في موضوع المفارقة بين الظاهر والباطن، وردت بخاطري عبارة للحلاج يقول فيها: «ليس على وجه الأرض كفر، إلا وتحته إيمان، ولا طاعة إلا وتحتها معصية أعظم منها، ولا إفراد بالعبودية إلا وتحته ترك لحرمة، لكن الله تعالى عامل عباده على قدر طاقتهم».
أسوق هذا فقط للتدليل على المفارقة بين الحكمة الإلهية، والحكمة المتعلقة برغبة الإنسان وإرادته. وكما أن للحكمة تكريماً بين الأرض والسماء، فإن للكلمة الحرة تكريماً على وجه الأرض.
ومن الباب الواسع لتكريم الرأي الحر، أزفّ تهنئتي خالصة للأخ الفاضل رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري، الذي شرف الصحافة البحرينية والخليجية والعربية، ليس فقط لابتعاده عن المماحكات والترهات اللاعقلانية، بل لأنه مارس عمله الصحافي والإعلامي بصدقية يُحسَد عليها، وبمهنية عالية الجودة، على رغم كل الشدائد والصعاب التي عاناها وعانته معه صحيفة «الوسط»، وخصوصاً من تلك الأساليب التي يمجها الذوق السليم، والتي في أحايين كثيرة لم تقل للقضاة «أين هي القضية».
وتهنئتي... موصولة لصحيفة «الوسط»، التي حازت درجةً عاليةً من احترام المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، ومن غير المشكوك فيه أن تكريمها، وتكريم رئيس تحريرها منصور الجمري، من قبل «مؤسسة القرن المقبل» في لندن، ما هو إلا تكريمٌ لحرية الكلمة التي درجت عليها صحيفة «الوسط»، وتكريم للأقلام المعبّرة من خلالها عن حرية الرأي.
أنا أعلم يا أخي، يا أبا علي، أن ترحيب العقول المستنيرة بإنجازاتك المتميزة، سينعكس بالضرورة على قراء صحيفة «الوسط» الذين ألبسوك تاجهم، لأنهم حين يقرأون «الوسط»، يشعرون أنهم يأكلون خبزاً غير مسموم، ويشربون من وعاء لا يلعنه الشاربون، أو يمجّه العطشى. فمصداقية «الوسط» تجعل القراء يصفون قلبها بـ «الصبر والشجاعة».
وفي ختام تهنئتي لك، ولصحيفة «الوسط»، أتمنى لك الابتعاد عن مقولة أبي العلاء المعري:
إذا قلت المحالَ رفعتُ صوتي... وإن قلت اليقينَ أطلتُ همسي.
إقرأ أيضا لـ "محمد حسن كمال الدين"العدد 3540 - الأربعاء 16 مايو 2012م الموافق 25 جمادى الآخرة 1433هـ
ايضا اهنيك
وانا ايضا اهنئك على هذه الكلمة القليلة في حروفها والكثيرة في معانيها لا ازيد اكثر لعلمي بك انك لا تحب الزيادة وخير الكلام ما قل ودل كثر الله من امثالك ..... شكراً جزيلا