدت أن الرئيس السابق سقط مغشياً عليه في منزله، والأرجح أن يكون قصره لأن الرؤساء لا يعيشون في المنازل والبيوت!

التقارير الطبية ذكرت أن فخامته كان يعاني من نوبات إغماء متكررة ونوبات سقوط على الأرض، إذ تلازمه حالة ارتعاش في إحدى ساقيه وذراعيه، كما يعاني انتفاخاً في الوجه والفك الأسفل. وكان يصر على بقائه في الحكم حتى نهاية ولايته السابعة العام 2014! وكان ينوي توريث اليمن إلى ولده البار أحمد.

قبل أسبوع أعلن عن قبول أميركا منحه تأشيرة دخول لتلقي العلاج، بشرط ألا يرافقه أكثر من حارسين، لكنه أصر على أن تكون معه مجموعة من الحرس، حتى وإن تطلب الأمر استئجار مرتزقة من إحدى الشركات الأمنية! ويبدو أن الأميركيين لم يقبلوا الطلب، لكنهم نصحوه بتعيين محامٍ تحسباً لرفع أي دعوى قضائية ضده خلال وجوده على الأراضي الأميركية... والدين النصيحة!

في مصر، شهدت انتخابات حرة لاختيار رئيس، ليس منذ خمسين عاماً كما قالت الـ «بي بي سي» ووكالات الأنباء العالمية، وإنما منذ خمسة آلاف عام. ويمكن تخيّل الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهو يشاهد 12 مرشحاً لخلافته، كان أغلبهم من السجناء والمطاردين في عهده، ممن كانت تتهمهم صحافته بالخيانة والعمالة للخارج.

ربما يتذكر حسني في سجنه، شخصاً اسمه أيمن نور، كان مجنوناً حين تجرأ بترشيح نفسه للرئاسة قبل عدة سنوات، فخصّص له التلفزيون والإذاعة برامجهم لتشويه سمعته ولعن أسلافه، وكتبت مئات المقالات في الصحف المصرية لشرشحة أجداد أجداده، وأخيراً تم تلفيق تهمة له والزجّ به في السجن بحكم قضائي على يد قاضٍ نزيهٍ جداً. اليوم يتنافس 12 شخصاً على كرسي الرئاسة، من دون أن يسجنهم أحد.

كان حسني هو الآخر يحلم بالبقاء في السلطة حتى ينزل عليه ملك الموت، بعدها ينتقل الحكم بسلاسة لابنه المدلل جمال. الربيع العربي أطاح بهذا المشروع، وألقى بالأب وابنيه في السجن، لتجرب مصر حظّها مع الديمقراطية الجديدة.

الكثير من المحللين يرون أن الثورة المصرية أطاحت بالرأس وأبقت على جسد النظام السابق. لكن... قبل أيام تعرّض عمرو موسى إلى السخرية في جمع شعبي، وفي اليوم الأول للانتخابات (الأربعاء) استقبل الجمهور آخر رئيس وزراء نظام حسني (شفيق) بالأحذية، وهي حركاتٌ يحاول بها المصريون تقرير مصيرهم وقطع الطريق أمام فلول النظام عن العودة من النافذة بعد طردهم من الباب.

إذا كان صالح وحسني عملا لنفسيهما وفكّرا بتوريث الحكم لولديهما فخالفتهما المقادير، فإن هناك من هو أكثر شقاءً منهما، مثل عبدالباسط المقرحي، الذي لم يكن يحلم برئاسةٍ ولا توريث حكم لأبنائه، وإنما كان من رجال مخابرات معمر القذافي. فقد كان كبش الفداء الذي رمى به القذافي، مقابل إنهاء المقاطعة لنظامه وعودته إلى أحضان المجتمع الدولي، والغربي خصوصاً، ليصبح صديقاً حميماً لرئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني والرئيس الفرنسي ساركوزي.

اليوم... لقد ذهب حسني والقذافي وصالح وبرلسكوني وساركوزي... البقاء لله وحده... وحّدوه!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3548 - الخميس 24 مايو 2012م الموافق 03 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 4:29 م

      القلم

      مقال لايخلوا من لمسات ذكيه بقلم عملاق يضع امامنا كل يوم فكره جديده يحترم القلم لذا كسب احترام الاخرين عذرآ سيدي لست ابالغ ولاكني وحيد وضعيف وعوامل التعريه لم ترحمني ففقدت الامل الا اني مازلت اصر على تصفح مقالك !!س.علي

    • زائر 24 | 10:37 ص

      أم البنات

      نعم لكل فريق بما لديهم فرحون ولكن هناك فرق شاسع في الإختلاف والشاطر من يلحق ويتبع الطريق الصحيح أليس كلامي صحيح والعبرة لمن يعتبر فالدنيا فانية والبقاء لله الواحد الأحد

    • زائر 23 | 8:57 ص

      مواطن يسبح خارج بحر ضفتي الوطن

      هل استطيع أن اعبر عن الرأي الخاص بي على ما تخطه اناملكم وما يسيل به حبر قلمكم ؟ كلا والف كلا فهذا يستلزم أن اكون من ضمنكم ويتفق عقلي مع عقل جلالتكم هذا ما الاحظه هذه الايام في صحافة بلاد دلمون فكل فريق بما لذيهم فرحون

    • زائر 22 | 8:46 ص

      ياويلي على هالمقالات

      انت مبدع ياسيد وكل يوم ازيد ابداعك جيفة الوسط ما تفوز وفيه امثالك وامثال منصور ومريم وريم وهاني كلهم بدون استثناء مبدعون من جدى منبطة جبود كتاب الفتن

    • زائر 21 | 8:25 ص

      ما تلاحظ يا سيد قاسم ان الشعوب العربية قامت تستخدم الأحذية (الجزمة) بكثرة ..... ام محمود

      لم يكن حادث رشق أحمد شفيق المترشح للرئاسة المصرية بالأحذية هو الأول من نوعه و لم يكن مفاجئا في ظل هذه التوترات و الفتن التي تمر على أكبر الدول العربية مكانة و استراتيجية

      المتظاهرون الغاضبون لحقوه و رشقوه بالاحذية وهم يحملون لافتة كتب عليها يسقط الفلول و لولا هروبه بالسيارة لما نجا من بين أيديهم خاصة وان الشرطة لم تكن قادرة على السيطرة

      علي صالح كان يضرب بالاحذية على الشاشات الكبيرة

      تمثال صدام ضُرب بالاحذية

      و أيضا ... أحد يذكرني من جاءه الحذاء على رأسه



    • زائر 20 | 8:12 ص

      سأضيف للعنوان و أقول ( الأشقياء - الأشرار و المتجبرون كيف ستكون نهايتهم) .... ام محمود

      من يومين أيضا نُشر خبر في جريدتكم عن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي و ان هناك مدعي عام في محكمة عسكرية في مدينة الكاف يطالب باعدامه لمشاركته في القتــل العمـــد لشعبه .. ومر هذا الخبر مرور الكرام حتى انه لم يجد أحدا يعلق عليه
      أنا أقول الى متى سيفلت كل من حسني مبارك و زين العابدين و علي صالح من العقاب رأينا محاكمة لبعضهم هزلية و اجراءات لآخر من سفر و علاج و ضيافة واليوم يعلنون عن مرضه واصابته باغماءات(ألم يصاب بكوابيس أيضا) نتيجه أعماله الدموية
      أما الثالث يمكن سيبقى في المنفى

    • زائر 19 | 7:32 ص

      التاريخ يعلم الصخر ولكن ليس هناك من متعظ ...... ام محمود

      أولاً أقتبس هذه العبارة وأنت تتكلم عن أيمن نور عندما قامت القيامة عندما رشح نفسه وكأنه ارتكب ذنب عظيم جدا لا يمكن الصفح عنه و اتهم بالخيانه ((فخصّص له التلفزيون والإذاعة برامجهم لتشويه سمعته ولعن أسلافه )) هل هذه الكلمات بريئة سيدنا أم بها نغزة قوية
      ثانيا أنت لم تذكر رغد ابنة صدام توها من يومين قالت انها تبحث عن دار نشر وطباعة لنشر مذكرات والدها التي كتبها بخط يده يعني الظلم يتوارث و مازال يسري في العروق و كل المجازر التي قام بها أكبر طاغية في عصره لم تحرك فيها أي احساس أو عاطفة وهذا شيء غريب

    • زائر 18 | 6:41 ص

      لا إله إلا الله

      أحسنت سيد على هذا المقال
      واليقية تأتي ودوام الحال من المحل

    • زائر 17 | 6:13 ص

      ونعم ابو حسين

      برافو ابوحسين هذه القالات ولا بلاش

    • زائر 15 | 5:28 ص

      لا اله الا هو

      أبدعت استاذ بها لمقال دوام الحال من المحال

    • زائر 13 | 3:26 ص

      لا إله إلا الله ... طبّ إزاااي

      يا ناس ياهوووه ،الدكتاتورية كارسه خُلئية ،ومأساة إنسانية،وگرح عميئ في صميم الإيمان ،وتحدِ خطر لرسالات الله،وعمل يستحيل أن يبئه معاه الحئ/الحق أو تستئر عليه حال ،وإنه لا إيمه لئوّة تيگي گنب الحئ ، ولا انتصار يگافي العدالة ،دي كاعدة أساسية درسناها في سنة أولى ابتدائي ،يا خراشي يا خراشي ، هي الشئاوة / الشقاوة نوع من الحلاوة ؟! ،طب إزاااي . سلام عليكو ... نهوض

    • زائر 12 | 3:23 ص

      جيفري

      نعم استاذي البقاء لله وحده
      العبادة لله وحده
      الخوف من الله وحده

    • زائر 11 | 2:26 ص

      نعم هو كذلك ويبقى عمل الشخص يلاحقه اين ما ذهب

      تلك العبر المنسية التي لا يلتفت لها احد ولا يعتبر بها الا القلة النادرة
      لقد ضرب الله الامثال والقصص والعبر للناس لعلهم يعتبرون ولكن الصدأ الذي على القلوب يمنع دخول النور الى هذه القلوب لكي تدرك بعد المواعظ
      اللهم ارحمنا برحمتك واجعلنا ممن يستمع القول ويتبعون احسنه يا ارحم الراحمين

    • زائر 10 | 2:25 ص

      رأينا منهم عندالضرورة من لجأ إلى أنابيب المجاري والكهوف .... وأما المستلقي على السرير ياحسرته على الكرسي.

    • زائر 9 | 2:22 ص

      في القبر يتعامل مع الرؤساء والأمراء والملوك والأغنياء والوجهاء والتجار وووو بطريقة واحدة كما يتم التعامل مع عامة الناس من الفقراء والبسطاء فلا فرق بينهم

    • زائر 8 | 1:58 ص

      ابداااااع

      احسنت والله لايحرمنا من هذه الأقلام النظيفة والمبدعة

    • زائر 7 | 1:51 ص

      لو يفكر الجبابرة في العاقبة لما قاموا بأفعالهم.. ولكن على قدر الطمع والتكابر تكون النهاية.. وهي عبر لأولى الألباب كما ذكر القرآن..

      اليوم... لقد ذهب حسني والقذافي وصالح وبرلسكوني وساركوزي... البقاء لله وحده... وحّدوه!

    • زائر 6 | 1:14 ص

      ابو الزعاتر

      حبيت انبهك سيدنا ان المقرحي نفسه طارت جثته الى القبر انا مادري اشلون جثة اتطير لكن الرجل في ذمة الله الحين بيتلاقى ويا القذفي عند مليك مقتدر وسياحسبون على ازهاق ارواح الابرياء وما ربك بغافل

    • زائر 5 | 12:54 ص

      تعجبني

      يعجبني المقالات الساخرة

    • زائر 4 | 12:42 ص

      وتلك الايام نداولها

      لا اله الا الله

    • زائر 2 | 12:35 ص

      ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام يا سيد

      هكذا تدور الدوائر وهكذا ربك يهلك ملوك ويستخلف اخرين الى ان يرث سبحانه الارض ومن عليها ستبقى الايام عبر لكل ذو لب فمن كان يستطيع ان يشير الى سيف الاسلام القذافي ببنانه قبل ان يقبل شسع النعل. سيف الاسلام وابيه وصلا الى مراحل متقدمه من جنون العظمه وهذا ما اوصل عصى ثوار ليبيا لاماكن العفه عند صاحب الكتاب الاخضر الذي يعتبر نفسه ويعتبره بعض اتباعه انه منقذ الامه ورسول ربها في العصر الحديث رغم تاكيد نبينا وحبيبنا محمد انه لا نبي بعده اتخذو القذافي كعجل بني اسرائيل وفي النهايه اتى امر ربك وانتهى!ديهي حر

    • زائر 1 | 12:25 ص

      العزاء للمطبلين

      سيدنا وما هو شعور من مجد وكتب وحارب واتهم من طالب بالديمقراطية بانهم اذناب لدول اخرى

اقرأ ايضاً