العدد 3543 - السبت 19 مايو 2012م الموافق 28 جمادى الآخرة 1433هـ

البرلمان يرفض دعم المجتمع !

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

أوصت لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس النواب الموقر برفض اقتراح بقانون يقضي باستقطاع مبلغ 1 في المئة من أرباح الشركات العاملة في البحرين من أجل دعم البرامج والأنشطة الاجتماعية. وهو قرار صائب يستحق أن يقف له جميع العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية وأولهم من خدم أكثر من 40 عاماً، تعظيماً وإجلالا !

فهذا القرار الحكيم النابع من غيرة وطنية خالصة هدفها مصلحة الشركات العاملة، والمحافظة على مكتسباتها و أرباحها، حتى لا تبعثر من أرباحها فلساً أحمرَ واحداً على المجتمع البحريني الذي احتضنها ورعاها وتفاعل معها. فالمصلحة العامة يراها أعضاء اللجنة بقاء خزائن الشركات معمورة بالأرباح، حتى ولو كان على حساب الأنشطة والبرامج الاجتماعية التي يتفرَّعُ منها جوانب كثيرة من بينها رعاية الشباب .

فممثلو الشعب قلوبهم على تربُّح الشركات و نجاحها أولاً وأخيراً، حتى ولو داست على مصالح الشعب وضربت بالمصلحة العامة للمواطن البسيط المهموم عرض الحائط، على رغم أنَّهم يعلمون جيداً بأنَّ هذه الأنشطة تعاني من قلة الموارد المالية وشحتها وضعف الدعم الحكومي وإحجام الشركات عن رعاية هذه الخدمات المهمة !

فكبرى دول العالم الولايات المتحدة الأمريكية الرائدة في مجال الخدمة الاجتماعية، المتألقة في المجال الرياضي والشبابي تعمل حكومتها بالنظام الرأس مالي المعروف عنه المحافظة على رؤوس الأموال ودعم استمراريتها؛ وعلى رغم ذلك تقوم باستقطاع نسبة لا تقل عن 12 المئة من أرباح الشركات. وتخيرها ما بين إيداعها خزينة الولاية أو صرفها في مجال خدمة المجتمع؛ لذلك تفضل غالبية الشركات صرفها في المجال الاجتماعي أو الرياضي . ولم تبدِ الحكومة ندمها وأسفها على استقطاع هذه النسبة الكبيرة من أرباح الشركات، أو شعرت بأنها ستتسبَّب في خسائر أو هروب رؤوس الأموال للخارج؛ لأنها تؤمن بأنَّ هذه الشركات لولا تعاون المجتمع الأمريكي معها ما نجحت وحقَّقت أرباحاً طائلة .

الأمر نفسه تقوم به جميع دول أوروبا، والعالم المتحضر والفقير؛ حيث يعتمد بالدرجة الأولى على خلق ضرائب متنوعة على الشركات والمؤسسات وحتى الأفراد من أجل تموين الخدمات الاجتماعية، والنهوض بها . ودعم برامج وأنشطة الشباب، وبفضل ذلك شيدت مراكز علمية راقية للموهوبين واضطلعت بالبرامج الشبابية والرياضية للحفاظ على مجتمعها ورقيه؛ لأنها تعلم جيداً أهمية الخدمات الاجتماعية .

في حين تقف اللجنة البرلمانية عاجزة عن فهم هذا المفهوم المتحضر وترفض استقطاع نسبة ضئيلة لا تزيد على 1 في المئة من أرباح الشركات والمؤسسات التجارية لصالح خدمة المجتمع البحريني ودعم برامجه وأنشطته . ومن هذا المنطلق نجد أنَّ البرامج الاجتماعية بعد أنْ كانت زاهرة في المجتمع البحريني تراجعت بشكل كبير حتى أوشكت على الانتهاء.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 3543 - السبت 19 مايو 2012م الموافق 28 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:24 ص

      من هم هوءلاء البرلمانيون

      نسيت ايها الكاتب العزيز تعليق الوزيره اقوالهم وافعال بعضهم توءكد كلام الوزيره وااله هل يوجد انسان محب لوطنه يرفض هدا الموضوع والا موضوع التمييز هؤلاء من يسمون انفسهم برلمانيون ماصدقوا روحهم في يوم من الايام يحضون بهده المكانه لولا معارضة التسعينيات الشريفه التي لم يعلموا عنها شيء ولو علموا لوصفوها بالخيانه وهاهم يستمتعون بثمارها

    • زائر 2 | 7:04 ص

      مو اول مرة

      ياولد حجى على هاذول مافيهم خير فسوهم يعمى.

    • زائر 1 | 1:44 ص

      غريب أمر هؤلاء النواب

      السلام عليكم، شكرا على هذه الإثارة لهذه النقطة أستاذ عباس العالي..
      غريب أمر هؤلاء النواب، أرى أن القرارات المفيدة للناس يمنعونها ولا يمروونها..

اقرأ ايضاً