الأمراض النفسية أحد إنجازات العصر الراهن، وأكثر الأمراض حيرةً بين علماء النفس مرض «انفصام الشخصية».
بدأ توصيف هذا المرض في نهاية القرن الثامن عشر، لكن التوصيف الأوضح كان من قبل الألماني كربلين العام 1896، ويعتبر أول من وصفه بصورته الحديثة، وأطلق عليه مرض «الخرف المبكر»، وظلّ يحمل هذا الاسم حتى جاء طبيب نفسي سويسري هو يوجن بلوير العام 1911 وأطلق عليه الفصام (شيزوفرينيا)، ومازال يستخدم حتى الآن.
موقفان قامت بهما السفارة الأميركية في البحرين، كشفا عن حقيقة انفصام الشخصية لدى بعض من يرون في أنفسهم ساسةً أو محللين سياسيين، أو من أوجدتهم «الفزعة» ليكونوا ساسة، الذين يمكن أن نقول عنهم مرضى بـ «الخرف السياسي المبكّر جداً».
الموقف الأول بتاريخ (25 مارس/ آذار 2012)، حين قامت نائب السفير الأميركي لدى البحرين ستيفاني وليامز، بزيارة لرجال الشرطة الذين يتلقون العلاج في مجمع السلمانية الطبي إثر تعرضهم لإصابات بالحروق جرّاء اعتداء مجموعةٍ عليهم بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) أثناء تأدية واجب.
لقي هذا الموقف ترحيباً رسمياً وإعلامياً، واستحق بيانات إشادة وتأييد لما تحمله من معانٍ إنسانية، وبث عبر التلفزيون، ورأى فيه أنه تأكيد لروح العلاقة الحقيقية التي تربط البلدين الشقيقين، وصاحب ذلك جملة كبيرة من الأعمدة الصحافية المؤيدة للزيارة.
الموقف الثاني بتاريخ (11 مايو/ أيار 2012)، إذ قام وفد أميركي بزيارة الصالة الرياضية التابعة للنائب أسامة مهنا التميمي التي تعرضت لإطلاق نارٍ من قبل «مجهولين»، رأى فيها النائب أنه كان المقصود ضمن محاولة «اغتيال سياسية»، ووصفته الأجهزة الأمنية بـ «عمل إرهابي».
ذاتهم من أشادوا بالموقف الأول، واعتبروه جزءًا من متانة العلاقات بين البلدين، هم من استنكروا الموقف الثاني، واعتبروه تدخلاً في الشئون الداخلية للبلد! ولا علاقة له أبداً بأية دواعٍ إنسانية! فالنائب أسامة مهنا الذي أطلقت على صالته نحو 30 طلقة، ربما لم يكن مسجلاً لديهم على أنه «إنسان» يستحق مثل هذه الزيارات الإنسانية التي تقوم بها السفارة الأميركية والتي يجب أن تكون بجدولة رسمية، بموافقة من قبل أطراف معينة «لا يعجبها العجب ولا حتى الصيام في رجب»!
بالطبع هذه الجهات طالبت بضرورة وضع حدٍّ لهذه التصرفات غير السليمة وغير السوية التي تخرق الأعراف الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية، وتسيء للعلاقات الأخوية، لا أنها فقط جاءت مخالفة لآرائهم وأمزجتهم التي تعاني من انفصام حقيقي في الشخصية وفي فهم اللعبة السياسية.
من يعانون الانفصام في مجتمعنا كثر، ومخيلتهم واسعة وخصبة، فزيارة وفد السفارة الأميركية لنائب برلماني وسياسي تعرّض لهجوم مسلح يأتي في نظرهم ضمن أجندة ومخطط «أميروفاقي» (اختصاراً لأميركا والوفاق)، إذ وجد منظّرو العصر أن الزيارة لا تحتمل أكثر من هذا التفسير، الذي كشف عن مخطط سري «أميركي وفاقي وتميمي» (نسبةً لعائلة النائب الكريمة). ولا نعلم لماذا أقحمت «الوفاق» في الموضوع، وطالبوا السفارة بردود شافية، يمكن أن تشفيهم من أمراضهم النفسية!
بينما زيارة الوفد ذاته للمصابين من رجال الأمن، لا يمكن أبداً أن تحمل أي نوع من أنواع الأجندات السياسية، بل كانت ضمن المهمات الإنسانية الكبرى التي تقوم بها الإدارة الأميركية في عدة عواصم عربية وعالمية.
مازلت أذكر ندوة شهيرة لقائد في «معارضة المعارضة» عندما وصف أي لقاء مع وفود أميركية أو أجنبية بأنه ارتهان للخارج وعمالةٌ للغرب، وبعد دقيقةٍ واحدةٍ يقول «كنا على تواصل مع الأميركان، الذين أصبحوا يتبادلون معنا اللقاءات ووجهات النظر»!
يا لسخرية القدر، ويا لضحالة عقول بعض البشر، الذين يعتقدون في عقولهم المريضة أن الناس مجرد بقر، يمكن أن يلعب بهم من خلال أفكارٍ عفا عليها الدهر. اللهم اشفها بشفائك وداوها بدوائك وعافها من بلائك يا أرحم الراحمين.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 3542 - الجمعة 18 مايو 2012م الموافق 27 جمادى الآخرة 1433هـ
هاني والله عجبتني
بصراحة انا من اشد العجبين في اعمدتك و بدون مبالغة اقولك .. انت مبدع بغض النظر ان كنت اتفق وياك او ما اتفق وياك .. يوميا اقرا اعمدتك اقعد اضحك و اعيش حيرة في نفسي، اقول شلوون يفكروون ذلين؟ وين مخوخهم؟ و اقعد اضحك و اضحك و اضحك! ومرة وحدة بعد الضحك اصيح!! تدري ليش؟! اقول كل اللي يسوونه هذا بالضبط اللي يسمونه الدكتاتورية و اللي جاثم على صدور هالمواطنين الفقارى! .... و عجبتني معارضة المعارضة هههه شكرا لك :)
اللبيب بالاشارة يفهمو
في ناس وين المصلحه وين لفلوس وين المناصب يركض وتتغير افكاره
خرف وجهل
احد النواب المفترض ان يكون رآيه ميال الى الشعب وفي احدى البرامج الحوارية اتهم المنظمات الحقوقية بانها دكاكين والسؤال اذا كانت المنظمات الحقوقية دكاكين لماذا لا يحاسب الحكومه التي وقعت مع هذة المنظمات ويطالب على الاقل اما بتجميد او سحب عضويتها من هذة المنظمات
هؤلاء يشاهدون الأشياء من أحذيتهم
تخيّل عزيزي هاني، لو قيل لنا: "البقرات يلعبن الشطرنج وهن جالسات على أعمدة التغراف!!"..قطعاً لن يصدق أحدهم ما يقوله، لكنهم يريدوننا أن تصديق ما يقولونه..قمة المأساة يا ولد الفردان ليس من يطرح هذه الخرافات لغرض ما في قلب يعقوب.
مقالك رائع وذمت لنصرة الكلمة الحرة!!
شكرا لقلمك الأمين.. حفظك ربي وسددك
نعم لقد انقلبت المعايير في زمن ألا معايير ولا قيم وسقطت الأقنعة ولل الحمد، عزيزي ماكان لل يبقى وما كان للناس يتلاشى ولن يصح الا الصحيح والعاقبة للمتقين.. نسأل الل العافية لنا وللمؤمنين وشكرا لكم وللامام دائما
الحقيقة لمن يريدها
ما يرمي له هؤلاء المرضى ( بالخرف السياسي ) هو ان أي تحرك من أي جهة في الدنيا يتصل من قريب او بعيد للمعارضة او شارعها او من يتعاطف معها او قريب منها او يلتقي بشيء مما تقول فهو عمل غير انساني وخائن ومؤامرة ويجب وضع حد له ، بينما هم ( معارضة المعارضة ) يسبحون بحمد امريكا ويلتقون معها ويأخذون الصور التذكارية ، اليوم الناس ليسوا كالسابق الوعي لدى صغيرنا قبل كبيرنا كل شيء بات موثقا وليلعبوا على ضعاف النفوس أما نحن فلن تمر علينا تلك الخزعبلات وان كانت من زعيم ( معارضة المعارضة )
خلف جبدي والدالفردان
هذا مثل اللي يقول اما تكون معنا والا انت ارهابي
كونوا أحرار في دنياكم
هؤلاء يصفقون ويزغردون عندما يطلب منهم ذلك طمعاً في إكرامية هنا وصدقة أو هبة هناك فلا يستحيون ان انتقصوا حق أحد بالأمس يقولون لن نسمح لأحد ان يهمشنا واليوم يريدون ان يهمشوا غيرهم في قرار مصيري، ولا يكتفون او تشبع بطونهم من الإكراميات والصدقات فقط فحتى ان وجدت الغنائم لهم انقضوا عليها واستحوذوها فمن هو الذي يقصي الطرف الآخر؟
الله كريم
لكل داء دواء الا ........... اعيت من يداويها.
سياسة شبيك لبيك حصد الغنائم بين ايديك
كل من لا يعجبهم رأيه فهو خائن وإيراني وصفوي وغيرها من من الألقاب التي ينعتونه بها لدرجة ان بعضهم تصل فيه الدناءة الى الشتم والتطاول على العرض بالقول والإشارة وان كان على العلن.
ياااكريم
صدقني اخي اول مقال اقراه مقالك ,, الله يعافيكم ويعطيكم القوة وطولة العمر وتنورونا وتفهمونا اكثر واكثر لان فيه اشياء مانفهمها الا من كتاباتكم النيرة ,, يسلمووا ياخ هاني
زهايمر سياسي
الجماعة يعانون من الزهايمر السياسي قبل ان يدخلوا فيه
رموت كنترول ليس الأ ..!!
هذه الجماعات تدار بالرموت كنترول لا تخرج ولا تصرح في العلن الا عندما يطلب منها ,, والرموت كما تعرفون عندما تنتهي منه صلاحيه البطاريه يتطلب أستبدالها يعني بالعربي الفصيح من يدفع أكثر ......
الله يشفيهم
مرضهم عقلي و يحتاج لعلاج فهم كل يوم في حال !
في تصريح لبعضهم في مقابله صحفيه كشف عن مؤامر إيرانية أمريكية على البحرين و بدعم بريطاني و هذا الأسبوع له مقابلات مع شخصيات أمريكية و بريطانيه في جميع الصحف !!! هذا هو الإنفصام في الشخصية بعينه
«معارضة المعارضة» !!!!!
نشرت دراسة في مجلة Foreign Policy مؤخراً تصف معارضة المعارضة بالمعارضة الموالية!! اي loyalist opposition وهذه تعابير سياسية دخلت الخطاب السياسي ولحالة البحرين السبق في ذلك!!
الخرف السياسي أو إنفصام الشخصية هو رؤية الأشياء بالمقلوب..!!
وكما جاء في عمود الأخ مالك لهذا اليوم:
لا تستغرب! فكل شيء بالمقلوب! تقول له أريد ديمقراطية وإعادة الحقوق ومعاملة الجميع وفق مبدأ المواطنة والكفاءة والمساواة، فتنعكس الصورة للطرف الآخر فيرد عليك: صفوي، عميل أميركي، مؤامرة خارجية، إرهاب وكباب! كل ذلك لأن الصورة لديه بالمقلوب!
مقال رائع
يا لسخرية القدر، ويا لضحالة عقول بعض البشر، الذين يعتقدون في عقولهم المريضة أن الناس مجرد بقر، يمكن أن يلعب بهم من خلال أفكارٍ عفا عليها الدهر. اللهم اشفها بشفائك وداوها بدوائك وعافها من بلائك يا أرحم الراحمين.
ان عقول بعض البشر الذي تتحدث عنهم يا اخ هاني هم من يلهثون وراء المناصاب وبريق الدينار لا غير
زهايمر سياسي
الجماعة يعانون من الزهايمر السياسي قبل ان يدخلوا فيه
ذاك سلاح الضعيف الخائف
الخائف الضعيف يقلب أو على استعداد لقلب الحقائق حيث يشعر بالامان والقوة وهذا امر طبيعي
فالضعف والخوف يجران الى هكذا سلوك يضاف له
الخرف المبكر
يسلموا
يعطيك العافية يا زلمة
سنابسيون
اللله يستجيب لدعائك ويطيبون من هذا المرض فنحن وهم في امس الحاجة لشفاءهم