العدد 3538 - الإثنين 14 مايو 2012م الموافق 23 جمادى الآخرة 1433هـ

في اليوم الدولي للأُسَر

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

يُركّز اليوم الدولي للأُسَر هذا العام على الحاجة إلى كفالة التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية. والغاية من ذلك هي مساعدة العمال في كل مكان على تلبية احتياجات أسرهم المالية والعاطفية، مع المساهمة في الوقت ذاته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعاتهم.

وتؤكد الاتجاهات الراهنة تعاظم أهمية السياسات التي تروم تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية. وتشمل هذه السياسات مشاركة أكبر للمرأة في سوق العمل، واتساع رقعة التمدن وازدياد التنقل بحثاً عن فرص العمل. وبقدر تضاؤل حجم الأسر وتنائي الأجيال بعضها عن بعض، تتقلص إمكانية توفير الحضانة من الأقارب في الوسط العائلي الموسّع، ما جعل الآباء العاملين يواجهون صعوبات متنامية.

ويفتقر ملايين الناس في العالم إلى العمل في ظروف لائقة وتعدَمهم المؤازرة الاجتماعية اللازمة لرعاية أسرهم. فنادراً ما تتوفر في البلدان النامية خدمة حضانة الأطفال بجودة رفيعة وأسعار في المتناول، حيث يضطر العديد من الآباء إلى أن يتركوا أطفالهم ممن لم يبلغوا سن الالتحاق بالمدرسة بعدُ وحدهم في البيت. ويُترك كثير من الأطفال الصغار أيضاً في رعاية مَنْ هم أكبر منهم سناً من إخوتهم الذين يُسْحبون كذلك من المدرسة.

ويعمل عدد من البلدان بأحكام ميسرة فيما يخص إجازات الأمهات والآباء. إلا أن عدداً أكبر بكثير منها لا يتيح سوى مقدار ضئيل من الاستحقاقات الشاملة المتوافقة مع المعايير الدولية. ومازال العمل بالأحكام المتعلقة بإجازة الأبوة نادراً في معظم البلدان النامية.

وأصبحت ترتيبات العمل المرنة، بما فيها تفاوت ساعات الدوام أو اختزال أيام الأسبوع بتكثيف ساعات العمل أو العمل عن بعد، مطبقةً على نطاق أوسع، لكن هناك مجالاً كبيراً لتحسينها في كل مكان. وأنا ملتزم بإعمال هذه الترتيبات في منظمتنا، إذ نعكف حالياً على دراسة ترتيباتنا وننظر فيما يمكن أن نقوم به لتحسينها.

وعلينا أن نعالج قضايا الحياة المهنية والحياة الأسرية بتشعباتها المتغيّرة أبداً. وأرحب بتهيئة أماكن عمل مراعية لاحتياجات الأسرة عن طريق سن الأحكام المتعلقة بالإجازات وترتيبات العمل المرنة وتحسين حضانة الأطفال.

وتتسم هذه السياسات والبرامج بأهمية بالغة في تحسين التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية. ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى تحسين ظروف العمل وتحسين صحة العامل وتعزيز إنتاجيته، وزيادة التركيز المشترك على المساواة بين الجنسين.

وتبرهن السياسات التي تروم تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية على التزام الحكومة بتحقيق رفاه الأسر وعلى التزام القطاع الخاص بمبدأ المسئولية الاجتماعية.

فلنجدد تعهدنا في مناسبة اليوم الدولي للأسر بتعزيز التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية لما فيه مصلحة الأسر والمجتمع قاطبة.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 3538 - الإثنين 14 مايو 2012م الموافق 23 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً