العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ

الصحافة في يومها العالمي!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ماذا ننتظر من الصحافة في البحرين؟ وخصوصاً بعد تراجعها بحسب التقرير السنوي لمنظّمة «فريدوم هاوس» بشأن حرّية الصحافة في العالم! وبعدما وصلنا إليه من استخدام الصحافة للابتعاد عن القضايا الحقيقية المهمّة، وتوظيفها للتركيز على مسألة التأجيج الطائفي وزيادته!

المتتبّع لأخبار الصحافة في البحرين يؤكّد تراجعها من دون الرجوع إلى تقارير أو إحصاءات، وعلى رغم التصريحات الرسمية عن رفض تعرّض الصحافي للإهانة أو الاعتقال بسبب رأيه السياسي، فإنّ الاهانات تُصب علينا من كل جانب، سواءً إهانات مباشرة عن طريق الكلام والسب والشتم والتحقيق، أو غير مباشرة عن طريق الضغط علينا في أعمالنا الرئيسية الأخرى، أو عدم حصولنا على الحوافز أو الكذب والافتراء على أدائنا في العمل.

ويا ليتنا نتوقّف عند هذه النقطة في الوطن، فالصحافة هنا متأثرة بالمجتمع المحلّي بشكل قوي جدّا، فلو كنت صحافياً في صحيفة لا يهواها المحيطون بك، فويلك ثم ويلك، لأنّك ستكون الخائن والضار والآفة في هذا المجتمع المحيط! وإن كانت أفكارك تختلف عن أفكارهم، فإنّ ثقافة التفريق والتقسيم ستصيبك لا محالة، لأنّها الشمّاعة القريبة من أجل التخلّص من الأمور العالقة الأخرى.

ما هكذا نود رؤية بلد الحضارات، ولا هكذا نريد أن تكون البحرين، بل نريدها سبّاقة في حماية الصحافيين والحرّيات الصحافية، كما نريدها أن تتحرّر من ثقافة الإقطاع، لأن الأزمان تتغيّر، ولكنّ للأسف مازال الناس يتغنّون بثقافة الأجداد والآباء كما قال الكاتب عبدالله القصيمي، وهذا مدعاة إلى عدم تحرّكهم نحو الأفضل، نحو زمن الحرّيات والشفافية والمطالبة بالحقوق.

يعتمد الجميع على الصحافي من أجل الحقيقة، بعضنا يتشبّث بفكر ورؤى، والبعض الآخر محايد، ولكن المتشبّثين أكثر عدداً من المحايدين، لأنّ الحياد تركيبة صعبة لا يستطيع بعضهم الوصول إليها، وبالتالي ندخل في إرهاصات مجتمعية واثنية وقبلية لا متناهية.

إنّنا ندخل التاريخ بطريقة معكوسة، فنحن لا نلمس تطوّراً في مسألة حرّية الصحافة على الأقل، وحرية التعبير ايضا، ودخولنا بهذه الطريقة سينتج عنه تخلّف لأزمان حتى نعالج مسألة الحرّيات الصحافية.

يرى بعض الناس حضور الصحافي دليلاً على خلق المشاكل لا وجودها، وما الصحافي إلاّ ذلك المحترف الذي يجب أن ينقل الصورة من أرض الواقع، حتى تُحل المشكلات المتراكمة في المجتمع.

تحية نوصلها لكل صحافي تعرّض للإهانة أو للتحقيق أو للتعذيب أو القتل، بسبب كلمة حق يؤمن بها. وتحيّة تقدير لكل صحافي حُر أبى أن يُجَرَّ إلى الفساد وإلى دائرة الشكوك والطعن في أيديولوجيات الناس واثنياتهم.

وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:49 م

      هذا الصحافي

      كان يكتب عموداً في صحيفة الوسط التي لا مكان للطائفية فيها. كان مع الحق و يتصدى لكل مظاهر الفساد الإداري والسياسي في البلاد. و انتقل هذا الصحافي لصحيفةٍ أخرى، ولكنه لم يخرج عن خطه. ولكنه إنقلب فجأةً مع بداية الأحداث في البلاد، و استظافته إحدى الإعلاميات المؤججات للفتنة والكراهية بين أبناء الوطن- في برنامجها الطائفي الشهير، فأخذ يخوّن و يتهم المعارضين بما يتناسب و هوى مقدمة البرنامج. ثم ما لبت أن انضم كقيادي بإحدى الجمعيات الطائفية المعروفة التي مزقت الوحدة الوطنية بإسم هذه الوحدة للأسف الشديد

    • زائر 9 | 6:40 ص

      ابنتي العزيزه

      هل تصدقين اننى لا اقرا الاجريدة الوسط لانها لاتسطر الاكاذيب مثل غيرها من الصحف وكتابها وطنيون ومحبون للوطن وغيورون ومن يقول انهم خونه هم الخونه الذين خانوا انفسهم قبل ان يخونوا بلدهم وجمعه مباركة لك ولجميع الشرفاء في هذا البلد

    • زائر 7 | 2:42 ص

      سلمت يداك

      قلمك الحر النزيه المنصف هو الذي يبعث الامل الى ما نصبوا اليه من صحافة حرة تعبر عن الآم ومعاناة المواطنين والتطلع الى حياة افضل يسودها العدل والمساواة دون تمييز .

    • زائر 6 | 2:10 ص

      أيتها الشريفة...

      صباحك خير وتقدم يادنة البحرين ولكل الشرفاء في الوسط الذين حملوا على عاتقهم الإنتصار للوطن سيخلد التاريخ وفي القريب العاجل اسمائكم من نور وستكرمون في الميادين العامة (اليس الصبح بقريب) ودمتي محفوظة بعين الله المقتدر.

    • زائر 5 | 1:58 ص

      عزيزتنا مريم

      النفي الرسمي قد يكون مبررا في احيان لأن الدول والمسئولين يدافعون عن انفسهم لكي يبقوا على الأمتيازات التي أخذوها من الشعوب ، لكن كيف يبرر اهانة الصحفيين لأنفسهم ويقوم بعضهم بالدفاع المستميت عن ما يسمونه حرية فقط لأنه يختلف مع توجهات معينة في المجتمع في حين هذا الصحفي يستخدم كأدات لتمرير أفكار اليد الباطشة بالناس ليصبح هو أيضا ( الصحفي ) مشاركا في قتل الصحفيين الشرفاء وباقي الناس المتصدين لعنجهيات الظلم والأستبداد تحية لك ولكل صحفي شريف ولكل كتاب الوسط .

    • زائر 4 | 1:00 ص

      أيام الاسبوع وأيام السنة.

      أسماء ايام الاسبوع معروفة ، لكن يوم الشجرة ويوم الارض ويوم المرأة ويوم الاسرة ويوم الصحافة، وغيرها أيام تتكرر كل سنة.
      اسم اليوم لتحديد أي يوم في الاسبوع!
      فلما أسماء أيام السنة؟
      هل لتحديد الفرح أم الضرر الواقع على من سمي اليوم باسمه؟

    • زائر 3 | 11:37 م

      كلمة الحق لم تبقي لي صديق

      جمعة مباركة

      والأسف كل الأسف على الاقلام التي تتنفس الحقد الشخصي الدفين على مصلحة الوطن

      فما أن أتت فرصت التنفيس حتى أخذت في التشهير والتخوين وكأنهم هم وحدهم قلوبهم على الوطن بمجرد اختلف معهم أخرون في بعض القضايا

      والآسف الشديد أنا نعدهم من الكتاب أوالصحفيين فماقالتهم كوبي بست من بعضهم بعض واليك بعض المفردات المكررة : خونة حزب الله ايران صفوية مؤامرة تخريب الوطن الشرفاء الارهابيين دوار مجلس التعاون قطع اللسان المؤذن ...

    • زائر 1 | 10:09 م

      كاسر الصمت

      طبعا الصحفي في بلادي صحفي محيط بدائرة من
      القوانين لا يستطيع الخروج منها
      واذا خرج تكابلت علية الكلامات من كل جانب ( خائن - عدو- ) استوقفني موقف ودائما يخطر في بالي كنت في محاضرة بالجامعة توجة الدكتور بسأل لكل طالب هل تشتري الصحف الورقية ام تقرأها على الكمبيوتر أجابت طالبة انا اشتري جميع الصحف ما عدا جريدة الوسط .
      أدهشت بالإجابة لماذا
      هل الوسط تنقل اخبار عكس ما تتبنون
      فقلت الهجمة الشرسة على جريدة الوسط أثرت بشكل كبير على الشارع الاخر
      ودمتم جريدة وسطية في جميع الاخبار
      تحياتي

اقرأ ايضاً