يعتبر التدخين من العادات التى انتشرت بشكل كبير جداً في الكثير من المجتمعات ومنها مجتمعنا العربي والخليجي. عادة التدخين قديمة جداً، إلا أن تدخين السجائر بات أكثر شيوعاً من العام 1920، وارتفعت معدلات التدخين بشكل مخيف في التسعينيات من القرن الماضي. تشير الإحصائيات إلى أنه في العام 2000، بلغت نسبة المدخنين نحو 35 في المئة من طلبة المدارس الثانوية وهو أمر بالغ الخطورة.

انتشرت عادة تدخين «الأرجيلة» أو «الشيشة» كما نطلق عليها في مجتمعنا في السنوات الأخيرة حتى باتت أكثرشيوعاً من تدخين السجائر. كما يلاحظ أن متوسط العمر الذي يبدأ فيه المدخن التدخين لأول مرة قد انخفض عما كان عليه سابقاً. في بدايات القرن الماضي، كان متوسط العمر الذي يبدأ فيه الشخص التدخين لأول مرة بشكل منتظم يزيد على العشرين عاماً»، أما الآن فقد انخفض هذا المتوسط إلى ما دون الثامنة عشرة. تبين بعض الإحصائيات أن نحو 10 في المئة من الشباب المدخنين في المرحلة الثانوية قد بدأوا التدخين لأول مرة في عمر يقل عن 11 عاماً. ومن الأمور الملحوظة أيضاً ارتفاع نسبة المدخنين من النساء مع ما يحمله هذا الأمر من أخطار كبيرة على صحة الأم والجنين في حالة الحمل.

تحتوي السيجارة على مواد كثيرة مسرطنة بالإضافة إلى النكوتين والقطران. لا يجهل معظم المدخنين الأخطار المترتبة على هذه العادة ويدركون جيداً أن التدخين يسبب سرطان الرئة وسرطانات أخرى بالإضافة إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب وجلطات الدماغ. يسبب النكوتين أعراض إدمانية تشبه الإدمان على المخدرات. يغير النكوتين من المستقبلات العصبية في الدماغ في المناطق المسئولة عن حدوث الإدمان، لذا يعاني الكثير من المدخنين من أعراض انسحابية عند التوقف عن التدخين.

يمكننا أن نقسم المدخنين إلى نوعين: النوع الأول هو المدخن «البسيط» أو «الخفيف» وهو من يدخن عدد قليلاً من السجائر يومياً لمدد متقطعة أو في المناسبات فقط. أما المدخن «المدمن» فهو من يدخن عدداً كبيراً من السجائر يومياً» (أكثر من 20-25) بشكل متواصل ولمدد زمنية طويلة. هناك فئة تتعرض أيضاً للأمراض ذاتها التي يتعرض لها المدخن وهم المدخنون السلبيون أي من يجالسون ويخالطون المدخنين.

الإقلاع عن التدخين

لا يمكننا اعتبار الإقلاع عن التدخين عملية سهلة حسب الاعتقاد السائد، إذ يجد الكثير من المدخنين صعوبة بالغة في التوقف عن هذه العادة، ويعود الكثير منهم إلى التدخين بعد فترة من التوقف. كثير من المدخنين يعتقد أن العزيمة وحدها العامل الوحيد الذي يجب تواجده للتمكن من الإقلاع عن التدخين، وهذا يعتبر خطأ فادح، إذ لابد من وجود خطة لمساعدة المدخن على الإقلاع مع المراقبة المستمرة.

لا ينصح أبداً بالتوقف عن التدخين فجأة وذلك بسبب وجود أعراض الانسحاب من النكوتين وهي زيادة ضربات القلب، الصداع، صعوبة في النوم، التوتر الشديد، سرعة الغضب، عدم التركيز وزيادة الوزن.

فوائد الإقلاع عن التدخين

- بعد 20 دقيقة من التوقف، يتحسن الضغط وتنتظم ضربات القلب.

- بعد 12 ساعة، تعود نسبة أول أوكسيد الكربون في الدم إلى معدلاتها الطبيعية.

- بعد 48 ساعة، تحسن حاستي الشم والتذوق.

- بعد 3 شهور، تتحسن الدورة الدموية ووظائف الرئة.

- بعد 9 شهور، يقل السعال والضيق في التنفس.

- بعد 12 شهراً، يقل خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف.

- بعد 5 سنوات، يتساوى خطر الإصابة بجلطة الدماغ مع من لم يسبق له التدخين من قبل.

- بعد 5 سنوات، يقل خطر الإصابة بكثير من السرطانات مثل الفم والبلعوم والمثانة.

- بعد 10 سنوات يقل خطر الموت بسبب سرطان الرئة إلى النصف.

- بعد 10 سنوات، يقل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس والحنجرة.

- بعد 15 سنة، يتساوى خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة مع من لم يسبق له التدخين من قبل.

كيف تقلع عن التدخين؟

إن الإقلاع عن التدخين خاصة إذا ما كان الشخص مدخناً «شرهاً» ليس بالأمر السهل. إن معظم من يتوقفون تماماً عن التدخين يتوصلون إلى هذه النتيجة بعد عدة محاولات فاشلة. لذا يحتاج المدخن إلى فريق متخصص قادر على تقديم الدعم الكامل له لكي يتمكن من التوقف عن هذه العادة، كما أن الدعم النفسي من الأهل والأصدقاء أمر بالغ الأهمية للوصول إلى النتيجة المرجوة.

الخطوات الخمس للإقلاع عن التدخين:

1 - الاستعداد:

- حدد موعداً للبدء في الإقلاع.

- غير محيطك.

- تخلص من جميع علب السجائر ومن جميع الطفايات في المنزل والعمل.

- لا تسمح لأحد بأن يدخن في منزل.

- قم بمراجعة محاولاتك السابقة في الإقلاع وحاول معرفة أسباب الفشل.

- عندما تقرر التوقف عن التدخين، لا تدخن أبداً ولا حتى سيجارة واحدة.

2 - الحصول على الدعم والتشجيع:

- أخبر أهلك وأصدقاءك وزملاءك في العمل بنيتك في التوقف عن التدخين.

- اطلب منهم ألا يدخنوا أمامك.

- اطلب مساعدة الطبيب المختص أو توجه لعيادة التوقف عن التدخين.

3 - غيّر من نمط حياتك:

- حاول أن تشغل نفسك عن التفكير في التدخين. تكلم مع صديق، اقرأ كتاباً أو مارس رياضة المشي.

- إذا أصبت بالتوتر حاول أن تأخذ حماماً دافئاً أو تقوم بممارسة الرياضة.

- حاول أن تخطط لعمل شيء ممتع كل يوم كزيارة الأصدقاء أو القيام بنزهة.

- اشرب الكثير من الماء وتناول طعاماً صحياً.

4 - العقاقير المساعدة:

يساعد استعمال بعض العقاقير على الإقلاع عن التدخين ومنها:

- بدائل النكوتين: وتوجد بأشكال مختلفة مثل العلكة واللصقة الجلدية والبخاخ. تضاعف هذه البدائل من فرصة التوقف تماماً عن التدخين.

- عقار الزيبان: وهو يعمل على تلك المناطق في الدماغ المسئولة عن الإدمان على النكوتين. لا يمكن الحصول على هذا الدواء من الصيدلي بل يوصف من قبل الطبيب المختص فقط.

- إذا كان عمرك أقل من 18 عاماً، تعاني من أمراض معينة كالضغط، تتناول أدوية كأدوية الإكتئاب أو كنت حاملاً أو مرضعة، يجب أن تخبر الطبيب المختص فقد لا تصلح هذه الأدوية لمثل حالتك.

5 - توقع الفشل والاستعداد له:

معظم حالات الفشل تحدث في الشهور الثلاث الأولى، لا تجعل عودتك للتدخين مرة أخرى تصيبك بالإحباط وتذكر أن معظم من أقلعوا تماماً عن التدخين قد توصلوا إلى هذه النتيجة بعد عدة محاولات فاشلة.

إن الإقلاع عن التدخين رحلة طويلة وشاقة لا يمكن أن نلمس نتائجها بين يوم وليلة، لكن مردودها على الصحة كبير جداً، لذا يجب أن يلجأ المدخن للطبيب المختص ويتعاون معه لإنجاح هذه المهمة الصعبة.