شدني كثيراً انتداب اتحاد اليد لرئيس لجنة الحكام بالاتحاد الإماراتي لكرة اليد وعضو لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي صالح عاشور كمراقب فني للمباراة النهائية لبطولة الدوري التي اختُتِمت الأحد بفوز الأهلي على باربار، وكنتُ حينها أتطلع للحصول على جواب، حول الفائدة التي ستخرج بها المباراة من انتداب مراقب فني بدلاً من أطقم تحكيمية لإدارة مباراة بحجم نهائي الدوري، سيَّما وأنَّ مباريات الدورة السداسية أدريت غالبيتها بحكام خليجيين.
الجواب جاء مباشرة عبر الطاقم التحكيمي للمباراة المكون من الحكم القاري حسين الموت وحكم درجة أولى علي عيسى، إذ قدما مباراة ولا أروع بشهادة الجميع، وتمكنا من إخراج المباراة لبرِّ الأمان على رغم نديتها وقوتها ووصولها إلى الأشواط الإضافية، ولعل أحد الأسباب التي جعلتهما يقدمان هذا المستوى، تواجد مراقب فني على قدر كبير من الخبرة إلى جانبهما، إضافة إلى السماعة الالكترونية التي استخدمت من قبلهما والمراقب، وفرَّ قدراً كبيراً من التفاهم بين الثلاثي داخل الملعب.
الطريقة الجديدة التي ابتدعها الاتحاد بانتدابه مراقبا فنيا بدلا من أطقم تحكيمية، كانت الفكرة بذاتها في سبيل تطوير اللعبة، فهي من جانب ستعين حكامنا على تقديم أفضل مستوياتهم، ولعل التداخل وتقديم يد العون لحكام المباراة في أصعب المواقف، كاللعبة المشتركة بين صادق علي وأحمد التاجر، والتي اختلف فيها قرار الحكمين، قبل أن يدلي المراقب الفني بدلوه في توضيح القرار الذي كان صحيحا للحكمين من خلال السماعة الالكترونية، خير مثال على ضرورة تواجد مراقبين فنيين على قدر كبير من الخبرة، تكون مساعدة للحكام في مثل هذه المواقف، وهي من جانب آخر ستوفر مبالغ كبيرة على الاتحاد فيما لو اتُخِذ قرارٌ بإسناد المباراة لطواقم تحكيم خارجية.
هذا الانتداب أعطى فكرة للجميع، بأن مهمة المراقب الفني دور كبير يجب أن يضطلع به من لديه خلفية تحكيمية كبيرة، بهذه الطريقة قدم الاتحاد، ما يشبه «المحاضرة العملية» لمراقبينا المحليين في كيفية المساهمة في إخراج المباراة لبر الأمان بدلا من زيادة توترها.
بعيدا عن فكرة الانتداب الفني، فإن الطاقم التحكيمي الكرزكاني الشاب قدم مباراة متميزة جدا، وكانا أحد الأسباب لخروج المباراة لبر الأمان، وكان تقبل الفريقين وعدم المناقشة، الدليل على توفيقهما، إذ ما استثنينا لعبتي صادق علي وأحمد التاجر التي اتخذ فيها القرار الصحيح، ولعبة محمود عبدالقادر ومحمود الونه المشكوك فيها، فإن بقية القرارات كانت متوافقة تماما مع مجريات المباراة، وهذا يدعونا إلى تقديم الثقة بالطواقم البحرينية الشابة التي على ما يبدو، أن لديها المزيد.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3539 - الثلثاء 15 مايو 2012م الموافق 24 جمادى الآخرة 1433هـ