العدد 3545 - الإثنين 21 مايو 2012م الموافق 30 جمادى الآخرة 1433هـ

دي ماتيو... حظ أما ماذا؟!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يلعب عامل الحظ دورا في فوز أي فريق أو منتخب ببطولة ولكنه ليس العامل الحاسم أبدا في التتويج، لأن الحظ كما يقال لا يأتي لمن لا يلعب ولا يستغل أفضل إمكاناته لتحقيق الفوز، وإنما الحظ هو عنصر مكمل لعمل مضن استحق عليه الفريق شيئا من الحظ لبلوغ هدفه.

فالحظ مثلا مهما كان مع فريق بمستوى وأداء فياريال الإسباني في هذا الموسم لن ينقذه من الهبوط للدرجة الثانية وعندما تراجع مانشستر يونايتد عن أدائه وقوته ونجومه لا شك في أن الحظ سيتخلى عنه وينتقل إلى جاره مانشستر سيتي الذي صرف الكثير وعمل واجتهد فخدمه الحظ في الوقت بدل الضائع بتسجيل هدفين دراميين قلبا الأمور رأسا على عقب وأعطيا الفريق لقبه الأول منذ 44 عاما.

الحظ هو المحصلة للجهد والعمل الصحيح والمال في كرة القدم، وما تتويج ريال مدريد الإسباني باللقب إلا ترجمة لهذا الأمر، لأن الجهد الذي بذله البرتغالي جوزيه مورينهو والمستوى الذي قدمه الفريق يستحق عليه بعض الحظ المساند كما كان الحظ سابقا يساند برشلونة عندما كان يلعب ويمتع ويقدم أفضل المستويات كما حدث في نصف نهائي أمم أوروبا أمام تشلسي اللندني قبل 4 مواسم.

لكن في هذا الموسم الصورة انقلبت في نصف النهائي واتجه الحظ لتشلسي أمام برشلونة ليس بإرادته وإنما مرغما نظرا لما أحدثه المدرب المجهول دي ماتيو مع فريق البلوز.

دي ماتيو الذي كنت أتابعه بشعره الخفيف وبدلته الرياضية وهو يجلس بهدوء في بداية الموسم على دكة البدلاء خلف المدرب البرتغالي الشاب أندري فيلاش بواش من دون أي حركة أو همسة لم أكن أتوقع أنه ذلك الأسد الذي يستعد للانقضاض على فريسته.

دي ماتيو كان يعرف الخلل تماما ويعرف ما يريده الفريق لأنه من طينة المدربين العارفين بالفطرة والقادرين على التعامل مع مختلف المجريات ولكنه كان غير قادر على الدخول في عقل بواش المعتد بإنجازاته مع بورتو البرتغالي وبصيته باعتباره خليفة العبقري مورينهو الجديد.

لكن الخليفة الحقيقي والذي يمكن أن يتفوق على مورينهو مستقبلا كان جالسا بهدوء في الخلف يتحين الفرصة، وعندما استلم المهمة كان الخيار الأخير لمالك النادي الملياردير الروسي ابراموفيتش الذي حاول مع عدة مدربين إلا أنهم رفضوها باعتبارها مهمة خاسرة بكل ما للكلمة من معنى فأوكلت إلى دي ماتيو لإكمال المشوار فقط والخروج بأقل الخسائر تمهيدا لتغييرات كبيرة في الموسم الجديد.

دي ماتيو الذي سبق أن كتبت عنه غير كل شيء في أشهر وحقق بطولتين واحدة محلية والثانية هي الأهم عالميا وهي التي عجز عنها أشهر مدربي العالم وأفضل اللاعبين الذين توالوا على الفريق اللندني.

المدرب البرتغالي فيلاش بواش كان الخاسر الأكبر بما حققه مساعده دي ماتيو الذي لن يقبل ببواش مساعدا له الآن.

قديما قالوا «الدواء في أخس الشجر»، و»ما يحك جلدك إلا ظفرك»، وما فعله دي ماتيو أنه أكد أن المستحيل على يديه قد تحقق وهو مازال في بداية القصة بانتظار نهايتها.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3545 - الإثنين 21 مايو 2012م الموافق 30 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:58 ص

      الدانمارك واليونان

      هناك فرق بين ان يساندك الحظ في مباراة واحدة من

    • زائر 1 | 12:25 ص

      مدريدي

      لا أعتقد بأن دي ماتيو سيتفوق على مورينيو لان دي ماتيو مدرب كؤوس وليس مدرب تكتيكي ينفع للدور ، طريقته في اللعب هي طريقة اضرب وأهرب بمعنى دافع ثم سجل هدف ثم دافع.وهي تنفع جدا لمباريات الكؤوس أو إخراج المغلوب لهذاو لن يصل لأي مكان في الدوري والأيام تثبت لك

اقرأ ايضاً