تأجيل أو إلغاء البطولة العربية لكرة السلة التي كان مقررا أن تنظم في الكويت خلال الفترة من 15 إلى 27 مايو/ أيار الجاري جاءت كهدية من السماء للاتحاد البحريني لكرة السلة الذي مازال مستمرا في موسمه الأطول في تاريخه.
هذا الموسم الشاق والطويل أرهق الجميع من أعضاء الاتحاد إلى الفرق المحلية إلى اللاعبين والجماهير وغيرهم.
وبعد تأجيل البطولة العربية فإن الموسم الحالي لن ينتهي قبل 10 يوليو/ تموز على رغم أن الاتحاد سيعمد إلى ضغط المباريات وكل فريق سيلعب مباراتان في الأسبوع انطلاقا من الدورة السداسية لبطولة الدوري.
البطولة حاليا ستنتهي قبل أيام قليلة من شهر رمضان المبارك ولو لم تلغ البطولة العربية لانتهت المسابقة ربما مع بداية الشهر الفضيل.
الفرق التي بدأت اعدادها للموسم في يوليو أو أغسطس/ آب 2011 ستنتهي في الشهر نفسه في العام 2012 بمعنى أن اللاعبين يواصلون الآن عاما كاملا من دون توقف.
لا شك في أن دوري السلة كان في السابق من أقصر الدوريات المحلية من خلال دوري من دورين بمشاركة 10 فرق ومن ثم مربع ذهبي بنظام المقص وبعدها مباراة نهائية من 3 مباريات، في حين تقام مسابقة الكأس بنظام اخراج المغلوب.
وقد كان هذا النظام السابق لا يخدم اللعبة ولا يطور مستوى اللاعب نظرا لقلة عدد المباريات وقلة الاحتكاك ولكن في هذا الموسم المباريات وصلت إلى الضعف إن لم يكن أكثر من ذلك ما شكل ضغطا كبيرا على جميع الفرق.
ففي الوقت الذي اختتمت فيه جميع المسابقات الأوروبية والعالمية وبدأت المنتخبات تستعد للبطولات القارية ولأولمبياد لندن 2012، فإن اتحاد السلة لم ينه حتى الآن أي مسابقة محلية فمازال هناك نهائي الكأس وبعد ذلك سيلعب الدوري بمشاركة 6 فرق من دور واحد وبعدها 4 فرق من دورين ومن ثم مباراة نهائية من 5 مباريات.
مازال أمامنا ثلث المشوار إن لم يكن أكثر وفيه جميع مراحل الحسم وشهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز المشهورين بحرارتهما العالية سيشهدان الحسم لجميع المسابقات.
أعتقد أن اتحاد السلة لم يستطع تقدير الأمور بالشكل الأمثل وخصوصا أن هناك مشاركتين خارجيتين الأولى بطولة مجلس التعاون في البحرين والثانية البطولة العربية وكان لا بد من وضع شكل المسابقات بما يتناسب مع هاتين المشاركتين المهمتين.
المبالغة في مسابقة الكأس كانت كبيرة جدا فلم يكن هناك داع للعب دورة سداسية من دورين وكان بالامكان الاكتفاء بدورة من دور واحد وإنهاء مسابقة الكأس بشكل كامل قبل لعب البطولة الخليجية وأيضا إنهاء سداسي الدوري إذ لن يتبقى حينها إلا المربع ونهائي الدوري.
عدد الفرق المحلية ازداد أيضا بدخول نادي سماهيج وأصبح كل فريق يلعب 20 مباراة في الدورين التمهيدين الأول والثاني وإذا أضفنا لهم 10 مباريات في سداسي الكأس و3 في نهائي الكأس و5 في سداسي الدوري و6 في الرباعي و5 في نهائي الكأس ومن قبلها مباراة السوبر فإن المجموع سيبلغ 50 مباراة بعد أن كان الفريق يلعب في السابق 25 مباراة على أكثر تقدير في الموسم!.
مضاعفة عدد المباريات اضافة إلى المشاركات الخارجية وضعا حملا مضاعفا على اللاعبين وعلى الأندية وعلى اتحاد السلة وعلى الموارد المتاحة، وأعتقد أن الوسطية هي الحل الأمثل لاتحاد السلة وللأندية وللجماهير.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3538 - الإثنين 14 مايو 2012م الموافق 23 جمادى الآخرة 1433هـ