كم تشابكت دموعي وفرحتي يوم الأربعاء، عندما تخرّج ابن اختي بعد عناء 18 عاماً، قضاها بين المثابرة والاجتهاد والعمل المتواصل من أجل أن يصبحَ طبيباً نفتخر به، وها هي الأيّام مضت مسرعةً تهرول، تستقبل حضور والديه للاحتفال بانتصاره.
ما ان بدأ ناصر وأصحابه يردّدون قَسَم الطبيب، حتى هدأت القاعة، لتشاهد الجدّية على وجوه الطلبة الخرّيجين ووجوه ذويهم، وما هي إلاّ لحظات حتى أعلن عريف الحفل الانتهاء وباركَ للأطبّاء ودعا إليهم.
بعد الحفل التقيتُ أحد المصوّرين المحترفين من إحدى الصحف المحلّية المعروفة، وأبدى رأيه في قَسَم الطبيب، وذكر لي أنّ الصحافي لابد له أن يقسم كذلك، لأنّه يرى عورات الناس، ويشاهد آلامهم، ويعالج قضاياهم، فمهنته لا تقل خطورةً عن مهنة الطبيب الذي يعالج الأجسام، إذ إنّه يعالج المجتمعات. ووافقته على رأيه، فلقد كان سديداً، وخصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها البحرين، فالصحافي لَعبَ دوراً خطيراً بين عرض الحقائق كما هي، وبين تزييفها لتضليل الرأي العام، وكان القارئ مشتّت الفكر بين هذين النوعين من الصحافيين!
لابد لنا من قَسَم خاص بالصحافة، ولابد أن نؤكّد خطورة دور الصحافي في إثارة الفوضى وزيادة الطأفنة وإبعاد الناس عن المطالب الحقيقية، فهو سلاحٌ ذو حدّين، ورأيه يؤثّر على شريحة غير قليلة من المجتمع، أفراداً أو مؤسّسات أو فرجاناً أو أطيافاً ومناطق، فهل نستطيع الحصول على قَسَم خاص بالصحافيين؟
إنّ مهنة الصحافة مهنة ضمير، وتكاد تفسد الأمم وتنهار عندما يبعد الصحافي عن ضميره، ليستبدله بمصالح شخصية وأغراض فردية، وعندها يقع المحظور، وتتحول الحقائق إلى آلة فتَّاكة بعقول الناس، لإشباع رغباتهم، ولتفتيت النسيج الوطني المتين.
فهذه الكلمة التي يكتبها أحدهم؛ قد تقوم بمعالجة قضايا المجتمع، وقد تخفي قضايا الفساد، وقد تكون كلمةً صامتةً لا تفيد أحداً، وبالطبع كلّنا يريد الحقائق، وجميعنا يطمح إلى الحرّيات الصحافية، وأنّى لنا ذلك في ظل تكبيل الكلمة وتقييدها؟
قَسَم الطبيب يبدأ بالآتي:
- أن أكرّس نفسي بكل قداسة من أجل خدمة البشرية.
- أن أقدّم لمعلمِيّ الاحترام والتقدير الذي يستحقّونه.
- سأمارس مهنتي بضمير ونبالة، صحّة مريضي لها الاعتبار الأوّل.
- سأحافظ بكل السبل التي أمتلكها على الشرف والتقاليد النبيلة لمهنة الطب، زملائي سيكونون إخوتي وأخواتي.
- لن أدعَ اعتبارات الدين أو الجنسية أو العرق أو التوجّه السياسي أو المكانة الاجتماعية أو السن أو المرض أو الإعاقة أو الجنس أو أي أمر آخر تتدخّل بين تأدية واجبي ومريضي.
- سأحافظ على أقصى احترام لحياة الإنسان في وقت العمل، ولن أستخدم معرفتي الطبّية في مخالفة القوانين الإنسانية حتى تحت التهديد.
- أقوم بهذه الوعود بكل قداسة وحرّية بشرفي.
هذه هي البنود الرئيسية في قَسَم الطبيب، فتصوّروا لو كانت البنود نفسها يُقسم عليها أعضاء الجسم الصحافي، لكنا بألف خير، فميثاق الشرف والقَسَم على هذه المحكّات، يحوّل المجتمعات من زمن التخلّف إلى عهد من النمو والتقدّم. فهل نستطيع يوماً سنّ قَسَم للصحافيين في شتى بقاع الأرض؟ مهنة الصحافة هي مهنة شرف وأمانة، فمن يستطيع حملها يا تُرى؟
نبارك لأطبّائنا الخريّجين ونتمنّى لهم مستقبلاً زاهراً في مهنة الطب العظيمة، كما نتمنى منهم المحافظة على قَسمهم، حتى لا يخرج من لسانهم فقط، بل ليكن ميثاقاً يعملون به طوال حياتهم. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3548 - الخميس 24 مايو 2012م الموافق 03 رجب 1433هـ
طرح جميل
الاخت العزيزه مريم شكرآ على الطرح الجميل ..امي دائمآ تردد على مسامعنا ان البنت رحمه وهديه جميله من الرب نعم هي كذلك
أم البنات
قالوا للكذاب احلف قال جاني الفرج ، يا دانة الحد مو كل من قسم التزم لأن من السهل بأن يقسم ولكن من الصعب بأن يلتزم بقسمه في ظل المغريات ، كلٍ يمشي بحسب مايمليه عليه ضميره
الى دانة الحد كما يسمونك
كل شيىء تكتبينه حلو ياحلوة واللي عنده ضمير ما يحتاج الى اى قسم
مبروك التخرج
مبروك للدكتور ناصر التخرج وانشأ الله مثل خالته امين ومخلص لشعبه ووطنه
من يبر القسم ؟
ماذا لو اقسم الصحفي ولكنه خالف ماقسم عليه
وبارك فيك وكثر امثالك
كتاب الله اكبر قسم انا كمسلمين
الدين والاسلام اكبر قسم ولكن اين هؤلاء المشكلة في النفوس المريضة و البيئية المريضة والقيادات المريضة تخلق اناس بلا قيم حقيقية
كلمة الحقة معروفة و 5+1 = 6
تساؤلات
ما فائدة القسم إذا كان الضمير غائبا ؟
ما فائدة القسم إذا كانت النفس ذليلة ؟
ما فائدة القسم إذا لم يقم القانون بمعاقبة من يحنث القسم ؟
ما فائدة القسم إذا كان المتنفذ يكافيء الحانث ويسن من القوانين ما يحميه؟
القسم كثير.. والعمل بعيد كثير..
النائب يقسم.. الوزير يقسم.. الطبيب يقسم.. الصحفي يقسم.. والكل يقسم.. ويقول ويقسم..
ولكن هل يلتزم بالقسم.. أم إنا كلمات تطير مع الهواء الطائر.. ينساها قائلها حتى قبل أن يقولها، لذا تقرأ من ورقة مكتوبة..
يؤسفني بأنني لا أرى هذه خاصةً في المستشفيات أو العيادات الخاصة.. إذاً هو قسم قلقلة لسان فقط..
قَسَم الطبيب يبدأ بالآتي:
- أن أكرّس نفسي بكل قداسة من أجل خدمة البشرية.
- سأمارس مهنتي بضمير ونبالة، صحّة مريضي لها الاعتبار الأوّل.
لا يا إبنتي العزيزة
قسم الأطباء الذي ذكرتيه قسم و عهدٌ مقدس يلتزم به الطبيب حتى لو كلفه ذلك حياته. ولكن السؤال إبنتي العزيزة: هل إلتزم جميع أطباؤنا بهذا القسم أمام الله و أمام ضمائرهم؟ أترك الجواب لكِ و للقراء الأعزاء.
أما أمنيتك في أن يكون للصحافيين قسمٌ يلزمهم كا الأطباء، فأخالفكِ و أقول: الصحافي الشريف و صاحب الضمير الحي لا يحتاج لمثل هذا القسم، و الصحافي الملوّث بحب الذات والمصالح الشخصية و مشبع بالطائفية، سيمارس ما جُبل عليه حتى لو أقسم ألف قسم. و هنيئاً لكل بحريني شريف طبيباً كان أو صحافياً، و جمعة مباركة
قسم الضمير
اختي العزيزة اعتقد كل المهن تحتاج الى قسم ويكفي ان يضع الانسان قول الامام علي "ع" امام عينه بأن الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق كي يتعامل مع الناس بإنسانية بغض النظر عن دينه وجنسه.
جمعه مباركه يا دانه الحد
يبنيتي الاوليين ايقولون مثل اللي ما يسوقه مرضعه ضرب العصاه ما ينفعه لا قسم ولا الف قسم يسنع من ضميره وانسانيته تسام في سوق النخاسه يوميا بارخص الاثمان نحن لا نريد ان يكشف الوزراء ذممهم الماليه ولا الوكلاء لنترك موظفين السلطه الاولى والثانيه والثالثه ونبداء بالرابعه يعنى من اسفل السلم صحفي في جريده او كاتب عمود صحفي في خلال اقل من سنتين يتبدل وضعه المادي يشكل ملحوظ وملفت وهذا النوعيه من البشر ليس عندهم مقدس لا وطن ولا مواطن الشيء الوحيد الذي يمكن ان يكون مقدس لديهم هو القبض فاي يقسم ينفع؟ديهي حر