العدد 3534 - الخميس 10 مايو 2012م الموافق 19 جمادى الآخرة 1433هـ

حفلة غير تنكّرية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في الحفلات التنكّرية تلبَس الأقنعة، حتى لا يعرف الاخرون شكلك، ولذلك سُمِّيَت بالحفلات التنكّرية، لأنّك تتنكّر لشكلك، فلا يظهر منكَ الا ما تريد للناس رؤيته، ونعتقد بأنّنا كنا في حفلات تنكّرية كُثر، حتى كشفت لنا الأزمة سقوط الأقنعة وتغيّر الوجوه، فأصبحت عابسة مظلمة كارهة لبعضها البعض.

من الأمور التي لم نصدّق حدوثها في البحرين، فترة التأزيم والتقسيم والترديد بسياسة نحن وهم، وفُصلت البحرين الى 3 جبهات، معارضة وموالية ومحايدة بين الطرفين، وبالتأكيد المحايدة قليلة جدّا، لاتزانها في رؤية الأمور على شكلها الحقيقي لا المزيّف.

وقد قام المطبّلون بالتطبيل على الطائفية وعلى التأجيج، وقام البعض بالسكوت على ما يصنعه هؤلاء في الوطن، وآخرون - وهم أصواتٌ نادرة - كانوا يطالبون بالوحدة والتقارب، وتسارعت نبضات الشارع البحريني، حتى نرى اليوم أنّهم على شفا حفرة من نار فتنة مصطنعة مازالت تحاك الى الآن!

التقارب، الوحدة، ردم الطائفية، الحوار، المصالحة، كلّها كلمات برّاقة شفّافة، ولكنها لا تجدي نفعا في ظل عملية الشحن التي نراها من قبل البعض، وبالتالي لا تناسب الوضع الراهن الذي نعيشه، فما العمل اذاً؟! اسكات الأفواه التي تطالب بالمصالحة والوحدة، أم زيادة رقعة الوعي المجتمعي بتجارب الآخرين.

نستطيع ترجيح المطالبة الثانية وهي زيادة رقعة الوعي المجتمعي بتجارب الآخرين، ولكن حتى نقوم بذلك لابد من كشف الأقنعة تماما، ولابد كذلك من اقامة لجنة لتقصّي الحقائق، نابعة من المجتمع البحريني نفسه، وذلك لتقصّي حقائق التعذيب والقتل العمد، كما فعلت جنوب افريقيا بعد المصالحة (T R C) بعدما قام به مانديلا لشعبه.

لا يمكن للحوار أن يأتي بحلول نهائية تساعد المجتمع على النهوض من دون الاستدلال بتجارب الغير، ومن دون معرفة كيفية التحاور بين جميع الأطراف، فنحن نعيش التقسيم حاليا، ولا مجال آخر لنا الا التعايش ان كنا نؤمن ببحرين جديدة، وهذا التعايش لا يكون الاّ بالحوار والمصالحة والبناء!

«كثرَت» الاّ في مقال اليوم، وما كثرتها الاّ دليل عدم رؤية الطريق المثالي لحل الأزمة بعد، وازدياد حالات التأزيم لن تنتج عنه مصالحة قريبة، بل ستخلّف هوّة لن نستطيع ردمها في المستقبل القريب والبعيد.

نريد حفلات غير تنكّرية، ذات نكهة أخرى، تحاول كل جبهة فيها الوثوق ولو قليلا في الطرف الآخر، حتى لا نُنشئ جبهات جديدة قد لا نستطيع ردمها، هذه الجبهات ستكون متمثّلة في الأجيال التالية وليست هذه الأجيال، أجيال تجرّعت الكراهية والعنف والعنف المضاد غصبا عنها، فلا محالة الاّ أن تمشي مع التيّار حتى يجرفها، فهل نحن واعون الى قيمة الحفلات غير التنكّرية بعد؟! أم سنحتاج دهرا نتكلّم فيه عن المصالحة والاصلاح والحوار. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3534 - الخميس 10 مايو 2012م الموافق 19 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:46 م

      شكرا لك مرة ثالثة

      مقالاتك هذه الايام في الصميم
      الى مزيد من المصداقية
      (لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه)

    • زائر 11 | 2:53 م

      لا يلدغ المؤمن من طرحة مرتين

      أنظري بما فعلتة المعارضة في الدول المجاورة ونحنو لم نتعلم العنف بل العنف موجود قبل الأزمة

    • زائر 10 | 8:30 ص

      اين العقلاء من اخوتنا وشركائنا في الوطن

      عندما تفتح التلفزيون او الراديو ترى الردح والتحريض على ودنه وعندما تتصفح الجرائد تتعجب كيف للبعض ان يمارس هكذا جدل غير مكترث في انه يمزق وطنه وامس مثلاً افردت صحيفة صفحة لموضوع تحذر فيه ابناء طائفة من ان مستشفى السلمانية لازال يمارسى التمييز الطائفي وكما موضوع الطفل " عمر " انبرت المنتديات شتماً وسباً وتخويناً لكل ابناء طائفة كريمة ومكون اساسي للمجتمع ولم ينبري لهم اي أحد ايعقل إن لاعقلاء في الوطن يوقفون هذا العبث

    • زائر 8 | 2:55 ص

      كيف تريد لمن قتل ابنه ان يرجع دون تحقيق المطالب

      يضج البعض وتثور عند الطائفيين الثائرة لجرق اطار هنا او هناك ، ويريدون الضرب بيد من حديد وخشب وفلين ولكن يسمعون عن ( التعذيب والقتل العمد ) ولا يحرك ذلك فيهم شعرة ضمير كيف لمن قتل احبائه وفقد بعضهم عضوا من جسده ان تقول له انتهى الموضوع وارضى بما هو موجود هذا مستحيل وضرب من الخيال وهو ير قاتل ابنه يسرح ويمرح بينما هو وعائلته يرزحون تحت رحتة الجلاد ومسيلات الدموع والعقاب الجماعي اي عقل يقول بأن لا تكون لأؤلئك ردة فعل ؟ اهل هم بشر ام ماذا ؟ من يريد التهدئة لا بد من القصاص من القتلة والمعذبين .

    • زائر 7 | 2:31 ص

      قال شاعر أوال: وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً..

      إن الجراحات البدنية من قتل وتعذيب وسجن وضرب في الطرقات وعقاب جماعي من حصار وسوء معاملة وغازات خانقة وشوزن ومطاط وأجياب ودبابات وأعتداءات على الهوية، لا بد أن يبقى أثرها لوقت معين..

      وأما الجراحات النفسية من سب وتخوين ومحاربة مذهب وهدم للمساجد وتمميز في التوظيف والمحاكمة والتعامل وتظليل أعلامي وحرب على الهوية في البعثات وفصل من وظائف وإبعاد عن الوطن خوفاً وتجويع، فهي أمض وأبقى لزمن أطول..

      إذا الجميع يرى الأثر على أجيال اليوم. فهل نحن واعون الى أثر هذه الجراحات في الأجيال التالية؟؟

    • زائر 6 | 2:15 ص

      استغلال الإختلافات المذهبية لمآرب سياسية ونحن غافلون

      غفلة الناس وجهلهم وقلة ثقافتهم تجعل من الآخرين يجعلوهم مطية لأهوائهم ومصالحهم الشخصية. ومقولة فرّق تسد هذه لا تفارق ولا تبارح الساحات دائما موجودة فهي سلاح يعتمد في استغلاله على
      مدى جهل الشعوب فكل ما كانت هذه الشعوب جاهلة
      كان ذلك السلاح أقوى وأشد فتكا وتأثير وكلما كانت الشعوب واعية فقد هذا السلاح صلاحيته.
      لذلك نحن كشعب السبب في انجاح هذا السلاح وابطاله والحاصل على الساحة أننا فعلا ساعدنا
      في تأجيج الفتن الطائفية بجهلنا

    • زائر 5 | 12:51 ص

      لايمكن !

      جبل اهل البحرين سنة وشيعة على التعايش السلمي فلا يستغني احدهما عن الثاني في كل المجالات حتى في الشارع كل يبدي طيبة للاخر هذا يقول سلام عليكم والثاني يرد هلا خوي وهذا حاصل في بنك الازمة كما يقال اي في اشدها فما بالكم في الرخاء فرغم نداءات الفتنة وعملية الشحن التي نراها من قبل البعض و فترة التأزيم والتقسيم والترديد بسياسة نحن وهم الا انه لايمكن فصل البحرين الى عدة جبهات وسيبقى التعايش قائما باذن الله

    • زائر 4 | 12:44 ص

      ابداع

      جمعة مباركة علينا وعلى شعب البحرين الطيب وخصوصا دانة الحد التي تزيد من ابداعاتها في كل مقال وانا اشهد ان قلمك مؤثر جدا في الحراك المحلي ونصيحتي لك ان تواصلي جهودك الوطنية المعتدله بارك الله فيج وسدد خطاج

    • زائر 2 | 12:09 ص

      نعم حفله غير تنكريه

      لقد اقامو لنا حفلات تحقيق غير تنكريه اقامها لنا زملائنا في العمل الذين كنا نضحك ونبتسم معهم في كل صباح حتى نهاية الدوام الا أن الازمه أظهرت ما لم يكن في الحسبان حيث قابلنا زملائنا في حفلات غير تنكريه بأتهامات واستفزازات وأستهزاء وتهديد ووعيد وايقاف وفصل وارسال للداخليه.

      لن اصفح عن من الحق الاذا بي من الذين انتهكو حقوقي في العمل وخارج العمل وليعلمو انني لا احب الانتقام ولا الترصد لهم في الطرقات ولكن ان وجد قضاء عادل سيجدون انفسهم امام القضاء يحاكمون والذي يحكم بيننا القاضي لاغيره ويوم القيامه

    • زائر 1 | 11:55 م

      جمعه مباركه يا دانة الحد

      نعم انها حفله تنكريه كثر فيها المهرجون والمروجون قبل 14 فبراير لم يكن هناك توجه لعمل ممنهج وجاد ومهندس باتقان لتفتيت وطن عاش الوحده والتالف 14 قرن من الزمن وعبر اجهزه اعلام في طرفه عين وبين ليلة وضحاها قلبت الامور راسا على عقب وبدون تعقل او تركد علت صيحات التمزيق والبست المطالبات الوطنيه لباس الطائفيه انتبه الوطنيين من الطائفتين على معزوفه تفوح منها روائح ازكمت انوف السنه والشيعه من اشراف البلد ففصل من فصل وسجن من سجن وعذب من عذب وهجر من هجر وقتل من قتل..ديهي حر

اقرأ ايضاً