العدد 3542 - الجمعة 18 مايو 2012م الموافق 27 جمادى الآخرة 1433هـ

الثعلب العجوز هاينكيس والذئب الشاب دي ماتيو

صراع الأجيال

تشهد المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم (السبت) بين بايرن ميونيخ الألماني وتشلسي الإنجليزي على استاد «اليانز أرينا» في ميونيخ صراع الأجيال بين مدربي الفريق البافاري «الثعلب العجوز» وصاحب الخبرة يوب هاينكيس، والفريق اللندني «الذئب الشاب» الايطالي دي ماتيو الذي بدأ يصنع لنفسه اسما في القارة العجوز.

- الخبرة: الأفضلية من دون أدنى منازع لهاينكيس المدرب العجوز (67 عاما) الذي سبق له التتويج باللقب لاعبا ومدربا. هذا الهداف المحنك أحرز كل الألقاب الممكنة مع بوروسيا مونشنغلادباخ والمنتخب الألماني عندما كان عمر منافسه الايطالي 5 أعوام. يملك هاينكيس الرحالة خبرة كبيرة في مسيرته التدريبية التي بدأها ببوروسيا مونشنغلادباخ مرورا باتلتيك بلباو وريال مدريد الاسبانيين وبنفيكا البرتغالي وباير ليفركوزن الألماني وصولا إلى بايرن ميونيخ، إذ خاض 149 مباراة في الكؤوس الأوروبية أبرزها تتويجه بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد العام 1998.

في المقابل، أحرز دي ماتيو بعض الألقاب بألوان تشلسي عندما لعب في صفوفه من 1996 إلى 2002 إذ لم ينس أنصار النادي اللندني حتى الآن قتالية لاعب الوسط الايطالي الذي لم يكن موفقا مع منتخب بلاده إذ لعب 34 مباراة دولية طيلة مسيرته الاحترافية. خبرته كمدرب بدأت مع ميلتون كيينيس دونس الإنجليزي من الدرجة الثالثة ثم اشرف على تدريب وست بروميتش البيون في البريمير ليغ، قبل أن يبرز إلى الساحة من خلال تعيينه مدربا بالوكالة للنادي اللندني في فبراير/ شباط الماضي خلفا للبرتغالي اندري فيلاش بواش. تفوقه على برشلونة الاسباني حامل اللقب في دور الأربعة جعله في واجهة الساحة التدريبية.

- الشخصية: كلاهما قادر على التزام الهدوء في أي حالة، ويتفاديان معا التصريحات المدوية، خلافا للأسلوب الاستفزازي لمدرب النادي الملكي البرتغالي جوزيه مورينهو.

مع مر السنين، محا المدرب الألماني طبعه العصبي وتحول إلى شخص هادئ وبمثابة «المدرب الأب» للفريق، والذي منذ استلامه الصيف الماضي مهام الإدارة الفنية لبايرن ميونيخ للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية، نجح في بث الثقة التي كانت تغيب عن لاعبي الفريق في الأيام الأخيرة لسلفه الهولندي لويس فان غال، ويبقى ابرز مثال المهاجم الدولي الفرنسي فرانك ريبيري الذي كان شبه غائب خلال الفترة التدريبية للأخيرة قبل أن يصبح عنصرا فعالا في التشكيلة بقدوم هاينكيس وقدم احد أفضل مواسمه منذ انتقاله إلى صفوفه العام 2007 قادما من مرسيليا الفرنسي. كما يتميز هاينكيس بصفة المدرب الذي يعرف كيف يحمي لاعبيه في الأوقات الصعبة كما حصل في المشادة بين ريبيري والمهاجم الدولي الهولندي آريين روبن الشهر الماضي.

من جهته، أعاد دي ماتيو الهدوء والثقة إلى غرف ملابس البلوز بعد الاضطرابات التي شهدتها أبان فترة فيلاش-بواش الذي كان غاضبا من مخضرمي الفريق أمثال فرانك لامبارد.

دي ماتيو متواضع بطبعه لكنه يبدي ثقة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالإستراتيجية. فهو لا يتردد في الحسم في اختياراته الرياضية إلى حد إنها قد تعرضه إلى النقد. فخلال ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة أمام مضيفه بنفيكا البرتغالي عندما فاز 1/صفر، دفع دي ماتيو بتشكيلة غير متوقعة ضمت لاعبين نادرا ما لعبوا هذا الموسم بينهم الدولي العاجي سالومون كالو (مسجل هدف الفوز). وضد برشلونة، اعتمد إستراتيجية دفاعية محكمة ومنضبطة على الطريقة الإيطالية بعيدا عن الاستعراض وهي الخطة التي كانت لا محالة أدت إلى السخرية والنقد لو أنها لم تؤت ثمارها.

- المستقبل: يمكن أن يتحدد المستقبل في المباراة النهائية خصوصا بالنسبة إلى دي ماتيو. فإذا كان بإمكان دي ماتيو أن يفخر بمحصلة ايجابية للغاية من خلال الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي وانجاز التفوق على برشلونة في دور الأربعة، فان المدرب الايطالي فشل في تصحيح الوضع في الدوري. كان تشلسي يحتل المركز الخامس في البريمير ليغ لدى استلامه مهام تدريبه خلفا لفيلاش بواش، وهو أنهى الموسم في المركز السادس وبات مستقبله مع الفريق يتوقف على نجاحه في التتويج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا اليوم (السبت).

في المقابل، من غير الواضح كيف سيقرر مالك النادي اللندني الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الانفصال عن الرجل الذي قد يحقق حلمه المتمثل في التتويج بلقب المسابقة الأوروبية العريقة.

بالنسبة إلى هاينكس، سيشكل إخفاق بايرن ميونيخ في التتويج مرة جديدة ضربة نفسية أكثر منها تعاقدية. وكان هاينكيس أعلن في مارس/ آذار الماضي «لدي عقد وأنا أعمل بفكرة إنني سأبقى حتى نهايته، مؤكدا انه غير «منزعج تماما» من الشائعات التي تتحدث عن رحيل مبكر بعد خروج الفريق خالي الوفاض من المسابقات المحلية. إضافة إلى ذلك، من الصعب تخيل أن يقوم صديقه رئيس النادي البافاري أولي هونيس بإقالته مرة أخرى، وهو الذي لا يزال يصف إقالته للمرة الأولى العام 1991 «بأكبر خطأ». أما كارل هاينتس رومينيغيه فيكرر القول: «إذا كان يريد، يوب يمكن أن يبقى إلى ما بعد نهاية عقده الحالي».

العدد 3542 - الجمعة 18 مايو 2012م الموافق 27 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً