لم يكن الحال الذي وصل إليه الفريق الكروي بالنادي الأهلي واقترابه من خطر الهبوط لدوري الدرجة الثانية أمرا مستغربا في ظل المستوى الفني المتذبذب والأداء غير المقنع الذي قدمه منذ بداية الموسم الجاري وما زال يقدمه في مبارياته المصيرية.

«النسر» الأهلاوي الذي حقق لقب بطولة الدوري في الموسم قبل الماضي واجه وعانى الكثير من المشكلات والمعوقات جعلت منه فريقا غير قادر على (الطيران) فضلا عن مواجهة الفرق الأخرى وخصوصا أن صفوفه واجهت تغييرات كبيرة على مستوى الأسماء التي مثلته في الموسمين الأخيرين ووصلت إلى نسبة تقترب من 80 في المئة بعد ابتعاد بعض اللاعبين وهجرتهم للخارج، بالإضافة إلى التعاقد مع لاعبين محترفين «نص ونص» لم يضيفوا أية بصمة على أداء ومستوى الفريق.

وأمام هذا التغيير لم يكن العمل الإداري بحجم هذا التغيير، وليس في مستوى تعويض النقص الكبير من خلال التعاقدات «الهشة» التي جاءت على طريقة «كمالة عدد» وخصوصا بالنسبة للاعبين المحترفين.

ولعل تلك المشكلة «التعاقدات» أثرت وبشكل كبير على العمل الفني ووضعت الجهاز الفني أمام خيارات قليلة لا يملك من خلالها وضع الأساليب والطرق الفنية القادرة على ترجيح كفته في المباريات، وهو ما نشاهده على أرض الواقع في ظل افتقاد الفريق لمفاتيح اللعب التي يمكن الاعتماد عليها وتستطيع صنع الفارق على أرضية الملعب.

والأمر ليس مرتبطا فقط بالأخطاء الإدارية، إذ ان الفريق عندما حقق بطولة الدوري قبل موسمين واجه مشكلات كثيرة سواء بغياب الدعم الإداري أو غيرها من المشكلات، إلا أنه في نهاية المطاف نجح في الظفر باللقب من بين أنياب «الذيب».

إذا تبقى المشكلة موجودة بين ثنايا الفريق في الوقت الحاضر وخصوصا أنه خاض غالبية المباريات دون هوية وشخصية فنية نتيجة غياب الروح القتالية العالية والإصرار من قبل اللاعبين على تحقيق المطلوب منهم وهي حصد النقاط، إذ كشفت نتائج الفريق في المباريات العشر الأخيرة من الدوري الكثير وخصوصا مع غياب الفوز عنه ما جعله يترنح في القاع وحيدا، ونتيجة غياب الروح والحماس عن اللاعبين جعلت منه «نسرا» مكسور الجناحين لا يقوى على الطيران والارتفاع.

أخيرا، فإن مصير الفريق الأهلاوي يرتبط بأقدام لاعبيه، فالمباريات الثلاث المتبقية لديه في غاية الأهمية ربما (تنسف) تاريخ النادي الطويل والممتد من ثلاثينات القرن الماضي، ومتى ما استشعر اللاعبين أهمية النقاط فإنهم ربما ينقذوا هذا التاريخ بشرط توافر الروح القتالية العالية والحماس الكبير طوال 270 دقيقة هي عمر المباريات الثلاث، وربما تواجد الروح والحماس لدى اللاعبين يلغيان الفوارق الفنية الموجودة بينهم وبين بقية الفرق ويستطيعون من خلالهما حصد النقاط المتبقية واللازمة لبقاء «النسر الأصفر» في دوري الأضواء.