العدد 3542 - الجمعة 18 مايو 2012م الموافق 27 جمادى الآخرة 1433هـ

بايرن لتتويج تاريخي «على أرضه» أمام تشلسي المتعطش للقب

البحث عن طوق النجاة في نهائي دوري الأبطال

لن يكون نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم (السبت) مشابها لغيره من المباريات النهائية، إذ يخوض بايرن ميونيخ الألماني المباراة على ملعبه «اليانز أرينا» أمام تشلسي الإنجليزي المتعطش للقب.

درجت العادة أن يكون ملعب النهائي محايدا، إذ يختاره الاتحاد القاري قبل انطلاق البطولة، لكن بايرن قطع المشوار بنجاح نحو النهائي، وسيخوضه على ملعبه الحديث في المدينة البافارية.

ويريد بايرن أن يصبح أول فريق منذ إنتر ميلان الايطالي يحرز اللقب على ملعبه، بعد تتويج «النيراتزوري» العام 1965 على ملعب سان سيرو.

التقى الفريقان سابقا في ربع نهائي المسابقة في موسم 2004-2005، ففاز البلوز 6/5 في مجموع المباراتين، 4/2 ذهابا وخسروا 2/3 إيابا.

ويجتمع الفريقان في رغبة محو الهزيمة من المباراة النهائية في السنوات الأخيرة، بايرن أمام إنتر الايطالي 2/صفر العام 2010 في مدريد، وتشلسي أمام مواطنه مانشستر يونايتد بركلات الترجيح العام 2008 في موسكو.

كما يريد الفريقان نسيان موسمهما في الدوري المحلي، إذ حل تشلسي سادسا في البريميرليغ، وعجز بايرن عن فك شفرة دورتموند في الدوري الألماني، كما يريد لملمة جراحة بعد خسارته 2/5 في نهائي الكأس أمام دورتموند، بيد أن حسابات النهائي تختلف، وخصوصا أن بايرن أقصى من نصف النهائي العملاق الاسباني ريال مدريد ومدربه البرتغالي جوزيه مورينهو الذي قاد إنتر إلى لقب 2010.

لكن بايرن ذاق طعم الفوز في المسابقة القارية أعوام 1974 و1975 و1976 على أيام تشكيلته الذهبية والعام 2001، بيد أن تشلسي لا يزال يلهث وراء اللقب القاري الأول بعدما انفق مالكه الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الغالي والنفيس لجلب الكأس صاحبة الإذنين الكبيرتين إلى العاصمة اللندنية.

وعلى رغم موسمه المتعثر في الدوري بعد إقالة مدربه البرتغالي اندريه فيلاش بواش في مارس/ آذار الماضي، إلا أن تشلسي حقق انتفاضة رهيبة في نهاية الموسم بقيادة مساعد المدرب السابق الايطالي روبرتو دي ماتيو، فعاد إلى سكة الفوز محرزا كأس انجلترا على حساب ليفربول، والاهم انه أقصى برشلونة حامل اللقب من نصف النهائي (1/صفر و2/2) إذ تصالح مهاجمه الاسباني فرنادو توريس مع الشباك بعد استقدامه مقابل 50 مليون جنيه من ليفربول.

وستشهد المباراة مواجهات ثنائية مرتقبة، بين جناح بايرن الهولندي أرين روبن وظهير تشلسي اشلي كول، ولاعبي الوسط باستيان شفاينشتايغر وفرانك لامبارد، وظهير بايرن الدولي فيليب لام وبطل العالم الاسباني خوان ماتا.

غيابات بالجملة

يخوض الفريق اللندني المباراة في غياب المدافعين قائده جون تيري والدولي الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش ولاعبي الوسط الدولي البرتغالي راؤول ميريليش والبرازيلي راميريش بسبب الإيقاف، وعلى الأرجح المهاجم الدولي الفرنسي فلوران مالودا.

أما بايرن، فسيفتقد لثلاثي الدفاع هولغر بادشتوبر والنمسوي دافيد الابا والبرازيلي لويز غوستافو بسبب الإيقاف، ما قد يبشر بمباراة هجومية لغياب ابرز مدافعي الفريقين.

وأعلن مدافع تشلسي غاري كاهيل انه سيكون «جاهزا» لخوض النهائي والحلول بدلا من تيري بعد ابلاله من إصابة عضلية في فخذه.

وقال الدولي الإنجليزي الذي أصيب في إياب نصف النهائي ضد برشلونة في 24 ابريل/ نيسان الماضي: «سأكون جاهزا. أنا سعيد لشفائي بهذه السرعة».

ويتوقع أن يلعب كاهيل إلى جانب البرازيلي دافيد لويز الذي عانى أيضا من إصابة في الفترة الأخيرة.

وقال لويز إنه سيكون على ما يرام أيضا وجاهزا للمشاركة بعدما غاب عن الملاعب لنحو شهر بسبب الإصابة. وأوضح لويز «كنت سعيدا للغاية بعودتي إلى التدريبات وخوضها جميعا في الأيام الماضية. جميع اللاعبين في كل أنحاء العالم يرغبون في خوض المباراة النهائية لدوري الأبطال».

وفي ظل غياب تيري، سيحمل مخضرم آخر شارة القائد هو لاعب الوسط المخضرم فرانك لامبارد (33 عاما)، المبعد من قبل لفيلاش بواش والعائد إلى الأمجاد مع دي ماتيو، وخصوصا بعدما لعب دورا محوريا في قلب تأخره أمام نابولي الايطالي.

دروغبا ماكينة لا تعرف الكلل

يعتمد تشلسي هجوميا على العاجي ديدييه دروغبا الذي يمر في فترة مميزة بعدما دار الحديث عن تخلي تشلسي عنه بسبب تقدمه في العمر، وهو يريد الثأر لنفسه بعدما طرد في نهائي 2008 لضربه مدافع يونايتد الصربي نيمانيا فيديتش في الوقت الإضافي.

وقال دروغبا (34 عاما): «بعد موسكو، اعتقد معظمنا اننا سنبلغ النهائي في العام التالي. لكن من الواضح ان بلوغ النهائي صعب للغاية».

ويحتاج دي ماتيو إلى اتخاذ قرار آخر بشأن قيادة الهجوم في هذه المباراة وما إذا كان سيعتمد على الإيفواري ديدييه دروغبا أم الاسباني فيرناندو توريس. ويحظى دروغبا بترشيحات أكبر للمشاركة في المباراة مع الاحتفاظ بتوريس كورقة رابحة على مقاعد البدلاء للدفع بها وقت الحاجة مثلما فعل دي ماتيو في مباراة الإياب أمام برشلونة وكان لذلك أثر كبير في عبور الفريق الإنجليزي إلى المباراة النهائية. وإذا بدأ توريس المباراة على مقاعد البدلاء، قد يلعب دانيال ستوريدج بجوار دروغبا.

دي ماتيو البديل الخارق

وأكد مدرب تشلسي المؤقت دي ماتيو أن فريقه «يستعد لخوض مباراة ستدخله التاريخ».

وقال دي ماتيو الذي استبعد مسألة التحدث عن مستقبله مع النادي اللندني: «إن هذه المباراة ستقرر تاريخ تشلسي. قد يكون فوزه الأول بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا. فهذا كل ما يهم ونحن نركز بشكل كامل على ذلك».

وأكد دي ماتيو (41 عاما) بأنه سيوافق «من دون أية مشكلة» على عدم تثبيته في منصبه حتى في حال الفوز السبت وانه لم يجد الوقت لبحث مستقبله مع مالك النادي ابراموفيتش.

وأشار دي ماتيو إلى أن لاعبيه «يملكون الخبرة الكافية للفوز» حتى لو أن بايرن ميونيخ هو المرشح كونه يلعب بين جماهيره.

وأضاف «هم يعرفون الملعب وهذا الشيء يمكن أن يساعدهم، لكن من جهة أخرى سيواجهون ضغوطا أكثر شيئا ما مقارنة معنا لأنهم يلعبون على أرضهم».

وفي معرض رده عن سؤال حول ما إذا كان أساسيا فرض رقابة على المهاجمين الدوليين الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي روبن، قال دي ماتيو: «إن الأمر لن يكون سهلا هكذا»، مضيفا «إنهم يملكون لاعبين كبارا عدة. (ماريو) غوميز خطير، و(توماس) مولر خطير، و(باستيان) شفاينشتايغر أيضا».

ريبيري لتعويض 2010

في الطرف البافاري، اعتبر الجناح الفرنسي فرانك ريبيري ان تشلسي الإنجليزي أقوى تكتيكيا من برشلونة الاسباني، وحذر زملاءه من الاستخفاف بالتهديد الذي قد يشكله رجال دي ماتيو.

وأكد ريبيري إن المباراة «ستكون الأهم في مسيرتي الاحترافية».

ويحقق ريبيري (29 عاما) أفضل موسم له مع الفريق البافاري منذ انضمامه إلى صفوفه العام 2007 (12 هدفا و21 تمريرة حاسمة) قادما من مرسيليا، بيد انه فشل حتى الآن بالظهور بالمستوى ذاته مع منتخب بلاده.

واعتبر الجناح الهولندي آريين روبن انه جاهز لخوض المواجهة على رغم غيابه عن تمارين الأسبوع الماضي بسبب الرشح، كما قال انه يتعين على فريقه محو آثار الخسارة المذلة أمام بوروسيا دورتموند في نهائي الكأس.

وقال روبن (28 عاما) صاحب التسديدات القاتلة بقدمه اليسرى: «يجب أن نفوز على تشلسي الأسبوع المقبل وحينها يمكن أن ننسى خسارتنا أمام دورتموند».

وشارك روبن، الذي حمل ألوان تشلسي بين 2004 و2007، أمس الأول (الخميس) لمدة 45 دقيقة في التمارين وقال انه سيخلد إلى النوم باكرا كي يكون جاهزا للمواجهة.

وأكد حارس مرمى بايرن مانويل نوير أنه وزملاءه لا يستطيعون الانتظار حتى موعد المباراة مشيرا إلى أن الفريق يزداد تركيزا في كل ساعة كما تتزايد توقعات الجميع بتحقيق الفوز على تشلسي. وأوضح نوير «هذه المباراة هي أبرز محطاتنا في الموسم الحالي. ولذلك نتطلع جميعا لهذه المباراة. أتمنى أن نظهر على أرض الملعب مدى رغبتنا في تقديم عرض جيد». وقال مهاجم بايرن ماريو غوميز: «أعتقد أننا جميعا ندرك أن هذه المباراة تمثل شيئا خاصا بالنسبة للفريق».

بروينسا حكما للنهائي

وأوكل الاتحاد الأوروبي (اليويفا) إلى البرتغالي بدرو بروينسا (41 عاما) إدارة المباراة النهائية. وكان بروينسا استهل مسيرته التحكيمية العام 2003 وأدار 5 مباريات هذا الموسم في دوري الأبطال بينها مباراة مرسيليا الفرنسي وانتر ميلان الايطالي.

وسيعاونه في مهمته مواطناه برتينو ميراندا وريكاردو سانتوس، أما الحكم الرابع فهو الاسباني كارلوس فيلاسكو كاربايو. أما الحكمان الإضافيان فهما البرتغاليان جورجي سوزا ودوارتي غوميش.

وتبث المباراة تلفزيونيا إلى 200 دولة وينتظر أن يشاهد البث المباشر نحو 200 مليون شخص. وحصل نحو 2000 صحافي من كل أنحاء العالم على تصاريح حضور المباراة. وقال أسطورة كرة القدم الألماني الرئيس السابق لبايرن فرانز بيكنباور، إن فوز الفريق البافاري بمباراة اليوم سيكون أكبر إنجاز في تاريخ النادي.


اللقب «محتار» بين بايرن وتشلسي

يتواجه بايرن ميونيخ الألماني وتشلسي الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما خالفا كل التوقعات التي انتظرت تواجد ريال مدريد وبرشلونة في النهائي القاري.

هجوم الفريقين متقارب

تظهر الأرقام تقارب قوة خطي هجوم الفريقين بشكل كبير، على رغم اعتماد تشلسي على الدفاع في الكثير من المباريات، إضافة إلى لعبه بمهاجم واحد منذ استلام دي ماتيو دفة القيادة.

فقد استطاع هجوم بايرن ميونيخ تسجيل 25 هدفاً في 12 لقاء، بعد عدم احتساب اللقاءين اللذين خاضهما الفريق البافاري أكثر من تشلسي في الأدوار التمهيدية.

في حين استطاع هجوم البلوز اللندني تسجيل 24 هدفاً في 12 لقاء، وصل بها إلى نهائي الأبطال كان أهمها ربما هدف العاجي ديديه دروغبا في مرمى برشلونة في لقاء ذهاب نصف النهائي.

والدفاع أيضاً...

وتظهر أيضاً الأهداف المسجلة في مرمى الفريقين تقارباً كبيراً بينهما، إذ استقبلت شباك مانويل نوير 9 أهداف، في حين استقبلت شباك بيتر تشيك 11 هدفاً، على رغم أن الفريقين واجها أقوى خطوط الهجوم في أوروبا وعلى رأسهما ريال مدريد وبرشلونة.

وقد يعود سبب التقارب بينهما في الخطوط الخلفية إلى تواجد الحارسين المميزين مانويل نوير في بايرن ميونيخ وبيتر تشيك في تشلسي، باعتبارهما من أفضل حراس المرمى في العالم حالياً.

بايرن قوي على أرضه وتشلسي كذلك

حقق الفريق البافاري 6 انتصارات من أصل 6 خاضها في البطولة في معقله اليانز أرينا، وهذا يظهر قوته على أرضه وبين جماهيره ما يصعب مهمة تشلسي في لقاء النهائي الذي يقام في أرض بايرن.

وبالمثل فاز تشلسي في كل المباريات التي خاضها على أرضه، لكن سجله خارج الأرض مقلق بعض الشيء بعد خسارته في لقاءين أمام نابولي وليفركوزن وتعادله في لقاءين أمام جينك وفالنسيا.

من يحسم النهائي؟

وبهذا تظهر الأرقام أن اللقاء سيكون صعباً ومن الصعب التكهن بالنتيجة على رغم وجود أفضلية طفيفة لصالح أصحاب الأرض، الفريق البافاري الذي يبحث عن لقبه الخامس في البطولة في حين يتلمس الفريق اللندني طريق لقبه الأول.

العدد 3542 - الجمعة 18 مايو 2012م الموافق 27 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً