العدد 3536 - السبت 12 مايو 2012م الموافق 21 جمادى الآخرة 1433هـ

تحسن أنشطة مكافحة الإرهاب في اليمن بعد مغادرة صالح

تبرز مؤامرة جديدة مزعومة لإخفاء متفجرات في ملابس داخلية مبلغ الخطر الذي تمثله جماعات تتمركز في اليمن حتى حين يقول مسئولون أميركيون إن قدرتهم على شن هجمات للتصدي للإرهاب في اليمن تحسنت منذ أن تولى رئيس جديد منصبه في فبراير/ شباط. وتجدد الاهتمام بالمشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية المزمنة في اليمن بعدما أعلن مسئولون أميركيون يوم الاثنين أن تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية حاول إمداد انتحاري بقنبلة تخبأ في الملابس الداخلية وهي نسخة مطورة من قنبلة وضعت على طائرة في طريقها للولايات المتحدة يوم عيد الميلاد من العام 2009 . وعزز التنظيم قوته البشرية وموارده وسيطرته على أراضٍ في اليمن الذي يقطنه 25 مليون نسمة خلال عام من الاضطرابات السياسية والعسكرية.

وقال مسئولون أميركيون في المخابرات ومكافحة الإرهاب إن قدرتهم على شن عمليات ضد التنظيم في اليمن تحسنت إلى حد كبير منذ أن خلف الرئيس عبد ربه منصور هادي سلفه عبد الله صالح في 25 فبراير/ شباط.

وقال مسئولون أميركيون إن نقل رجال ومعدات لليمن لشن عمليات لمكافحة الإرهاب أضحي أسهل مما سمح بالتوسع في العمليات إلى حد بعيد لاسيما الهجمات بطائرات بلا طيار.

وبدأت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة التوسع في استخدام طائرات دون طيار في اليمن وهو ما حدث في باكستان منذ أن أقر الرئيس السابق جورج بوش في صيف 2008 قواعد معدلة للاستعانة بهذا النوع من الطائرات حسبما ذكره مسئولون.

ويعتقد أن بعض هجمات طائرات بلا طيار تابعة للمخابرات الأميركية لضرب أهداف داخل اليمن انطلقت من دول مجاورة، وأن هجوماً مشتبهاً فيه لطائرة بلا طيار يوم الاثنين الماضي قتل يمنيين اثنين من أعضاء تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية وقتل هجوم أو هجمات أخرى بطائرات بلا طيار في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس 8 مسلحين في اليمن حسب رواية مواطنين.

وقبل إقرار بوش التوسع في الهجمات بطائرات دون طيار كان استخدامها يقتصر على أهداف «عالية القيمة» تكون الوكالة على ثقة من وجودها في مكان معين في وقت محدد. وبعد تعديلات بوش استخدمت الطائرات بلا طيار على نطاق أوسع لتستهدف تجمعات أو معسكرات مشتبه بها «لمقاتلين أجانب».

ويبدو أن الولايات المتحدة تتبنى استراتيجية من ثلاثة محاور في سعيها لإعادة الاستقرار لليمن ومهاجمة مسلحي التنظيم الذين يأملون في استغلال غياب سيطرة الحكومة المركزية لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وتحاول الولايات المتحدة تعزيز قبضة حكومة هادي على الحكم بدعم جهوده لتطهير أجهزة الأمن والجيش من حلفاء صالح. كما تقدم مساعدات إنسانية وتسعى لإحياء اقتصاد البلاد وتحسين المؤسسات الحاكمة.

ومن الناحية الأمنية استأنفت الولايات المتحدة التدريب العسكري الذي علق خلال اضطرابات العام الماضي على أمل أن تكتسب قوات الأمن اليمنية قوة كافية لاستعادة سيطرتها على البلاد. وأخيراً فإنها بمساندة هادي كثفت من هجمات الطائرات الأميركية دون طيار وهجمات أخرى على أهداف عالية القيمة مشتبه بها في اليمن ربما تهدف لمهاجمة الولايات المتحدة.

وقال مسئول أميركي كبير إن الأولوية لدى الولايات المتحدة حماية نفسها من هجمات تنطلق من اليمن بينما تدرب قوات الأمن والجيش اليمنية على «مواجهة المخاطر داخل حدودها». وقال المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه «لانريد التدخل» في الصراع الداخلي في اليمن «لدينا مخاوف فعلية لاسيما بشأن المؤامرات الخارجية لتنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب. نريد تدريب اليمنيين كي يمكنهم التعامل مع مشاكلهم الداخلية ونريد حماية أنفسنا».

وقال مسئولون يمنيون إنهم لا يعلمون شيئاً عن أحدث مؤامرة لقنبلة داخل ملابس داخلية. وقال مسئولون أميركيون إن جهاز المخابرات الأميركية ومخابرات أخرى حليفة ضبطت عبوة ناسفة وهي نسخة مطورة من القنبلة التي استخدمت في محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة لديترويت. وصدر ضد النيجيري الذي اقر بذنبه في المحاولة الفاشلة حكم بالسجن مدى الحياة في فبراير.

ورغم تعهد صالح - الذي حكم اليمن 33 عاماً - بالتعاون لمكافحة الإرهاب إلا أن أداءه كان متبايناً. وأدى الصراع على مدار العام الماضي لإنهاء حكمه لسيطرة متشددين على صلة بالتنظيم على مساحات شاسعة بجنوب اليمن. وقال مسئول كبير في وزارة الخارجية الأميركية رفض الكشف عن اسمه «إنها منطقة حصل فيها تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية على موارد من خلال اقتحام بنوك ونهب مستودعات أسلحة» مضيفاً أن التنظيم يدفع أجوراً لبعض المقاتلين حافزهم الأول الحصول على مال.

وأدت الانتفاضة ضد صالح في العام الماضي لانقسام الجيش اليمني إلى فصائل متناحرة. واستولى مسلحون على أراضٍ بجنوب اليمن وفي استعراض للقوة قتلوا نحو مئة جندي يمني في هجوم واحد في مارس/ آذار. وتعرض صالح في السنوات الأخيرة من ولايته لأكثر من موقف محرج له ولقوات مكافحة الإرهاب الأميركية كان أبرزها حالات هروب أعضاء مشتبه بهم في «القاعدة» من سجون يمنية بما في ذلك تلك المشيدة خصيصاً لاحتجاز سجناء سياسيين.

وسمح صالح ببعض العمليات الأميركية السرية البارزة في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي كان أبرزها قتل أنور العولقي وهو متشدد أميركي المولد أضحي أحد أبرز المتحدثين باسم التنظيم عبر الانترنت وذلك خلال هجوم بطائرة دون طيار.

ورغم نجاح العملية كانت العمليات الأميركية في ذلك الوقت مقيدة إلى حد كبير نتيجة غياب النظام بسبب الانهيار البطيء لحكومة صالح ومراسيم أصدرها صالح تقيد قدرة الولايات المتحدة على نقل معدات وأفراد لليمن للتوسع في العمليات هناك.

وعلقت الولايات المتحدة التعاون الأمني مع اليمن خلال الفترة التي واكبت رحيل صالح من السلطة ثم استؤنفت هذه العمليات. وقال المسئول الأميركي البارز الذي رفض نشر اسمه «إن التعاون في مجال مكافحة الارهاب مع الحكومة اليمنية تحسن كثيراً منذ رحيل صالح». وأضاف «تدرك الحكومة اليمنية الجديدة التهديد وتريد مد يد العون» وقال إن التعاون المخابراتي تحسن. وحين سئل إذا كان ذلك يشمل رصد اتصالات وعملاء أجاب المسئول «جميع القدرات المتاحة».

وكشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأسبوع الماضي عن أن الجيش الأميركي بدأ في إرسال مجموعات صغيرة من المدربين لليمن ولكن بأعداد أقل كثيراً مما كانت عليه قبل الاضطرابات التي أطاحت بصالح.

وقال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا يوم الخميس «اليمنيون كانوا بالفعل متعاونين للغاية في العمليات التي نفذناها هناك. سنواصل العمل معهم لملاحقة الأعداء الذين يهددون الولايات المتحدة».

ويؤلب شيوخ القبائل في مناطق باليمن - شهدت هجمات بطائرات دون طيار وأسفرت عن مقتل مدنيين - أعداداً متزايدة من المواطنين ضد الحكومة اليمنية والولايات المتحدة.

وقال خبير الشئون اليمنية في جامعة برينستون، جريجوري جونسن إنه يعتقد أن الاعتماد بشكل كبير على الهجمات بطائرات دون طيار والصواريخ سيأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف. وتابع «بلغنا وضعاً يقود لتصاعد قوة تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية كلما توسعت الولايات المتحدة في استخدام القنابل» مضيفاً أن قتل مدنيين وانقسام الجيش اليمني خلال اضطرابات العام الماضي منح التنظيم قوة هائلة.

العدد 3536 - السبت 12 مايو 2012م الموافق 21 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً