العدد 3541 - الخميس 17 مايو 2012م الموافق 26 جمادى الآخرة 1433هـ

البحرين يجب ألا تخشى «مجتمع المعلومات»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في العام 2005، انعقدت أول قمة للمؤتمر العالمي لمجتمع المعلومات في تونس... حينها كانت البحرين واحدة من الدول التي تفتخر بمشاركتها في هذا المؤتمر. لكن اهتمام البحرين بقمة العام 2012 للمؤتمر العالمي لمجتمع المعلومات المنعقدة في جنيف على مدى أربعة أيام هذا الأسبوع، لا يُذكر ولا يمكن مقارنته بالأعوام الماضية.

العالم احتفل باليوم العالمي لمجتمع المعلومات في (17 مايو / أيار)، ولعلنا في البحرين أصبحت أولوياتنا تختلف الآن، ولم تعد قضايا استراتيجية تهمنا كما كان في السابق. ولعل الشخصيات الفاعلة بشكل استراتيجي في قطاع المعلومات ليس لها صوت، وأحد الفاعلين هو الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنظيم العمل المرحوم علي رضي الذي توفي في (13 أبريل/ نيسان 2012)، وكان من أهم البحرينيين المميزين في قطاع تقنية المعلومات، ولكن البحرين حُرمت من قدراته العام الماضي، قبل ان يلتحق إلى الرفيق الأعلى.

كتبت مقالاً في 2005 قبيل انعقاد القمة الأولى لمجتمع المعلومات، وقلت فيه إن من المفارقات أن واحداً من أكبر المنظرين للمجتمع المعلوماتي والمعرفي، المفكر الأميركي «بيتر دركر» توفي قبيل انعقاد ذلك المؤتمر بأيام (في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005)، ولم يشهد كيف أن قادة العالم توصلوا إلى الأفكار ذاتها التي كان يتحدث عنها قبل أكثر من ثلاثة عقود من انعقاد القمة.

وكان بيتر دركر يقول أيضاً إن «الثورة المعلوماتية» ستغير المفاهيم في كل مجال من مجالات الحياة، وإن عصر «الدولة القومية» بمفهومها القديم ولى إلى غير عودة بسبب «ثورة المعلومات الصامتة». وقال إن البلدان والشركات التي ستنجح في العصر الحالي؛ هي تلك التي تتقدم في «إنتاجية المعرفة»، بمعنى القدرة على خلق المعرفة، اكتسابها، تخزينها، تطويرها، وتشغيلها على أرض الواقع.

واليوم نشهد كيف أن مواقع التواصل الاجتماعي التي انطلقت في السنوات القليلة الماضية؛ بدأت تغير مفاهيم السياسة والاجتماع، وتملأ الفراغ الذي أحدثه غياب مؤسسات المجتمع المدني المستقلة، وكيف أن هذه المواقع أصبحت لاعباً رئيسياًّ في أحداث الربيع العربي في 2011.

كانت أول قمة لمجتمع المعلومات قد عقدت في تونس في 2005، والربيع العربي انطلق من تونس أولاً في 2011... وهذا يبين لنا دوراً استراتيجياًّ لتقنية المعلومات في تمكين مجتمعات من القيام بدورهم والتعبير عن آرائهم فيما يخصهم من الشئون العامة.

وقد ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة له بمناسبة انعقاد قمة 2012 أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لها دور محوري آخر، وذلك «في مساعدة البلدان والشعوب في التغلب على الفقر والجوع والمرض، ففي السنوات الأخيرة؛ كانت هناك ثورة في الإبداع التكنولوجي، وأصبح بالإمكان استخدام الهواتف النقالة والتجارة الإلكترونية وغيرها».

كانت القمة العالمية لمجتمع المعلومات دعت في (نوفمبر/ تشرين الثاني 2005) الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان (17 مايو) يوماً عالمياًّ لمجتمع المعلومات من أجل التركيز على أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومجموعة القضايا المتعددة المتعلقة بمجتمع المعلومات التي أثارتها القمة العالمية، وقد استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة لذلك، وأعلنت «17 مايو من كل عام يوماً عالمياًّ لمجتمع المعلومات».

وبالعودة إلى أخبار 2005، نجد أن البحرين كانت قد أعلنت مشاركتها في تلك القمة العالمية بحماس كبير، وقامت الوزارات والهيئات التابعة إلى الحكومة آنذاك بعرض تجاربها ومنتجاتها ومبادراتها الإلكترونية في وزارة المواصلات، وزارة الصناعة والتجارة، وزارة التربية والتعليم، وزارة شئون البلديات والزراعة، المجلس الأعلى للمرأة، الجهاز المركزي للمعلومات، بدالة انترنت البحرين، جامعة البحرين، هيئة تنظيم الاتصالات، ومؤسسات من القطاع الخاص.

وأعلنت عدة جهات سرورها بالفوز بالتقدير في عدد من مشاركاتها، وهو أمر بلا شك تستحقه البحرين؛ لأنها كانت في مقدمة من أدخل تقنية المعلومات في العديد من المجالات، وحازت البحرين جائزتين في قمة 2005 بتونس، هما: التأشيرة الإلكترونية من قبل الإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة، وبوابة المرأة من قبل المجلس الأعلى للمرأة.

لكن من المفارقات حالياً أن تعلن منظمة «مراسلون بلا حدود» أن البحرين أصبحت من أعداء الإنترنت. إنه لمن المؤسف أن نجد مفارقة كبيرة في اهتمام البحرين بكل ما يخص تقنية المعلومات في السنوات الماضية، ونرى حالياًّ أن هناك من يخشى هذا التطور التكنولوجي الذي يساهم في رفع شأن المجتمعات اقتصادياًّ وسياسياًّ في كل مكان. إن البحرين حققت إنجازات في السعي نحو تحقيق «مجتمع المعلومات»، ويحب أن نفخر بذلك وأن ننفتح أكثر على عصرنا، بدلاً من الارتعاب والارتداد الى الوراء.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3541 - الخميس 17 مايو 2012م الموافق 26 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 1:58 م

      لازم يعنى

      يا دكتور انت تذكر بعض الاراء وكانها قران منزل ! من فال ان ما تقوله هذه المنظمة او تلك يجب ان ناخذ بها ؟

    • زائر 22 | 12:20 م

      الحر يه لمن يستاهلها

      آلكثيرون مسيرون دون وعي ولا يفهمون أن حريتهم لا يجب أن تتعدى على حرية الأخرين. عندما تعطل مصالح الناس والوطن يظل رهينه بيد صغار السن ممن لا يعون المصلحه العليا للوطن هذا فوضي والعياذ بالله.

    • زائر 21 | 10:10 ص

      مع الاسف

      ياسفنا سماع هذه النظرة السلبية خاصة من اعلاميينا

    • زائر 19 | 6:28 ص

      الحقيقة والواقع

      شكرا يا دكتور الله خليك ويحفظك ....السلطة: قل ما شئت ونحن نفعل ما نريد

    • زائر 18 | 5:53 ص

      التسجيل لمعونة الغلاء !

      والدليل اصطفاف طوابير المواطنين للتسجيل الورقي لمعونة الغلاء !!

    • زائر 17 | 4:39 ص

      لماذا الهروب من الحقيقة

      من يشاهد قنوات الفتن الفضائيه وطريقة تحريض وتأثير فئة من المجتمع وخاصة من الناحية الدينية(المظلومية) الامنية ستعذرون اي نظام في العالم على التقنين في الخطابات.ولعله اقرب مثال احداث ابراج امريكا وتبيعاتها ومضاهرات الطلاب في فرنسا ومضاهرات بريطانيا .

    • زائر 16 | 4:30 ص

      البحرين أكبر مشجع لحرية الإنترنت

      يادكتور يا محترم ماتشوف الإنترنت والتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي. كل واحد في المجتمع له مطلق الحرية في الكتابة. مأتم مواطن شريف أو مقيم شريف أو مواطن خائن ماكتب. الجميع يكتب ويسبون في القيادة وفي الوطن. وتقول مافي حرية. حرام عليك بس

    • زائر 15 | 4:29 ص

      المجتمعات - شعوب و قبائل

      ليس سرا أن الجامع المشترك بين شخصين أو أكثر كمجموعة من الناس هو أصل التسمية. فمثلا المجتمع الانساني، المجتمع المدرسي، المجتمع الصناعي...
      ففي المجتمع الاول نلاحظ "الانسان" وفي الثاني "المدرسة" أما الثالث فهى "الصناعة".
      فهل توجد علاقة بين المعلومة والمجتمع؟؟؟
      وهل الانترنت وسط لتبادل المعلومة أم عصر ما بعد المجتمع الصناعي ؟

    • زائر 14 | 4:02 ص

      صرخة في واد..

      يا دكتور.. هم همهم الأول والأخير الأمن ثم الأمن ثم الأمن.. ولا يهم أي شيء آخر.. لو تحترق البلد بأجمعها ولو نخرب الديار

    • زائر 13 | 4:00 ص

      حتى تصبح وزير

      الكثير من الناس بدل ان يتسابقوا في تطوير نظم تقنيات المعلومات اصبحوا يتسابقون في الكذب حتى يصبحوا وزراء والامثله واضحة على ارض الواقع

    • زائر 12 | 3:47 ص

      شاخت وهرمت البحرين

      الشيخوخة سارعت الى البحرين لدخول اجسام غريبة

    • زائر 11 | 3:24 ص

      لا يخاف الا من يخفي شيئا ما

      الدكتور الفاضل شكرا اولا لتنويرنا عبر تنويرنا بتلك المقالات التي تنمي الفكر وترتقي به وتناقش المواضيع بحرفية ، ثانيا عادة الخوف يأتي اذا لم تكن لديك الحجة الكافية للرد او انك تخفي شيئا ما ولا تريد احد الأطلاع عليه ، ولكن اليوم وبضل ولكن اليوم بفض تقنية المعلومات العلية الجود لم يعد هناك شيئ خاف ، لذا كا من الأفضل لمن يخاف ظهور المعلومات التي يخاف من ظهورها اما ان يسارع لحلها او يترك الساح له ولغيره يدلي بدلوه فيها لم يعد اليوم التحدث معلوماتيا حكرا على صوت واحد دون غيره .

    • زائر 10 | 2:48 ص

      زائر 6

      اتق الله عننا مقتولين في السجون هل هذا كذب انتوا شلون تفكرون اعماكم الحقد الهجوم على برادات جواد كذب المشخال ما يغطي الشمس مافيه جريمه ما سويتوها وتقولون كذب روح كل زلابيه

    • زائر 9 | 2:46 ص

      --

      قتطافا من المقال:
      ولعل الشخصيات الفاعلة بشكل استراتيجي في قطاع المعلومات ليس لها صوت، وأحد الفاعلين هو الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنظيم العمل المرحوم علي رضي الذي توفي في (13 أبريل/ نيسان 2012)، وكان من أهم البحرينيين المميزين في قطاع تقنية المعلومات، ولكن البحرين حُرمت من قدراته العام الماضي، قبل ان يلتحق إلى الرفيق الأعلى.
      تعليقي:لقد تذكرت تلك الظلامة على القناة التلفزيونية الرسمية

    • زائر 8 | 2:41 ص

      كبير يا دكتور

      لو جمعنا مقالاتك يا دكتور لأصبحت كتبا تتغنى بها الأجيال على مر الزمن. إلى الأمام يابن الشيخ الجليل.

    • زائر 7 | 2:07 ص

      رآي المعارضة على القناة الرسمية

      لو لم يخشون الحقيقة لما حجبوا رآي المعارضة على القناة الرسمية التي كان من المفروض ان تتاح وبهدوء لابراز الرآي الاخر ومن ثم يحكم المجتمع المحلي والخارجي على اي اساس خرج ويخرج وسيواصل من اجل الاصلاح الذي يسير ببطئ شديد

    • زائر 6 | 2:01 ص

      أخطاء البعض ُفي أحداث الدووار

      بعض اللذين استغلوا الكذب في بث المعلومات أتناء أحداث الدوار أعطى الحكومة ذريعة لتقنين الحريات في استخدام التقنيه.

    • زائر 5 | 1:52 ص

      قلناها ونكررها التطور هو حتمية الوجود في كل المجالات

      ومن يقف ضد عجلة التطور سيجد نفسه يغرد خارج العالم تلك سنة الله في خلقه، وما يطالب به شعب البحرين من تطور في الجهاز السياسي هو على قائمة الامور التي يجب ان تلحق بركب العالم المتطور ليس في البحرين فقط وإنما في كل دول الخليج ومن يعتقد ان يستطيع إيقاف العجلة فإنه واهم ،ربما يستطيع تأخيرها بعض الوقت وسيسجل التاريخ له ذلك الموقف سلبيا بدل ان يذكر في خانة البشر الفاعلين في الرقي والتقدم البشري.
      لنا خامات في هذا البلد قبرت وتقبر كل يوم ولا حول ولا قوة الا بالله

    • زائر 4 | 1:04 ص

      حياة الضرر

      من الممكن طرح موضوع صندوق التويضات حيث صار نفس كل الوعود وصار مجرد دعاية خارجية

    • زائر 3 | 12:59 ص

      السلطات البحرينية تعيش التوحد

      فعلا يا دكتور أنا متخصص في تقنية المعلومات، وكم كان الإعلام المحلي يتغنى بتقدم البحرين في هذا المجال، أما اليوم أصبحت البحرين عدوة تقنية المعلومات وتتكلم عنها بحياء لأنها أي تقنية المعلومات كشفت المستور، وأخرجت العيوب، بينما المسئولين مازالوا يعيشون عقلية السبعينيات والثمانينات، وأما الشعب فهو من استولى على فوائد التقنيات واستغل كل إمكانياتها لتوصيل صوته، وهذا ما عجزت السلطة عنه، ولذلك اختارت الانكفاء ومحارية التقنيات

    • زائر 2 | 12:55 ص

      الحقيقة تخيفهم

      ببساطة انهم يخافون الحقيقة يخافون الراي الاخر يعيشون في الظلام فلا يريدون اي نافذة يدخل منها الضوء .

    • زائر 1 | 12:47 ص

      متضرر كثيرا

      بارك الله فيك يادكتور على طرح المواضيع الهامة والمفيدة التي تمس المواطنين بشكل مباشر وفي المستقبل • كلي رجاء يادكتور ان تطرح موضوع صندوق التعويضات الذي هو من توصيات السيد بسيوني وقد بدأ في إنشائه الحكومة والتقديم فيه ولكن لا أحد يعلم ماهو مصير هذا الصندوق حيث انهوا ابتداء من شهرين بستقبال طلابات المتضررين وأنا واحد من المتضرين ولاحد الآن لم نراء تصريح واحد عن موضوع الصندوق من الحكومة وطريق التعويض ان كان هناك تعويض في الأساس أو ان الموضوع مجرد صوري مثل المعتاد أمام العلام الخارجي

اقرأ ايضاً