العدد 3541 - الخميس 17 مايو 2012م الموافق 26 جمادى الآخرة 1433هـ

أين ذهب «ميثاق الشرف الصحافي»؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

المراقبون للوضع البحريني متفاجئون بعودة الحملات الإعلامية والتحريض عى الكراهية وتوزيع الإتهامات جزافاً، وهي جميعاً قد أدانها تقرير بسيوني في 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2011. وبعد تلك الإدانة الدولية سمعنا عن وعود بإطلاق التعددية في الإعلام، وقيل ان الحل السحري يكمن في ميثاق الشرف الصحافي الذي تم إطلاقه لإثبات ان كل شئ قد أصبح على مايرام.

لا يقتصر الأمر فقط على نشر تقارير «يوتيوب» والطلب من المشاهدين التعرف على من تبث صورهم، ولايرتبط الأمر بنشر صور مثيرة؛ كما لا يقتصر على اعتماد سياق منحاز بصورة مسبقة ضد أشخاص وجماعات وفئات معينة من أبناء الوطن، وتبنٍٍ للتهم الموجّهة ضدهم بالجملة، وعلى طريقة المزاد العلني.

فيما مضى، كان من الممكن إرجاع ذلك إلى ضعف الثقافة الحقوقية في البحرين، وعدم الاهتمام بمراعاة النواحي القانونية والأخلاقية، أما في العقد الأخير؛ فقد شهدنا نهضةً حقوقيةً كبيرةً فيما نظن، عرف خلالها المواطن العادي مفاهيم حقوق الإنسان، بينما يصر البعض في العيش في عصور مظلمة تملأها الأحقاد وتنطلق على أسس جاهلية.

إنها مسألةٌ أخلاقيةٌ وحقوقيةٌ، تدل على ما وصل إليه المجتمع (الصحافي في هذه الحالة)، من درجة غير حضارية في احترام لحقوق الإنسان. وهي من ضمن أخلاقيات الصحافة التي تتضمنها مواثيق الشرف العالمية.

ليس من أدوار الصحافة أن تعمل محققاً جنائيّاً أو قاضياً أو تتبنى الروايات الرسمية. بل عليها أن تنقل الخبر دون تشهيرٍ، أو إثارة زوابع من أجل أهداف وأجندات سياسية.

كان من الممكن التماس العذر للبعض قبل عقود، بجهلهم بالحقوق الأساسية للمواطنين، أما مع وجود العديد من مراكز وجمعيات حقوقية مستقلة أو مقرّبة من الحكومة، ومع وجود وزارة مختصة بحقوق الإنسان، فلم يكن طبيعيّاً الوقوع مجدداً في الأخطاء التي كان ينتقدنا بسببها المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية، وفي مقدمتها التشهير بالمواطنين واعتماد منهج يحرض على كراهية الآخر وعدم الإعتراف بوجوده.

إن العالم الحديث ينظر إلى المواطن اليوم، باعتباره بشراً له كرامته التي يجب أن تحفظ، وحقوقه التي يجب أن تصان. والاستمرار في النهج القديم بنشر صور المواطنين (المتهمين حتى الآن) لم يعد مقبولاً على المستوى الدولي، ومحاولة التهرّب من هذا الاستحقاق بالقول إنه تم بإذنٍ من هذه الجهة الرسمية أو تلك، لم يعد حجةً مقبولةً في عالم اليوم.

في يناير الماضي، دعت بعض المؤسسات الصحافية إلى التوقيع على ميثاق الشرف الصحافي، وأقيمت احتفاليةٌ خاصةٌ. فلماذا لم يلتزم الموقعون بأبسط بنوده، التي تنص على ضرورة احترام حقوق الانسان وحفظ كرامته وعدم تشويه سمعته بنشر صورته كمتهم قبل أن يقول القضاء كلمته؟

وقبل أسابيع تم التوقيع على اتفاقية لإعداد مشروع «ميثاق شرف إعلامي»، يقوم على «توحيد مفاهيم وسلوكات الأداء والحوار والتواصل الإعلامي، على أساس المبادئ والقيم المهنية»، واعتبر ذلك من «المبادرات الاستراتيجية للارتقاء بجودة الأداء الإعلامي»... فلماذا هذه المخالفة الجماعية لأبسط المبادئ المهنية والقيم الأخلاقية وبنود (Ethics code)؟ وكيف تبخرت فجأةً مواثيق الشرف في الهواء؟.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3541 - الخميس 17 مايو 2012م الموافق 26 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 7:29 ص

      سنابسيون

      ومن قال لك ان الكتاب هم من يكتبون !!؟؟؟البعض منهم يضع توقيعه على المقال فقط ولا يدري بما هو مكتوب هذه هي الحقيقه التي يعلمها حتى الطفل

    • زائر 15 | 6:00 ص

      مواثيق الشرف الصحفي

      الشرف مثله مثل غيره من المنظومة الانسانية الراقية التي يجب أن تستقر في قلوب و عقول من يحترمها .. أما اذا تحولت الى سظور تسجلها المصالح و الارتزاق بعيدا عن مضامينها فانها لا تخلو عن كونها وسائل رخيصة للوصولية في ظل رأسمالية متغولة تشتري الكلمة بثمن بخس و تبيعها في سوق النخاسة ، مهما ألبسوها لباس الشرف و الآمانة فهي منها براء .. ( هذا ينطبق على بعض الصحف و ليس على الملتزم منها و القابض على الجمر رغم الحصار و المحاربة غير الشريفة ) !!

    • زائر 14 | 4:44 ص

      انما الامم لها ميثاق فأين .. الاخلاق؟ ..

      اختلف الباحثون عن عمل في أيهما أولى الاستعداد للعمل أم ايجاد العمل؟
      وهنا نجد المشترك في الاستعداد والايجاد - الباحث عن العمل، أما المشترك الخارجي ففي صاحب العمل والعمل.
      لكن المسألة تختلف في ايجاد العلاقة بين الميثاق والاخلاق؟
      فهل للمواثيق فعل كالسحر لاعادة الاخلاق متى ما ذهبت؟

    • زائر 13 | 4:06 ص

      جيفري

      لحد الآن روح الانتقام موجودة...

      ما أراه الآن هو:

      أناس تحمل حقداً لتنتقم ويدعمها مسئولين في البلد ويساعدها إعلام رسمي وتنشرها صحفٌ رسمية

    • زائر 12 | 3:55 ص

      من تطبع على شئ يصعب تركه ( نونو الصغير )

      من كان هذا نهجه في التعامل مع البشر فكيف تريده تركه وان جاء عارض اوقفه لبرهة فلا بد ان يعود الا في حال وادة ان يبتعد الشخص المتتطبع بهذا الطبع او بالأدق ابتعاد من ليس اهلا لتلك المواثيق ( مواثيق الشرف الصحفي ) لتبني اساسا جديدا خال من الحقد والكراهية أما بوجود نفس الأشخاص الذين ادانهم التقرير فلن يتغبر شيئ اذا كان الجسم غير نظيف ولبست أفضل الثياب وأغلاها ثمنا فبعد فترة قصيرة ستخرج رائحة الجسد أما اذا كان نظيفا ولبست أرخص الملابس ثمنا فسيقبل عليك الناس لأن بدن نظيف معطر .

    • زائر 11 | 3:24 ص

      شرف؟

      شلون الشرف يتبخر وهو اصلا مو موجود؟

    • زائر 10 | 2:46 ص

      المراقبون للوضع البحريني متفاجئون بعودة الحملات الإعلامية والتحريض!!! وأين المفاجأة ؟!

      وجود وزارة مختصة بحقوق الإنسان
      ليس من أدوار الصحافة أن تعمل محققاً جنائيّاً
      وكيف تبخرت فجأةً مواثيق الشرف في الهواء؟.
      وهل ترى فعلا ان الوزارة المعنية مهتمة؟ وهل تعتبر مالدينا صحافة بالمفهوم المهني؟ وأي مواثيق شرف يتم الحديث عنها؟

    • زائر 9 | 2:39 ص

      أين ذهب «ميثاق الشرف الصحافي»؟

      ظل شرف صحفي بعد امس...... روحوا شوفوا بعض الصحف شلون تستقبل ردود على متهمين السلطه قالت ان المتهم بريئ حتى تثبت برائته....... ما ظل سب و لا شتم و لاتخوين الا كتبواه وبعدين يقولون حملات للوحده و اللحمة الوطنيه...بس كذب يا شعشبونه سمعت ودم الاوادم مو لعبه عند فلان و علان كلش عاد طفح الكيل الى متى المماطله و المراوغه خلاص استحوا

    • زائر 8 | 2:16 ص

      جواب على عنوان المقال

      انا في رآيي الشخصي انه لا يوجد اصلا ميثاق شرف حتى نسأل اين ذهب لان الميثاق يعني اللالتزام بالمعاهدات والمواثيق وعدم العبث بها لمصلحه شخصية

    • زائر 6 | 1:30 ص

      الكراهية خطاب الشيطان و الحب خطاب الدين

      كلما وردت عبارة "جماعات وفئات معينة من أبناء الوطن" او الآخر فيمكنك استبدالها بالمواطنيين الشيعة ليكون المعنى اكثر دقة - للاسف اصبح المواطنيين الشيعة يتعرضون لازدراء عقائدهم و طائفتهم علانية في حملة كراهية مركزة .

    • زائر 5 | 1:26 ص

      ميثاق شرف

      المبرر في عرض صور مواطنين هو موافقة النيابة العامة ، هذا المبرر الجاهل يشبه المبرر بان الشعب البحريني صوت على الاتحاد الخليجي عندما صوت على الميثاق، كلاهما قمة الذكاء !! يا أمة ضحكت من جهلها الامم

    • زائر 4 | 1:23 ص

      صباح الخير سيدنا

      عاد سيدنا انت نجم في الاعلام المقري ولكن من عاش ايام الاعلام المسموع وبرنامج مايطلبه المستمعون بلتحديد يتذكر اغنيه كان الطلب عليها كبير وتقول كلماتها اثاري كلما قلتي كلام في كلام يويلي مابقى صاحب وعلى الدنيا السلام سيدنا عندما ترى وتسمع كل يوم والثاني عن توقيع ميثاق شرف تاكد ان الشرف ضاع في مهب الريح وبعدين كيف تطلب من انسان ان يوقع ميثاق شرف وهو فاقد الشرف اصلا اتقول جدتي ياسيد خل المساجد للعباد تسكنها ام المظليين لادنيا ولا دين الشرف الصحفي كاللبن المسكوب والجماعه يتباكون عليه ..ديهي حر

    • زائر 3 | 1:04 ص

      يا أستاذ

      هؤلاء ما يسمون بالصحافيين يقتاتون من آلام الآخرين
      أما بالنسبة لحقوق الإنسان فالخواجة ونبيل وزينب وبقية الحقوقيين هم علموا الناس معاني حقوق الإنسان، بينما السلطة علمت الناس معاني الكراهية والانتهاكات

    • زائر 2 | 11:45 م

      شكراً أستاد قاسم

      أما بخصوص نشر الصور في الصحف المئجوره. فنحنوا ننظرألى كل من نشرت صورهم أنهم أشرف الناس وأما بخصوص تلفزيون العوره فلقد تعودنا عليه مند التسعنيات أما رقص وأما سب وقذف لا يوجد عندهم إلا دان وادان ودانه وسب

    • زائر 1 | 11:39 م

      السمع والطاعة

      لم يتغير شيء يا سيدنا الكريم العقلية القديمه لا زالت موجودة وفبل هذا وذاك هم مأمورين بالسمع والطاعة

اقرأ ايضاً