لاتزال أصوات «النعيب» تتعالى من الاعلام المحلي بصورة نشاز من غير أن يحاول «ضابط الإيقاع» إيقافها أو دوزنتها بعد أن راقت له اللعبة.
إعلامٌ يوميٌّ لا يتوانى عن التشهير والتخوين والسب والشتم كل يوم بواقع 30 في المئة مما يحويه على أقل تقدير، فلا نستطيع إلا أن نشبه هذه الأصوات بنعيب الغربان التي تنشر سوء الطالع كما تشير له المثيولوجيا القديمة في مختلف الثقافات، فلا صفة أنسب من صفة الغربان في انقضاضها على جميل الطبيعة واستغلالها وتحيّن فرصها. بل يمكن الاستدراك هنا، اعتذارا من الغربان بتشبيه تلك الطحالب بمخلوقات لها فائدة ما، فلا فائدة تذكر من هذا الإعلام بما هو عليه إلا محاكم تفتيش منظم استبقت الدولة في إقامتها على الهواء مباشرة عبر برامج تبعث على الاشمئزاز والألم لما آل إليه هذا الجهاز. محاكم أساسها الشبهة والظنة، من غير أن يرف لها جفن أو تقرّ بمصيبة ارتكبها في حق هذا الوطن، حتى بعد أن أقرت السلطة ببعضها من خلال تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق وبعض تقارير الحكومة النادرة حول هذه الانتهاكات، فيما غربان الصحافة موغلون في شهوة محاولاتهم قلب كل ذرة تراب في هذا الوطن بحثاً عن «خونة» و«عملاء» و«طابور خامس» و«مجوس» وفزاعة «الولي الفقيه» التي لا تلزم طيفاً عريضاً به، إضافة إلى اللعبة الجديدة والمرض الذي أحبه بعضهم وهو «أصلايمر» استناداً إلى تهمة مجنس التي يتنادى بها بعض الاعلاميين اليوم بعد أن سقطت الشماعات الأخرى.
ولكي يتجاوز هذا الوطن أزماته ومحنه وكل مفاصله الصعبة، لابد وأن يظهر على ساحاته عقلاء ينتشلون الإعلام مما هو عليه، كخطوة أولى، ولن يحدث هذا إلا بمؤسسة تعنى بالاهتمام باستعادة حقوق من انتهك حقهم في الوسط الاعلامي لتعود مختلف الأصوات الى الساحة ولتتوازن قوى من خلال منابر أعدت لأصواتهم التي من المفترض أن تكون صوتاً للشعب ولكل من يريد إيصال صوته لجهة ما، تعبيرا عن رأيه ومظلوميته واحتياجاته.
الجهة المسئولة عن هذا اليوم لا يمكنها أن تقوم بدورها لأن المسئولين عنها هم ذاتهم المسئولون عن الصحف والمؤسسات التي انتهكت حق هؤلاء، فكيف يمكن للخصم أن يكون هو القاضي؟ خصوصا إذا ما عرفنا أن أكثر من 90 صحافيا وعاملا في هذا المجال لم يعودوا لأعمالهم ولم تدافع هذه الجهة عنهم في بيان أو جملة واحدة أو كلمة ولو بشكل عابر.
واليوم نجد أن الحاجة إلى وجود نقابة للاعلاميين أو جهة أخرى غير الموجودة حالياً أصبحت حاجة ملحة، إذا لم يستطع المسئولون في هذه الجهة الحالية تعديل نظامها الأساسي بحيث لا يسمح للمتنفذين في الصحف والوسائل الاعلامية بتبوؤ مناصب فيها، بعد أن يعاد تعديل بعض بنودها الأخرى لكي تتناسب مع إصلاح منشود في الواقع الاعلامي يمكن من خلاله انشاء وسائل اعلام لا تمتهن السب والشتم وتمزيق المجتمع طائفيا من خلال إصدار ميثاق شرف إعلامي يوافق عليه العاملون جميعهم في هذا المجال، يفرض واجبات وحقوقاً تجاه المجتمع قبل الفرد وتجاه الوطن قبل المسئولين.
نحن بحاجة لميثاق يكون انطلاقة أولى لقانون صحافة يجرم من يسعى للتفرقة وينتهك حق غيره ويسيء له بصورة فجة نشاهدها كل يوم في الوقت الراهن في صحفنا واعلامنا المسموع والمرئي، من خلال عقوبات تردعه وتجعله اكثر التزاما بمهنيته وبميثاق الشرف المتفق عليه من قبل جميع العاملين. فهل هذا ضرب من الخيال؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3533 - الأربعاء 09 مايو 2012م الموافق 18 جمادى الآخرة 1433هـ
لذلك لم ولن يحصلوا على جائزة أو تقدير
بهذه الصبغة الطائفية الشاتمة المؤزمة المتعرضة للآخر بدون حياء لن يحصدوا سوى الخسران والأنقلاق على الذات التي تكره الآخر وتعمق الشرخ وتوغر النفوس ، ولن ينصلح الحال الا بتغيير الوجوه التي لطالما سبت وشتمت على الهواء مباشرة واستبدالها بمواطن لا يفرق بين هذا وذاك ويميل لطائفته أو عرقه ، أما مانراهم ما هم الا وحوش الطائفية واباطرتها .
الا يخجل
الا يخجل كتاب الصف الصفراء من انفسهم يعين الانسان حتى لو ماعنده ضمير ولا انسانيه بس يشوف روحه يشتم في الاخر وهو يعرف ان ذلك االاخر اشرف منه وانبل وعلى خلق وان الاخر مازال لا يرد عليه بالمثل ولكن الحياء نقطه اذا سقطت ذهبت مروءة الشخص والله المستعان
نريد اعلام حقيقي
الشأن الاعلامي في البحرين تعبان جدا والطائفية تسري في دمه بشكل سئ جدا عودوا لاعمالكم لكي نرى اعلام حقيقي خالي من الغربان والضباع
شكرا لكم بنتي على هالمقالة
أحـــــــاول ولكن ....
أراها أمامي وعلى مقربة مني ملونة وزاهية ولكن قلبي لا يميل إليها لانني اعرف ما وراء تلك الزينة البراقة من سموم .إنها ومع الاسف الشديد بعض الجرائد . ها هو العام الاول مضى وهي مكانك قف فلا تطوير ولا إنصاف ولا وطنية ولا حس ينبض بالصدق . إذا قولوا لي ماذ بقي ؟؟؟ أشم منها كل ما يفرق ابناء وطني بعكس جريدتكم الغراء جريدة الوسط .
م . الـــــــــــــــــبـــــــــــلادي