نقل محام يدافع عن آخر رئيس وزراء في ليبيا في عهد معمر القذافي قوله إن الزعيم الليبي الراحل مول حملة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الانتخابية في عام 2007 بمبلغ وصل إلى 50 مليون يورو (66 مليون دولار).
ورفض ساركوزي الذي يواجه معركة صعبة في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية التي تجرى يوم الأحد القادم الاتهام في تصريحات لتلفزيون كانال بلوس متسائلا "من يصدق هذا الهراء؟" وأضاف "إنه أمر شائن وبغيض."
وكان ساركوزي وصف من قبل خطاب يرجع تاريخه إلى عام 2006 يزعم أنه صادر من أجهزة المخابرات الليبية السابقة ويناقش "اتفاقا من حيث المبدأ" لدفع 50 مليون يورو لحملة ساركوزي.
وقال ساركوزي إنه سيقاضي الموقع الإلكتروني ميديابارت لنشره الوثيقة التي يقول الموقع إنها تثبت أن حكومة القذافي سعت إلى تمويل خوض ساركوزي انتخابات الرئاسة الفرنسية عندما كان وزيرا للداخلية.
ولكن محامي رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي علي المحمودي المحتجز حاليا في تونس انتظارا لقرار بتسليمه إلى ليبيا قال اليوم الخميس إن الخطاب حقيقي وإن التمويل قدم.
وقال المحامي بشير سيد للصحفيين في تونس إن المحمودي أبلغه بأن القذافي قدم بالفعل تمويلا لحملة نيكولا ساركوزي الانتخابية.
وأضاف أن المحمودي أبلغه أن موسى كوسا وزير الخارجية في عهد القذافي هو الذي وقع الخطاب الذي أقر التمويل.
وهرب كوسا من ليبيا إلى بريطانيا في مارس/ آذار 2011 طالبا اللجوء بعد أن ترك حكومة القذافي.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن المحمودي قال إن كوسا وقع وثيقة التمويل الذي بلغ 50 مليون يورو.
ولم يتسن الاتصال بكوسا للتعليق. ولكن مصدرا قريبا منه قال إنه يؤكد من جديد تصريحا أدلى به لوسائل إعلام فرنسية قبل أيام قليلة قال فيه إن هذه المزاعم كلها كاذبة.
وظل المحمودي شخصية قوية داخل نظام القذافي الحاكم لسنوات.
وشغل منصب رئيس الوزراء في الفترة من 2006 وحتى فراره إلى تونس المجاورة في أغسطس/ آب الماضي مع سيطرة المتمردين على العاصمة الليبية طرابلس.
وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي يحكم ليبيا منذ الإطاحة بالقذافي العام الماضي أمس الأربعاء إن الخطاب مزور.
وقال في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء إنه بعد أن نشرت وسائل الاعلام أنباء الرسالة اطلعت عليها السلطات الليبية وفحصتها ولم تجد أي إشارة لها في المحفوظات الليبية كما أن التحية التي تبدأ بها غير معتادة بالنسبة إلى النظام السابق.