العدد 3546 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 01 رجب 1433هـ

الغاية تبرر الوسيلة

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

ربما لم يُعجَب الكثيرون بالطريقة التي حقق بها فريق تشلسي لقب دوري الأبطال الأوروبي التي كانت تعتمد على طريقة واحدة فقط «الدفاع ولا شيء غير الدفاع»، خلاف ما يشتهيه المشاهد والمتفرج من الفرجة والجمال الكروي، إلا أن ذلك هو ما حصل، وجاء تتويج تشلسي ليعكس تفوق وسيادة التكهنات بأن الدفاع والدفاع قد يلعب دورا كبيرا في حسم الألقاب. فكانت مباراة تشلسي مع بايرن ميونيخ السبت في نهائي دوري الأبطال، هي أفضل مثال على إمكانية تحقيق النجاح من خلال الدفاع الجيد واستغلال الفرص الهجومية القليلة التي تسنح للفريق.

وعلى رغم أن الترشيحات قبلها بشهور بسيطة، كانت قد استبعدت تشلسي، حتى من الوصول إلى دور الثمانية، وسط الفوضى التي خلفها مدربه السابق البرتغالي أندري فيلاش بواش، وكان حينها الفريق في حال يرثى له، جاء بعدما المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو وقلب المعطيات، من دون مقدمات، وبطريقة واحدة هي، الدفاع.

ولم يتردد المدرب الايطالي في تطبيق خطة اللعب التي تركز على الدفاع المحكم وإغلاق الطرق المؤدية لمرمى فريقه أكثر من الاعتماد على مهاجمة مرمى المنافس. فكان تشلسي البطل بهذه الطريقة، هو أقل الفرق تسديدا على مرمى المنافسين في بطولة هذا الموسم من بين الفرق الأربعة التي وصلت للمربع الذهبي، لكنه نجح في بلوغ المباراة النهائية والفوز بها بينما خرج فريقان مثل ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين من المربع الذهبي على رغم الأداء الهجومي المكثف لكل منهما.

تصريح المدير الفني لأتلتيكو مدريد الإسباني الأرجنتيني دييغو سيميوني والذي حقق بطولة الدوري الأوروبي «اليوروبا ليغ» قبل أيام من تتويج تشلسي، يكشف أن طريقة منتخب اليونان التي حققت بها بطولة فريدة لمنتخبات أوروبا العام 2004، وذلك بالاعتماد على الدفاع المحكم والهجمات المرتدة فقط، هي السبيل الآن لتحقيق البطولات، بعيدا عن الفلسفة والجمال الكروي الذي تقدمه كرة «التيك تاك» لبرشلونة، أو حتى طريقة ريال مدريد وبايرن ونابولي.

حقيقة لم أعجب كثيرا بمستوى المباراة النهائية لدوري الأبطال، وسط تقوقع لاعبي تشلسي في الدفاع بعشرة لاعبين، ولو لم يسجل بايرن هدف التقدم لكانت الدقائق العشر الأخيرة الجميلة التي شاهدناها لم تكن، لكن «الغاية تبرر الوسيلة» كما يقولها مدرب أتلتيكو مدريد سيميوني حين قال: «لم آت إلى هنا -يقصد نهائي يوروبا ليغ- بحثا عن الاحترام. توليت تدريب أتلتيكو من أجل الانتصارات. أعشق الكرة الهجومية وتحقيق الانتصارات. إذا شن الفريق 15 هجمة وحقق الفوز سيكون ذلك أفضل».

هذا ما حدث في النهاية، إذ أحرز تشلسي لقب البطولة هذا الموسم بفضل الأداء الدفاعي المتميز بينما أخفق ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيان وبايرن ميونيخ على رغم الأرقام القياسية الرائعة التي حققها الفريقان في الدوري الاسباني والألماني هذا الموسم والأهداف الغزيرة التي سجلها رونالدو وميسي وغوميز.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3546 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 01 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً