العدد 3545 - الإثنين 21 مايو 2012م الموافق 30 جمادى الآخرة 1433هـ

ادعموا الطاقم البحريني... ولا أستطيع وحدي إيصاله لكأس العالم

عضو لجنة الحكام الدولية بالاتحاد الدولي لكرة القدم جاسم مندي:

كثُر الحديث في الفترة الحالية عن تعيين الاتحاد الآسيوي 7 أقطم آسيوية ستكون مُرشحة للوصول لتحكيم نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ومن بينها طاقم بحريني بقيادة نواف شكر الله والمساعدان ياسر تُلفت وإبراهيم سبت، وهذه الأطقم السبعة سيتم اختيار 4 منها على أقل تقدير للمشاركة في المونديال القادم.

وستكون قلوب البحرينيين تقف مع الطاقم البحريني وتتمنى له الوصول لكأس العالم القادم للمرة الأولى منذ مونديال 94 بأميركا والذي شارك فيه المساعد البحريني يوسف القطان ووصل للمشاركة في إدارة مباراة البرازيل وهولندا الشهيرة بدور الثمانية، وللوقوف على هذا الأمر والإطلاع على حيثيات هذه الاختيارات تحدث «الوسط الرياضي» مع عضو لجنة الحكام الدولية بالاتحاد الدولي لكرة القدم وهو البحريني جاسم مندي والذي شارك في إدارة مباريات مونديال 90 بإيطاليا، علماً بأنه تحدث عن بعض الأمور في المؤتمر الصحافي الذي أقامه الاتحاد البحريني لكرة القدم لتقديم الطاقم البحريني المُرشح للمونديال، ولكن نحن ننشر حواراً موسعاً معه يشتمل نقاطاً أخرى خاصة بالتحكيم، فقال:

مراقبة حتى يناير 2014

«دأب الاتحاد الدولي في السنوات الأخيرة على اختيار الأطقم الأولية لكأس العالم قبل سنتين من إقامته وهو ما ينطبق على الأطقم الآسيوية الآن، ويكون جميع هؤلاء الحكام تحت مراقبة شاملة وكاملة طيلة السنتين وبعدها يتم الاختيار على أساس أفضل التقارير التي يحرزها هؤلاء الحكام خلال مشاركتهم في إدارة مباريات المنتخبات والأندية في قارتهم، وبما أن بطولة كأس العالم ستُقام بشهر يونيو/حزيران 2014 فإن الاختيار النهائي للحكام سيكون في شهر يناير/كانون الثاني، أي قبل البطولة بخمسة أشهر.

والأطقم المُختارة حالياً من ضمنها (سُباعي) آسيا هي أطقم مُقترحة ومن المُمكن أن تدخل وتخرج أسماء من هذه الأطقم في الفترة القادمة بحسب ما تراه لجان الحكام في القارات المختلفة، فمثلاً من غير المعقول أن يهبط مستوى أحد الحكام كثيراً ويظل ضمن قائمة المُرشحين للمونديال!».

نسعى لزيادة (الآسيويين)

وأضاف مندي «كان يتم اختيار 4 أطقم آسيوية ولكن لا تكون جميعها فعَّالة، فثلاثة فعَّالين والطاقم الرابع يكون احتياطي وهو ما حصل مثلاً مع الحكم السعودي خليل جلال في مونديال 2006 بألمانيا لكنه كان مع طاقم فعَّال في المونديال الأخير بجنوب افريقيا، ولكن هنالك مُطالبة الآن بأن يكون التواجد الآسيوي الفعلي في المونديال القادم عبر 5 أو 4 على أقل تقدير، وخصوصاً بعد المستويات الرائعة التي ظهر بها الطاقمان اللذان يقودهما الياباني نيشيمورا والأوزبكي رافشان إيرماتوف بالمونديال السابق ووصولهما لتحكيم أدواراً متقدمة، ونحن سنسعى لحصول آسيا على أكبر قدر مُمكن من المقاعد التحكيمية بالبرازيل».

التقارير هي الفيصل

وأوضح مندي نقطة هامة بخصوص جنسيات الطاقم وقال «نعم الطاقم الذي يقوده نواف شكر الله هو طاقم بحريني خالص من خلال الحكم والمساعدان تُلفت وسبت، ولكن هذا ليس شرطاً، فهنالك بعض الطواقم الأخرى تضم حكاماً من جنسيات مختلفة.

ومثلاً والأوزبكي رافشان يتواجد معه مساعد من بلاده والثاني من قيرغيزستان، والسعودي خليل جلال يتواجد معه مساعد سعودي والأخر عُماني، وطبعاً في اختيار الأطقم الأفضل والتي ستصل للمونديال لا يتم النظر لجنسية أي حكم، بل يتم النظر للتقارير التي تصل عنه في المباريات التي قادها خلال هاتين السنتين، ولا يوجد أحد يستطيع إيصال طاقم للمونديال، بل الطاقم هو من يوصل نفسه لكأس العالم من خلال أدائه ومستواه، ومتى ما كان المستوى والأداء مرتفعاً متى ما كانت فرصة الوصول للمونديال أكبر، ولجنة الحكام الدولية تعود في النهاية من خلال اتخاذ القرار النهائي للحكام المُختارين إلى التقارير التي تصل من الاتحاد الآسيوي للعبة، كون كل الحكام يحكمون كل في قارته من خلال التصفيات المونديالية والبطولات الكُبرى بالنسبة للمنتخبات والأندية، ولكن من حق مُمثل القارة تحكيمياً في الفيفا مناقشة التقارير المُقدمة إذا كان غير مُقتنع تماماً بها وبأداء أحد الأطقم المُختارة».

ادعموا الطاقم البحريني

وتطرق مندي لما يجب أن يحصل عليه الطاقم البحريني من دعم حتى يتوفق في الحصول على نتائج متميزة في التقارير الآسيوية كي يكون قريباً من المونديال، وتحدث قائلاً «الآن تقع مسئولية كبيرة على الاتحاد البحريني لكرة القدم بعد اختيار هذا الطاقم البحريني ليكون من المُرشحين للمونديال، وأيضاً هنالك مسئولية كبيرة على اللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة في كيفية دعم هذا الطاقم وتوفير أقصى درجات الراحة له كي يكون قادراً على العطاء بالشكل الصحيح وتكون تقاريره متميزة آسيوياً ويُنافس من أجل الحصول على مقعد تحكيمي في المونديال القادم.

والبحرين بحاجة لذلك كون آخر حكم بحريني شارك في كأس العالم كان العام 94 هو يوسف القطان، وهذا الدعم يحتاجه الحكم لأنه لن يُمثل نفسه في المحفل العالمي الذي يصل إليه بل هو سيمثل مملكة البحرين ويجب أن تقف البحرين بأكملها معه، ومن الأمور الهامة التي يجب أخذها في عين الاعتبار هي توفير أقصى درجات الراحة النفسية للحكام المُقترحين سواءً في داخل العائلة أو خارجها، وفي العمل والاتحاد، ولو كان عمله غير مُناسب أو يتطلب مجهوداً كبيراً فيجب تبديله، وحتى لو كان الحكم يُعاني من بعض الأمور الشخصية من مسكن وغيره فيجب حلها.

وكذلك تسهيل كافة الأمور المتعلقة بالإجازات كي يخرج الحكم للتحكيم في الخارج وهو مرتاح نفسياً بدلاً من تشتيت الذهن مُسبقاً بالإجازات وهل ما إذا كانت ستصدر أم لا، وأيضاً لابد من عمل دراسة مستفيضة لحالة كل حكم وتقديم متطلباته للجنة الأولمبية البحرينية لاتخاذ الإجراءات المُناسبة وعمل فحص طبي للحكام كُل شهرين، وكل ما ذكرته ليس بالأمر الصعب إطلاقاً، ومتى ما وفرناه فسنجد الحكم في مناخ مُميز وفي أجواء صحية تُمكنه من العطاء.

ويُحدثني أحد القائمين على التحكيم في أوزبكستان أن الحكم رافشان إيرماتوف الذي تألق في المونديال الأخير تُقدم له تسهيلات كبيرة وكثيرة جداً في بلاده وهو ما ساعده على البروز بهذا الشكل، وأُشير إلى نقطة هامة هنا وهي أن (الفيفا) يطلب من الاتحادات المحلية المُقترحة من عندها حكام للمونديال أن توافيه بالبرنامج الكامل الذي تم وضعه لهم ومتى ما كان البرنامج جيداً ستكون الفرصة أكبر للحكم للإبداع».

استبعاد المُصاب فقط

وعن استبعاد الطاقم بأكمله في حالة إصابة أحد أفراده والظلم الواقع على بقية زملائه جراء ذلك قال مندي «عقدنا اجتماعاً في مقر الاتحاد الدولي بزيورخ نحن كلجنة حكام في (الفيفا) يوم 28 مارس/آذار الماضي.

وناقشنا العديد من الأمور الخاصة بالتحكيم، وتم التطرق إلى هذه النقطة والتي تم تطبيقها سابقاً وهي أنه في حالة إصابة أي حكم من ضمن الطاقم المُختار أو عدم نجاحه في اختبار الكوبر يتم استبعاد الطاقم بالكامل، وهذا بالتأكيد فيه ظُلم وإجحاف كبير للبقية، ولذلك تم تغيير هذا الأمر وبالإمكان استبدال أي فرد من الطاقم في حالة إصابته أو عدم نجاح في الاختبار وتعيين حكم آخر مكانه بشرط أن يكون من نفس القارة، وهذا من المُمكن أن يُقلل الضغوط أيضاً على الحكام ويُقلل الأخطاء.

وكذلك من المُمكن أن تحصل أحياناً بعض الظروف تؤثر على عدة أطقم وليس طاقماً واحداً فقط وهذا تم أخذه في عين الاعتبار، فمثلاً في بطولة كأس العالم للناشئين الأخيرة التي أُقيمت في المكسيك لم ينجح عدد كبير من الحكام والحُكام المساعدين بسبب ارتفاع المكسيك عن سطح البحر كثيراً وبالتالي تقل نسبة الأوكسجين وهذا أمر مؤثر بالتأكيد، ومن غير المعقول أن يتم استبعاد كل الأطقم بمجرد رسوب فردٍ منها، وحتى الناجحين في اختبارات الكوبر في المكسيك لم يُحققوا النتائج المعروفة عنهم، وهنالك عدة بلدان بها نفس الحالة مثل بوليفيا وأيضاً لدينا في الخليج بمدينة الطائف السعودية أيضاً، وهذه أمور أحياناً خارجة عن إرادة الحكم، وهنالك بعض الأحاديث المبدئية في اللجنة ان جميع الحكام المُختارين في النهاية ربما يتم تجميعهم في بلد واحد وسيتم إجراء الاختبارات عليهم بشرط أن يكون هذا البلد مُلائم من ناحية التنفس وتوافر الأوكسجين وليس مثل المكسيك!».

رفض صعوبة الاختبارات

وبشأن اختبارات الحكام أيضاً قال مندي: «جرى في الاجتماع السابق الذي عقدناه مناقشة أمور خاصة بالاختبار المُطبق على الحكام حالياً من ناحية السرعات وغيره وكانت هنالك بعض المُقترحات من أجل رفع درجة الصعوبة في الاختبار لزيادة ورفع مُعدل اللياقة البدنية لدى الحكام، ولكن هذا الاقتراح لم يلق الترحيب الكامل من قبل الأغلبية لأننا اليوم بحاجة إلى حكام قادرين على تسيير أمور المباريات بأخطاء أقل وبقرارات مُناسبة ولسنا بحاجة إلى (عدائين)، والاختبار الحالي المُطبق مُناسب ويقيس درجة واستعداد الحكم لإدارة المباريات وبالتالي لا يوجد أي داعٍ لتغييره ورفع درجة صعوبته».

الاهتمام بحكام المستقبل

وتحدث مندي عن نُقطة أُخرى تمت مناقشتها في الاجتماع موضحاً «هنالك خطة لدى لجنة الحكام الدولية في (الفيفا) تُعنى بالاهتمام بحكام المستقبل ممن هم أقل من 30 عاماً كي يضمن الاتحاد الدولي وجود صف جاهز ومتميز من الحكام في السنوات المقبلة وسيكون قادراً على العطاء لسنوات طويلة، بالذات ككون الحكم يتوقف عن التحكيم دولياً في سن 45، وبالتالي تكون الاستفادة من الحكام اقل من 30 عاماً أفضل ولفترة أطول من الحكام الذين في أعمار 35 أو 40 مثلاً، وتم الطلب من كل قارة إرسال قائمة بأسماء هؤلاء الحكام كي يهتم الاتحاد الدولي ويضع لهم البرامج المُناسبة لرفع كفاءتهم وتطويرهم بشكل مُستمر».

الأولمبياد المهمة القادمة

وفي الختام تحدث مندي عن مهامه القادمة فقال «سأكون مع 4 من لجنة الحكام الدولية مُشرفين على التحكيم خلال منافسات كرة القدم ضمن أولمبياد لندن الذي سينطلق بشهر يوليو/تموز القادم، وسنتواجد هناك قبل أسبوع واحد من أجل التجهيز لكافة الأمور المتعلقة بتجهيز الحكام والإشراف على اختبار اللياقة البدنية، وهنالك أعضاءً آخرين سيتواجدون في بطولات مُختلفة، ولكن من المُرجح أن نتواجد جميعاً ونحن 10 أشخاص في كأس العالم للأندية باليابان ديسمبر/كانون الأول القادم، كون البطولات الكبيرة لابد أن يتواجد فيها جميع أعضاء اللجنة، وأيضاً يومي 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول القادم سيكون هنالك اجتماع للجنة بمقر (الفيفا) في زيورخ».

العدد 3545 - الإثنين 21 مايو 2012م الموافق 30 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً