العدد 3546 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 01 رجب 1433هـ

البحرين في عيون الدول الأخرى

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كانت جلسة «المراجعة الدورية الشاملة لملف البحرين الحقوقي» في جنيف الإثنين الماضي، فرصةً لنا كبحرينيين لمعرفة كيف تنظر دول العالم إلى بلادنا الصغيرة في وسط مياه الخليج.

الجلسة كانت فرصةً أيضاً لمشاهدة مندوبي الدول المختلفة، حيث اكتشفنا وجود نسبةٍ كبيرةٍ من النساء المندوبات لمجلس حقوق الإنسان، للتدقيق كما يبدو على التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها ضد مواطنيها. فالمرأة أقرب للتعاطف مع الضحايا، وعدم الدفاع عن جرائم القتل أو تبريرها أو اتهام الأبرياء ظلماً وبهتاناً.

مواقف الدول من الوضع البحريني أوضحت درجة متابعتها للتطورات السياسية ودقتها في تقييم أوضاعها. وهو أمرٌ مفهومٌ بعد أن أصبح الخبر البحريني منذ فبراير/ شباط من العام الماضي، يتصدّر أحياناً نشرات الأخبار، وترصد له وكالات الأنباء العالمية تقارير خاصة. ثم إن الحدث البحريني جاء في سياق ربيع عربي، اشتعل في عددٍ من البلدان، وأصبح يزاحم أحداثاً ساخنةً في دولٍ أخرى أكبر حجماً وسكاناً، كسورية واليمن ومصر.

الملاحظة الأولى أن غالبية البلدان المتداخلة أكّدت ضرورة تنفيذ جميع توصيات لجنة تقصي الحقائق الرسمية، وهو ما يلتقي مع طرح المعارضة بعدم وجود جديةٍ في هذا الأمر. ومن هنا أمطر ممثلو عدد كبير من الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان حكومة البحرين بوابلٍ من الانتقادات اللاذعة بخصوص الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان. وشمل ذلك انتقاد ثقافة الإفلات من العقاب المنتشرة بين المسئولين وانعدام المحاسبة الجادة في البحرين. وطالب عدد كبير من هذه الدول بالإفراج عن الناشطين السياسيين والحقوقيين الذين اعتقلوا بسبب التعبير عن آرائهم، وهي قناعةٌ عامةٌ راسخةٌ لدى هذه الدول.

كثير من المندوبين انتقدوا التضييق على حرية التعبير، وطالب بعضهم بإصدار قانون الصحافة لحماية الصحافيين، وخصوصاً بعد تعرّض العشرات منهم لاعتقالات وعمليات تعذيب وفصل جماعي من العمل، تم توثيقها لدى المنظمات الحقوقية المعترف بها دولياًّ. مثل هذه الوقائع؛ كنا نقرأ عنها في دولٍ أخرى بعيدة، وباتت واقعاً معاشاً ينتقدنا العالم بسببها، أخذاً في الاعتبار كثرة عدد المتضرّرين نسبةً إلى حجم السكان.

الدول التي وجّهت انتقاداتها اللاذعة إلى البحرين تتوزّع جغرافياًّ على مختلف القارات، من آسيا وإفريقيا واستراليا، وإن كان غالبيتها من أوروبا والأميركتين. والملاحظ إن علاقات التحالف والصداقة مع الدول الغربية لم تنعكس على مواقف غالبيتهم تجاه انتهاك حقوق الإنسان في البحرين. فسمعنا انتقادات من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وسمعنا نقداً لاذعاً من دول أوروبية كبرى، مثل: فرنسا وألمانيا، فالمندوب الفرنسي انتقد الاعتقالات التعسفية واستمرار محاكمة النقابيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ودعا إلى الإفراج جميع المعتقلين السياسيين. وذكّر بوفاة نحو 30 شخصاً بسبب استخدام القوة المفرطة استناداً إلى ما ذكره تقرير بسيوني، وأوصى البحرين باحترام الحق في التجمع السلمي وعدم استخدام القوى المفرطة. أما مندوب ألمانيا فقد طالب بالإفراج العاجل عن جميع المعتقلين لمشاركتهم في الاحتجاجات السلمية، وأوصى البحرين بإلغاء عقوبة الإعدام، والسماح للمعارضة بإنشاء وسائل الإعلام الخاصة بها.

وأكبر الدروس من جنيف... أن السياسة الإعلامية البعيدة عن الواقع، حتى لو نجحت في إقناع شطرٍ من الداخل... فإنها أعجز من تكوين رأي عام دولي مناهض للحقوق الأساسية غير القابلة للتجزئة أو الطأفنة أو التقسيط.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3546 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 01 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 11:10 ص

      متى الجماعة يبطلون عقولهم شوى

      لقد أسمعت لو ناديت حيا ياسيدما أعتقد يفهمون ويش تكتب ؟

    • زائر 19 | 9:54 ص

      اختلف معاك نوعا ما

      تقول يا سيد ان المرأة أقرب للتعاطف مع الضحايا، وعدم الدفاع عن جرائم القتل أو تبريرها أو اتهام الأبرياء ظلماً وبهتاناً... هذا طبعاً اذا كانت المرأة طبيعية وسليمة الفطرة.

    • زائر 18 | 9:49 ص

      مالطة!

      عمك اصمخ. كأنك تؤذن في مالطة!!!!!!

    • زائر 16 | 6:34 ص

      انظمة تعيش في سبات و العالم يسير الى الامام

      تعتقد بعض الانظمة انه في حالة وجود اصوات لا تحبذها تقوم بانشاء فرقة موسيقية لتخفي الصوت الغير مرغوب فيه لكن مهما علا صوت الفرقة تلك يبقى الصوت الشجي النابع من وفائع وحقائق الصوت المراد سماعه بل يركز عليه وتتجه الآذان له وتنصت ، الشمس لا تغطى بغربال

    • زائر 15 | 4:22 ص

      لا حياة لمن تنادي

      اشد ما يحز في القلب نشر غسيلنا في الخارج وامام الملا الموضوع لم يكن ليتطور الى هذا الحد لو استمع المعنيون الى صوت العقل وغلبوا مصلحة البلد على مصالحهم ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 13 | 4:05 ص

      أبو مسلم

      منذ أن ابصرت النور وجئت الى الحياة حتى وعيت لما حولي شعب ما كل ولا مل يسعى لتحقيق وجوده في حرية عدل ومساواة قدم ما قدم من أضاحي وقرابين على مدة السنيين فهل يتراجع

    • زائر 11 | 2:11 ص

      متى نغير صورتنا في العالم؟

      هذه هي الصورة من دون تزويق، فمتى نعي ونعمل على تحسين الصورة بدل الاصرار على الاخطاء؟

    • زائر 10 | 2:09 ص

      قاعدة

      الشمس ماتتغطى بمنخل؛ ولنتذكر دائما بأن بإمكان أي كان خداع مجموعة من الناس لبعض الوقت ولكن لن يستطيع خداع كل الناس كل الوقت ودوام الحال من المحال

    • زائر 9 | 1:52 ص

      اذا كانت الحقائق غائبة عن البعيد ولا أظنها كذلك

      فانها حاضرة وواضحة لدى من يعيشها بشكل يومي ويروي للاخرين خلافها

      اذن من يفعل ذلك فهو شاهد زور وشهادة الزور

      وزرها عظيم عظيم

    • زائر 8 | 1:46 ص

      هل كل العالم على خطأ؟

      الحين كل العالم على خطأ وهم على صح؟ معقولة كل العالم الذي انتقدهم متفق على باطل؟ لماذا لا يستمعون لصوت العالم؟

    • زائر 7 | 1:44 ص

      متى؟

      متى يستفيدون من العبر؟

    • زائر 3 | 12:52 ص

      الدول الغير إسلامية

      للأسف أن هناك دول غير إسلامية قد أنتقدت هدم المساجد وحثت الحكومة على الأسراع في إعادة بنائها

    • زائر 2 | 12:46 ص

      شكرًا

      لقد أسمعت إذ ناديت حيًا/ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 1 | 11:49 م

      شكرًا لكم

      الي الورا سر. من سي الي أسوا

اقرأ ايضاً