قال رئيس جامعة الخليج العربي خالد عبدالرحمن العوهلي، إن الاحتفال بيوم الأرض هو فرصة مواتية تلقي الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة من أجل استمرار الحياة والتمتع بحياة نوعية على سطح الكوكب، لافتاً إلى التحديات البيئية غير المسبوقة الناتجة عن تطلعات الإنسان اللامحدودة لبلوغ المزيد من التقدم والرفاهية، والتي على رغم مشروعيتها تخل بالتوازن البيئي وترفع سقف المخاطر.

ونوه العوهلي خلال افتتاحه فعاليات المهرجان البيئي الأول الذي أقيم أمس الأحد (6 مايو/ أيار 2012)، تحت شعار «عالم أخضر» بتنظيم من عمادة شئون الطلبة بالجامعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمكتب الإقليمي لغرب آسيا، بالجهود التي يبذلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال الحفاظ على البيئة، مؤكداً أن المجلس وضع عدداً من السياسات والتشريعات لحماية البيئة، إذ أبرم نحو أكثر من 25 اتفاقية ومعاهدة إقليمية ودولية بهذا الخصوص.

وأضاف «أطلق المجلس جائزة مجلس التعاون لأفضل الأعمال البيئية، كما قامت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر بتمويل سخي لصندوق أبحاث خاص بالطاقة والبيئة والتغيير المناخي، كما قام جلالة السلطان قابوس بن سعيد بتخصيص جائزة لقطاع الإنسان والبيئة، وهو ما يؤكد الالتفات لحجم التحديات البيئية والوعي بخطورتها على مستوى القيادات الخليجية».

وأشار العوهلي خلال كلمته في حفل الافتتاح إلى جهود جامعة الخليج العربي، والتي جسدت مشروع التعاون العلمي والتعليمي لدول المجلس، وكانت رائدة في التصدي لمشكلات البيئة في المنطقة، من خلال بناء القدرات والكفايات البشرية الخليجية المؤهلة والقادرة على إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلات، بالإضافة إلى توظيف خبرائها وخبراتها المتراكمة منذ إنشاء الجامعة، لتقديم خدمات استشارية لدول المنطقة والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في دول المجلس، بالإضافة للمساهمة في مساندة اتخاذ القرار ضماناً لاستدامة التنمية نحو مستقبل أفضل لأبناء ومجتمع دول الخليج العربية.

ويشار في هذا الإطار إلى أن الجامعة تشرفت باستضافة كرسي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مجال « العلوم البيئية « الذي ساهم في الكثير من الندوات والدراسات والاستشارات البيئة.

إلى ذلك، ثمن العوهلي مبادرة طلبة الجامعة في تنظيم الاحتفال بيوم الأرض تحت شعار عالم أخضر، وقال: «تأتي المبادرة لتؤكد على أهمية تشجيع المبادرات الطلابية والفردية من أجل رفع مستوى الوعي العام بقضايا البيئة ومشكلاتها، إذ إن حل تلك المشكلات يبدأ بتوعية الفرد الذي هو الفاعل الرئيسي الذي منه وبه وإليه تنتهي التنمية والحفاظ على البيئة».

ومن جانبها، أكدت مسئول برنامج القوانين والمعاهدات البيئية المتعقلة بالتنوع البيولوجي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ديان قليمة، في كلمة ألقتها بالنيابة عن القائم بأعمال مكتب غرب آسيا عادل فريد عبد القادر، أن شعار المهرجان يدعو للتذكر بالاقتصاد الأخضر الذي أصبح شعار الحياة المعاصرة لكونه ينظم عملية استهلاك الطاقة وإيجاد البدائل لاستخدام الوقود الأحفوري والتخلص من النفايات بوسائل متطورة.

وأشارت قليمة إلى أن التغيرات التي تشهدها المنطقة، ستمكن أبناءها من قيادة دقة القضايا البيئية وإحداث تغيير نوعي يحول الإنسان العربي إلى مشارك أساسي في التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، شعار للحفاظ على البيئة التي أهملت على نحو خطير في السنوات الماضية، موضحة أن نسبة مساهمة البلدان العربية في منظومة الاقتصاد الأخضر لا تصل إلى واحد في المئة.

وقالت: «على رغم انتهاج الدول العربية نماذج جريئة للنمو الاقتصادي، فشلت سياستها العامة في تحقيق أبعاد الاقتصاد الأخضر الثلاث، المتمثلة في الاعتبارات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على الموارد الطبيعية بهدف استغلالها استغلالاً مستداماً»، مشيرة إلى أن «التخطيط الاقتصادي السائد لايزال مرتبطاً بنمو قصير الأجل للناتج المحلي الإجمالي، وبحلول سريعة مع إهمال الأسباب الكامنة للفقر وانعدام العدالة والبطالة والتدهور البيئي، وهو ما لم تقابلها سياسات تستجيب لهذه النواقص».

من جانب آخر، أطلق الطالب بكلية الطب والعلوم الطبية جلال توراني مبادرة طلبة جامعة الخليج العربي البيئية والتي تمتد لثلاث سنوات، بهدف حماية البيئة ونشر الوعي لدى جيل الشباب لتحمل المسئولية في الحفاظ على البيئة ومواردها، عبر إعادة تدوير النفايات والتخلص من استخدام البلاستيك الرديء الذي لا يتحلل بسهولة وتشجير الطرق بنباتات لا تستهلك الكثير من المياه، بالإضافة إلى تشجير طرقات مجمع السلمانية الطبي.

وقالت عريفة الحفل الطالبة وجدان البلوشي، إن البيئة تعرضت في السنوات الأخيرة إلى انتهاكات عظيمة شكلت تهديداً لا تتحمل تبعاته، وهو ما يحتم تكثيف الجهود للحد من تداعيات الغزو الذي تتعرض له البيئة.

وتخلل المهرجان عرض لفيلم يوثق مشاركة طلبة الطب في تنظيف ساحل النادي البحري بالعاصمة ومعرض شارك فيه كل من برنامج علوم الصحراء والأراضي القاحلة بكلية الدراسات العليا بالجامعة، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، والهيئة العامة لحماية الثروة البحرية، ووزارة شئون البلديات والتخطيط والعمراني وجمعية أولياء أمور المعوقين.