العدد 3538 - الإثنين 14 مايو 2012م الموافق 23 جمادى الآخرة 1433هـ

من الذي يقف في طريق المصالحة الوطنية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في حين ترفض القوى المعارضة تحقيق أي مكسب على حساب الآخرين، من مبدأ أن المكاسب يجب أن تكون لعموم الناس وأن الخسارة لا يمكن إلا أن تكون للوطن بكافة فئاته، فإن هناك من يستمرئ القبول بالفتات حتى وإن تلوّث بوسخ المذلة.

كما أن هناك من يسرق جهد وعمل وتضحيات غيره ليحصل على الغنائم، أما أسوأهم جميعاً، فهو من يعمل جاهداً من أجل استمرار الأزمات، ويغلق جميع الأبواب التي يمكن أن تفضي إلى حل مقبول، لمجرد أن يحصل على المزيد من الامتيازات التي لم تكن من حقه في يوم من الأيام، ولن تكون إلا في ظل ظروف استثنائية لا تطبق فيها المعايير الإنسانية.

ولذلك لم يكن غريباً وقوف أربع جمعيات سياسية ضد مبادرة أطلقتها مجموعةٌ من أبناء الوطن من الطائفتين الكريمتين، من الغيورين والحريصين على إعادة اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد ووقف المشكل الطائفي الذي لا يقتصر على تهديد السلم الأهلي فقط، ولكنه يمد بظلاله السوداء على مستقبل أبنائنا وربما أحفادنا أيضاً.

مجموعة من ما يقارب الـ 200 من الشخصيات والمؤسسات الوطنية شكلوا تجمعاً باسم «اللقاء الوطني البحريني»، بهدف المساهمة في إخراج البلد من الأزمة السياسية الحالية، والسعي للوصول إلى توافق وطني يجمع كافة المكونات الاجتماعية والسياسية في البلد وطرح فكرة إطلاق حوار وطني شامل وجاد ومنتج، بحضور كافة الجمعيات السياسية دون شروط مسبقة.

هذا التجمع عمل على مدى الشهور الأربعة الماضية في إيصال فكرته للمجتمع البحريني، وقام بترتيب لقاءات مع الجمعيات السياسية الفاعلة لطرح فكرة الحوار بين أطياف المجتمع للخروج من الأزمة.

خلال هذه الاجتماعات طلب ممثلو اللقاء الوطني من الجمعيات السياسية الإجابة على أربعة أسئلة محورية هي:

-1 هل تقبلون اللقاء والحوار مع الجمعيات السياسية الأخرى؟

-2 هل تقرون جدول أعمال اليوم الأول الذي يتأسس على مبادئ مبادرة سمو ولي العهد؟

-3 في حال تم التوافق على مطالب مشتركة، هل أنتم على استعداد للاتصال بالقيادة السياسية وتقديم هذه المطالب بشكل جماعي؟

-4 هل تقبلون حضور أعضاء من اللقاء الوطني معكم في الاجتماعات المقبلة؟

رد الجمعيات السياسية جاء كما كان متوقعاً تماماً، فقد وافقت كل من جمعية «الوفاق» و«وعد» و«المنبر التقدمي» و«أمل»، و«التجمع القومي»، و«التجمع الوطني»، و«الإخاء»، على المبادرة كما قبلت بالمحاور والنقاط المطروحة، في حين أبدت كل من «جمعية المنبر الإسلامي»، و«تجمع الوحدة الوطنية»، و«جمعية الأصالة»، و«جمعية العدالة»، مواقف رافضة لمبدأ اللقاء والحوار.

وحسب التقرير الذي ناقشه أعضاء اللقاء الوطني خلال اجتماعهم يوم السبت الماضي في نادي العروبة، فإن هذه الجمعيات الأربع «اتسمت مواقفها بعدم المرونة، كما رفضت الاجتماع بالجمعيات المعارضة، ووضعت شروطاً مسبقةً قبل المشاركة في الحوار، كما اشترطت أن تكون الحكومة طرفاً في أي حوار منذ البداية، بالإضافة إلى وقف العنف والاحتجاجات في الشارع.

وكما يؤكد التقرير فإن هذه الجمعيات لم تكتفِ برفض المبادرة، ولكنها لم تقدّم أو تقترح حلولاً أو بديلاً يخرج البحرين من أزمتها الراهنة.

أليس هذا الموقف كفيلاً بالرد على السؤال الأهم: من الذي يسعى إلى إخراج البحرين من هذا المأزق؟ ومن الذي يقف ضد ذلك؟ ومن هو المستفيد من استمرار الأزمة؟ ومن الذي يقف في طريق المصالحة الوطنية؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3538 - الإثنين 14 مايو 2012م الموافق 23 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 10:09 ص

      شكرا اخي المحاري

      اخي المحاري ... من يقف في طريق الاصلاح وحل الازمة السياسية معروفين للجميع من العام الماضي وليس فقط من هذا الموقف الذي اتخذته هذه التكتلات الفزعوية في نادي العروبة ... والغريب ان هذه الجمعيات الطارئة على السياسة ليس فقط وقفت امتنعت ورفضت الحوار مع الجمعيات المعارضة ولكنها ايضاً لم تقدم حلولاً سياسية تخرج البلد من الازمة ما يعكس افلاساً سياسياً لها

    • زائر 11 | 8:00 ص

      من اساسا سبب هذا الازمة

      سبحان الله يوم كنتو في موقف قوي الكل يطلب منكم ان تشاركون في الحوار وانتو ترفضون والحين تغيرت المواقع والاماكن وكل واحد صار مكان الثاني انتو تطلبون وهم يرفضون سبحان مغير الاحوال يوم لك ويوم عليك اللهم ثبت قلوبنا على دينك

    • زائر 10 | 6:36 ص

      مسامير

      يطالبون بالاتحاد وفى اسرع وقت ويمتنعون عن الاتحاد مع من يشاركهم الوطن

    • زائر 9 | 5:38 ص

      مشاخيل

      يا اخي في بلدنا ناس تجاهد و تناضل من اجل التخلص من الذل والعبودية وناس تناضل وتكافح من اجل تحسين العبودية .

    • زائر 8 | 5:00 ص

      الغالبية

      الا تدعي الجمعيات الموافقة على المصالحة الوطنية انها ذات الغالبية؟ اذاً لتمضي بالطريق وتفرض كلمتها على الأقلية!!!

    • زائر 7 | 3:16 ص

      ماذا كان موقفهم في التسعينيات

      يا اخى العزيز اننا جميا نعرف مواقف هؤلاء ومند تسعينيات القرن الماضى عنما كان الشعب يقدم الدماء والارواح ويقدم الغالي والرخيص من اجل نيل حقوقه باقامة البرلمان الكامل للصلاحيات وبدوائر عادلة, كان مواقف هؤلاء هي تحريم اى شى اسمه برلمان وان هذا ليس له صلة بالاسسلام, وعندما تم تشكيل ما سمي بالبرلمان المعوق وتم تفصيل دوائره عليهم (بعد الاتفاق) تم سحب تلك الفتاوى ووضعها في الثلاجات لوقت ما يحتاجونه لها (انها فتاوى السلاطين), لا اعرف لاى دين هؤلاء ينتمون

    • زائر 3 | 12:38 ص

      اصبت

      دائما تكتب في الصميم أيها المحاري ،، فلا أزيد على كلامك كلام ،، وكم نحن بأحوج ما يكون للمصارحة و المكاشفة هذه الأم حتى لا يخدع أحد ،، شكرا لك و للوسط ولكل وسطي ،،،

    • زائر 2 | 12:08 ص

      من يقف في طريق المصالحة؟

      هم خليط مكون من جمعيات الفزعة ونواب المصلحة ومن يدور في فلكهم ذوات العقول المؤجرة

    • زائر 1 | 11:07 م

      معروفين من هم

      معارضة المعارضة ولنا مطالب المطالب موسمية عندهم

اقرأ ايضاً