العدد 3528 - الجمعة 04 مايو 2012م الموافق 13 جمادى الآخرة 1433هـ

صحبة الأمل والبحر وفيروز

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

الأصدقاء هم القادرون على منحك الأمل حين تجف ينابيعه من روحك، بعد أن تتمزق كل خيوط الاتصال بمن وما حولك. يجددون فيك ابتسامة لم تعد تعرف شكلها كلما عصف بك اليأس وأخذك إلى سواحل مليئة بالمخاطر.

الأصدقاء أرواح خلقت من بياض، تظللك بالمحبة والألفة والفرح، تقتنص اللحظة التي تستطيع من خلالها التعبير عن محبتها لك بالفعل، والإيثار.

هم النور الذي يغمرك كلما اشتدت حلكة الظلام من حولك. وكلما تعاظم خوفك من المستقبل، أرسلوا إليك هالات من السكينة تغمرك في أحضانها لتخرج من محنتك أقوى وأكثر صلابة وإصراراً على مواجهة الآتي المجهول.

***

بالأصدقاء يكون شكل العالم أجمل، يكون لون البحر أصفى، وصوت فيروز أروع خصوصاً حين تسمعه بحنجرة أحدهم. وبهم يكون الأمل أكثر ضراوة ورفيقاً لا يغدر أو يخون.

***

الأصدقاء الذين يأتون على غفلة من غدر طالك، هم من ينتظرون معك قطار الفرح القادم.

الذين يجيئون لك بجناح سلام داخلي يرتب ما تبعثر بقلبك وروحك، هم الوحيدون القادرون على إعطائك صكّ انتصار على الوحدة.

***

في الأوقات الصعبة التي يسميها فاقدو الأمل: مصائب، تعرف من هو الصديق الحق من الآخر المزيف، وحين تتعرف على أحدهم في وقتٍ كانت كل الأقنعة بعيدة عن الجميع، تكون محظوظاً، لأنك ستعرف توجهاته وطبيعة شخصيته ولون قلبه من دون مستحضرات تجميل، وهو ما أفرزته المرحلة السابقة ووهبته لكثيرين ممن انقطعت علاقاتهم بأصدقاء مزيفين واستبدلهم القدر الجميل بأصدقاء قلوبهم لا تقدر بجميع أموال الدنيا، برغم صعوبة الفترة وقسوة المرحلة.

أصدقاء ربما لا تعرف عنهم الكثير، عن ماضيهم وتجاربهم في الحياة، لكن يكفي أن تعرف أنهم سيكونون إلى جانبك حين تشعر بالوحدة وسيرسلون إليك قارب نجاة من أرواحهم وكفوفهم حين يدهمك الموج ويحاول إغراقك، أو حين تغرق أنت بالموج من غير أن تشعر بأنك ذاهب إلى حتفك، حينها تشعر بأن الله معك لن يخذلك لأنه أرسل إليك قلوب ملائكة في هيئة بشر يقاسمونك دمعتك وابتسامتك، وذاكرتك!

نعم ذاكرتك! وذلك حين تتقاسمها معهم أحاديث بعطر البحر في ليالٍ يكون فيها القمر شاهداً على هذا الصفاء بينكم، تتحدث معهم عن ذاكرة لم تنبشها خشية الغرق في تفاصليها من غير أن تحصل على طوق نجاة. تتحدث معهم وتنصت لذاكرتهم التي لا تختلف كثيراً عن ذاكرتك باعتباركم مررتم بنفس الظرف ونفس المكان ونفس الألم.

***

الأصدقاء سنابل سلام، وقُبَل محبة.

ومضة

مجموعة الأمل والبحر وفيروز: حسين، وفاء، نبيل، هاجر، مجتبى، فاطمة، حمزة، باقة ورد منداة بالأمل والمحبة والشكر الوفير أقدمها لكم، لأنكم كنتم عنوان هذا المقال.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3528 - الجمعة 04 مايو 2012م الموافق 13 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:31 ص

      خيو مشكورة

      خيو انتين واجد عظيمة حسيت اني وياكم على البحر اسمع فيروز واشرب شاي واتكلم عن الامل الله يخليكم لبعض ولا تنسين ان احنا كلنا نحبش واجد وننتظر مقالاتش بفارغ الصبر الله يخليش لينا تعطينا الحب والامل دايما

    • زائر 9 | 6:10 ص

      الكاتب والكتاب

      من المعروف أن الصداقة ليست بالعلاقة التي يمكن حصرها في الانسان والحيوان والنبات. فالصدق للصداقة والكتاب يُكتب للقراءة. وأما الصلة بين الكتاب وعنوانه فمعروفة.
      الا أن هذا النوع من الصداقة يشتكي في الظاهر من الجفاء من قبل طرف. فهل باطن صداقة الكتاب تكشف غير ذلك؟

    • زائر 8 | 4:34 ص

      الله

      انكان زين اني وياكم في المجموعة ممكن تضيفوني اني حبيتكم. بلقيس

    • زائر 6 | 2:52 ص

      مقال رائع

      شكرا للكاتبة المبدعة الأستاذة سوسن على الكلمات العذبة المليئة بالأمل والتفاؤل ومثل مايقول المثل الصديق وقت الضيق. إذا احتجته تراه أمام ناظريك أستاذة لا تحرمينا من عذب كلماتك.

    • زائر 5 | 2:51 ص

      مقال رائع

      شكرا للكاتبة المبدعة الأستاذة سوسن على الكلمات العذبة المليئة بالأمل والتفاؤل ومثل مايقول المثل الصديق وقت الضيق. إذا احتجته تراه أمام ناظريك أستاذة لا تحرمينا من عذب كلماتك.

    • زائر 4 | 2:33 ص

      هل تقبليني صديق

      الاخت العزيزة سوسن كل البحرين تتمنى تكون صديقة لك.لانك نظيفة القلب عرفناك عن قرب في اكثر.من موقف وكنت مثال للمراة الرائعة القوية الحننونة الجميلة المميزة . شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم.
      احييك على هذا المقال واهنئ اصدقاءك على هذه الصحبة

    • زائر 3 | 2:15 ص

      صداقة جميلة

      رائع استاذة سوسن . اللله يخليكم لبعض وليتنا كنا من هذه المجموعة التي تتشارك في البحر والامل وفيروز \r\nالصداقة من اروع هدايا الله لنا اختي العزيزة

    • زائر 2 | 1:40 ص

      قال رائع

      شكرا جزيلا للكاتبة القديرة والمبددعة الاستاذة سوسن دهنيم على هذا الموضوع الرائع والمميز ، الذي يسمو بالعقل والقلب والوجدان .

    • زائر 1 | 12:21 ص

      جمال قلبك

      مقال يشع بريقا , له صفة اللؤلؤ ...وجمالا يشبه قلبك الكبير...وفكرك المترامى . من هنا يكبر الوطن ويبتسم الانسان

اقرأ ايضاً