في صباح الجمعة من الأسبوع قبل الماضي، كنا نوظّب حقائبنا لمغادرة الفندق، بصحبة مرافقٍ في جولةٍ سريعةٍ على بعض معالم العاصمة العمانية الجميلة (مسقط).
كانت أمامنا ثلاث ساعات فقط على موعد إقلاع الطائرة، فانطلقت السيارة تشق طريقها بين الجبال. مررنا بقرى صغيرة متناثرة لمزارعين وصيّادين. المَزارع التي استملكت لمشاريع سياحية تم تعويض أصحابها، وكذلك الصيادين، عوّضتهم الحكومة ببناء منازل خاصة لهم. توقف مرافقنا قليلاً أمام نادٍ بحري، حيث تستلقي عشرات الطراريد. ومنه توجّهنا إلى فندق قصر البستان الذي تُقام فيه مؤتمرات القمة الخليجية، وهو قائمٌ بين جبال، وينفتح من جهة أخرى على البحر. فخامةٌ وأبهةٌ تذكّرك بالقصور التاريخية التي تشاهدها في الأفلام.
وأخيراً وصلنا إلى القصر السلطاني. لم يكن هناك حرسٌ ولا شرطةٌ ولا قواتٌ خاصة. كان الشارع سالكاً، لم يوقفنا أحدٌ أو يسأل عن هوياتنا أو عن الكاميرا التي أخذنا نلتقط بها الصور أمام بوابة القصر. كانت هذه هي المفاجأة الأولى. تساءلت: هل هذا القصر أساسي أم ثانوي يزوره السلطان مرةً كل عام؟ فأجبت: بل هو قصر رئيسي تتم فيه استقبالات الوفود الرسمية ويُقام حفل استقبال سنوي لأعضاء الحكومة.
هناك مبانٍ صغيرة متناثرة هنا وهناك تم ترميمها للمحافظة على التراث، أحدها المدرسة السعيدية، نسبةً للسلطان سعيد بن تيمور والد السلطان قابوس. المفاجأة الكبرى حين توقّف مرافقنا أمام ما قال إنه مأتم للنساء. مأتمٌ في هذه البقعة السلطانية المغلقة؟ على واجهته عُلّقت لوحةٌ كتب عليها «مأتم المرحومة هشام بنت هاشم الموسوي». وبالقرب منه مسجدٌ للطائفة الشيعية، وبقربها قاعة الكوثر. كانت الزينة قد عُلّقت، استعداداً للاحتفال بذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء الذي يُصادف ذلك المساء.
كانت العلاقات الطيبة تحكم القصر بمجاوريه، ومن الذاكرة الشعبية تتردد روايات شفوية تدلل على هذا المنحى، فحين طالب بعض أقارب السلطان منع بعض الاحتفالات الدينية جاءهم الجواب: المأتم باقٍ وأنتم ستغيّرون منازلكم، وهكذا تم نقلهم لمكان آخر. ويُقال إن من التقاليد المعبّرة عن احترام هذا المكوّن الشعبي الذي لا يتجاوز حجمه العشرة في المئة، أن الأنوار يتم تخفيضها في القصر ليلة الحادي عشر من المحرم، مراعاةً للمواطنين المجاورين.
المحطة التالية كانت مجمع أهل البيت، الذي تم تشييده العام 2007 استبدالاً لمواقع أخرى. وهو عبارةٌ عن مبانٍ متصلة من دورٍ واحد، أمامه ساحة واسعة لمواقف السيارات، ويضم مأتماً للنساء، وآخر للرجال يحمل اسم الإمام الحسين (ع). تقوم على مدخله آية التطهير منقوشةٌ على القاشاني، فيما عُلّقت لوحةٌ أخرى عن رؤية وأهداف المأتم، كأيّ مؤسسةٍ حديثةٍ من مؤسسات المجتمع المدني، وفي أسفل اللوحة قائمةٌ بأعضاء مجلس الإدارة.
في الداخل كانت هناك مجموعةٌ كبيرةٌ من الأطفال من الجالية الباكستانية، فرغوا من حلقة لتعليم القرآن الكريم، وبدأوا يلعبون ويجرون. سألت: هل تأتي أيامٌ يمتلئ فيها هذا المأتم بالحضور؟ فقيل: نعم، خصوصاً في المناسبات الدينية الرئيسية كعاشوراء ووفاة النبي والموالد، حيث يملأ الجمهور الساحة الخارجية أيضاً. وهناك قاعاتٌ صغيرةٌ فرعية للمناسبات الأخرى. وقد سبق أن استضاف هذا المأتم خطباء كباراً مثل المرحوم الشيخ أحمد الوائلي والسيدمرتضى القزويني، شاهدنا صورهما معلقة في قاعة صغيرة. ومن المتوقّع أن يقام في المجمع ذاته مسجدٌ جامعٌ كبير.
أجمل ما في عمان هذا التآلف والانسجام.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3543 - السبت 19 مايو 2012م الموافق 28 جمادى الآخرة 1433هـ
اوجعت قلوبنا
أخذتنا للزمن الجميل الذي كنا فيه نقول اللي يعزي واللي ما يعزي ياكل من عيش لحسين ، الحين صار بعض الناس لما تعرض عليهم عيش لحسين يعرضون عنه
اللهم انتقم لنا ممن عبث بمجتمعنا هذا العبث وغير حالنا من حال إلى حال
جتني الصيحة
وش يضر الجماعة لو خلوا المساجد ما هدموها؟؟
و الألعن انهم يهدمون اللي بنوها الأهالي؟؟
الى زائر 14
عزيزي الاياويد ماماتوا ياريت نعرف عنوانك لكي نتواصل معاك وباذن الله تفرج كربتك ودائما توكل على الله وردد قبل البدء في اي امر (عليك يلي ما اتضيع) نتمنى ان نتصل معاك باي طريقه...ديهي حر
نعم لشعب عمان وحاكمه
الهم ادم لهم هذه النعمة التي انحرمنا منها منذ سنة وشيىء وكل هذا بسبب النفوس الضعيفة ولكن ما اقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل يامنتقم انتقم لنا ممن ظلمونا وهدموا مساجدنا وماتمنا
الى أم محمد81 المعلقة رقم 17 من رقم 14 الوحيد فى غربته
باديء ذي بدء اود ان اعبر لك عن شكري وامتناني لك يا الطيبة يا ام محمد على دعائك لي وانتم فى هالمحنة التى تعصف بكم وانه ليعتصر قلبي من الفجيعة الاليمة التى انتم فيها وما كربتي فى وحدتي وتغربي الا احدي هذه المآسي واخوانى المغتربين المعذبين المشتتين بين الاصقاع كثر وكثر ما قصروا فينا حتى الاقرب الاقربين من الاهل والخلان ولكن المشتكي لله وحده الجبار ولاشكوي لاحدا ما سواه وشكرا لك يا ام محمد من اخوك ابوعلي لدي الان الساعة الثانية فجرا ليوم الاثنين ولانوم ولاهجعة سوي الجوع المتلظي فى جوفي حسبي منهوحسبي
اشتقنا لعمان و احسنت ياسلطان قابوس
شوقتنا ياسيد ناخد الجنسيه العمانيه او افضل بعد نتجه للكونفدراليه او الفدراليه مع عمان وسامحني يا سيد لان ما اعرف الفرق بين الثنتين بس اشوف اليوم المزضه طالعه علي هالموضوع
قبل يومين فقط ذكرت عمان
اتحدث مع ام العيال قبل يومين فقلت لها لم تطب نفسي في بلد بعد البحرين غير عمان حيث الطيبة و التسامح اتمنى ان لا يغزوها التطرف فما دخل التطرف بلد الا حاله لخراب
خيال من عدل الامام علي
في عمان يعيش خيال من عدل الامام علي عليه السلام ، لذا ترى القلوب عامرة غير متنافرة . في الدول الاسلامية الاخرى .
أم محمد81
زائر 14
أدعو لك من قلبي المتلظي على مايجري هاهنا في بلدي بالفرج العاجل القريب كلمح البصر أو هو أقرب إنشاء الله
اللهم فك هذه الغمة عن الأمة بحق محمد سراج الظلمة
تسلم سيدنا
ما اجملك يا شعبي
انطباعي
سيدنا هذا انطباع اي واحد يزور السلطنة ما شاء الله الله يهنيهم بسلطانهم
تعرف ياسيد انا الان بعيدا بالاف الاميال عنكم وعن تراب وطني بغربتي اعيش وحيدا بالمآسي وعمري ناهز 55عاما
وقبل قليل عاودت الهزة الارضية وبقوة هنا عندنا التى لم تبرح والا ان تهتز مرة تلو الاخري تعرف سيدنا وابناء جلدتي كلكم احبتي وكل ما افجعني الان هو قراءتي لموضوعك هذا وتعليق اخي الديهي الحر رقم 3 نعم ابكيتموني دما لادموعا على ما ذكرتم وانا اتلظي الحسرة واللوعة بعيدا فريدا شريدا لا مآوي يؤويني ولامعينا لي سوي بارئي وخالقي وربي ومولاي ومعتمدي ورجائي واقول الى متى يدوم علي وعلينا هذا العذاب وشدته وطول البلاء ومدته ادعوا لي ولنا بالفرج فأني أبكي وأبكي حسرة ولوعة
أم محمد81
سيدي في القلب حاجة هل لها منك انـــفراجه
إنما بي .... من عذابي ســيدي أرجوا علاجه
الله الله على مقالك سيدنا، صرنا نعيش في زمن تغيرت فيه هالمبادئ
حسبنا الله ونعم الوكيل
لأن القرار حازم بأحترام ذلك المكون
ولا يريدون التخلص منه بل يقدونه ولذا ترا التآلف والود المتبادل اذا اقتربت من شبرا سأقترب منك ذراعا أما اذا اردت التخلص مني فهل تتوقع بأني سأسلم رقبتي لك ؟؟
جسور المحبة
شكرا لطرحك اعتقد ان هذا المقال مكمل لاستطلاعك امس عن عمان في جولة عن القصور والمتاحف في عمانز انتم الذين تمدون الجسور الحقيقية مع شعوب الخليج
لنتحد مع عمان
فهذا الشعب الطيب يستحق
الله يرحم أيام زمان لقد كنا مثلهم.
كانت البحرين سابقا بمثل ما وصفت عمان الآن، البحرين كانت قبلة لكل الناس والعمانيين عاشوا في البحرين سنوات طويلة لم نر منهم إلا كل الخير والمحبة والتسامح، هم ورثوا الطيبة من أهل البحرين وقاموا بحملها إلى عمان، وبقيت هذه الطيبة لحد الآن ، التآلف كان موجدا في بلدنا قبل أن يظهر الموتورون بالكره والطائفية والحقد وحولوا بلدنا من جنة الله على الأرض إلى نار حامية تحرق الجميع دون رحمة . الله يرحم أيام زمان في البحرين ويعيدها لسابق عهدها ولو أن هذا الطلب صعب صعب صعب ياولدي.
مقال رائع
تحية لك ياسيد ولاخوتنا في عمان الحبيبة
لم ازر عمان ولكن كل مانسمعه عن هذا الشعب الخلوق... الأخلاق الرفيعة... والسمعة الطيبة
وهذا المقال أكد لنا ذلك .....
جنة الخليج مسقط
بارك الله فيك وكأنك تسرد قصص من ليال الف ليلة وليلة واستوقفتني نسبة
أجمل ما في عمان هذا التآلف والانسجام.
هذا ما لمسناه ونحن في زيارة للشقيقة عمان فلاحظنا هذه العلاقات الاخوية نحيث لا يعرف الجار بصراحة مذهب جارة ،ونحن نسير في رجوعنا الى المنزل المضيف صار وقت فريضة الظهر واذا اخونا ينزل الى اقرب مسجد دون معرفة الى اي طائفة سالته : قال نحن في بلدنا ندخل اى مسجد قريب لتا اي الى سكننا بغض النظر عن اتباعه وهم اخوننا كذلك في المناسبات لا يوجد فرق هذا ما رأينا وعايشنا اثنا زيارتنا الى اشقائنا في مسقط ،وبهذه المناسبة نشكرهم على حسن الضيافة والوفادة،وشكرا لاخونا قاسم لقد ذكرنا بأفضل الذكريات .
أمل البحرين
ماأروع هذا المقال والله لقد اخذني الخيال كأني في غير هذا العالم اللهم ادم عليهم الامن والامان ماداموا متحابين ومتآلفين. والله لقد كنا هكذا مع الجاليات الاخرى في المنامة تخدم المآتم والحسينيات مع انهم من غير الطائفة ولكن ذوات النفوس المريضة راعاة الفتنة لهم الرب اللهم اخلي البحرين من النفوس المريضة المحرضة ليلا نهارا
مـــــوضـــــوع جــمـــيـــل
شكرا لكم : ــ بقدر ما إن موضوعكم هو عبارة عن خواطر لمسافر بقدر ما هو وضع للنقاط على الحروف .
خواطر ومشاهد وكلام نحن بامس الحاجة إليه وتفعيله . فكم هو جميل أن تحترم الطرف الاخر حتى ولو كان مختلفا معاك حتى في الشكليات . كلكم لآدم وآدم من تراب .
سيدنا تحيه الى عمان وسلطانها من المنامه واهلها
وفي صحار ومنطقه طريف بلذات وفي ليله الحادي والعشرين من رمضان مر جلاله السلطان بغته وراىء النساء تجوب الحي وتوزع الرز على البيوت فسائلهم نصيبه مما يوزع للتبرك وبعد ان اعطوه وانصرف من غير ان يعرف نفسه لاحد هرع رجال المنطقه القريبين من الموقع ليسئلوا النساء عن ما دار بينهم وبين السلطان ؟استغربت النساء ان من طلب الرز للتبرك هو سلطانهم وكان غايه في التواضع والوقار هنيئا للسطان شعبه الطيب المضياف وهنيئا للعمانيين سلطانهم وسلطنتهم والله لا يغير عليهم ..ديهي حر
ذكرتني بالذي مضي
شعب طيب ومسالم ومتآلف..نفس الاماكن زرتها في
كم نحن بحاجة
والله يا سيد موضوعك وكتاباتك جميلة ومميزة . وتبعث على الراحة النفسية . وهل الراحة كل الراحة إلا في التآلف والتقارب بين الجميع .واحترام الجميع لبعضهم البعض. (( وعبارة المأتم باقي وأنتم ذاهبون )) ــ ما أجمل إحترام العقيدة وحب أهل البيت ــ ع ــ الطرف الاخر.