دائما ما تأتي الاستفتاءات حول أفضل مسابقات الدوريات الأوروبية إثارة وقوة صوب الدوري الإنجليزي والإيطالي، مع دخول فرق متعددة في صلب المنافسة على البطولة، وإن اقتصرت في نهاية البطولة على فريقين فقط، كما هو الحال الآن في إنجلترا مع فريقي مدينة مانشستر، اللذان يتعادلان حاليا في نقاط الصدارة مع أفضلية فارق الأهداف لصالح «السيتزين» بعدما كرر فوزه ذهابا أمس الأول على ملعبه بهدف نظيف، استعاد من خلاله فرصة الظفر بلقب الدوري منذ 44 عاما، وحتى في إيطاليا التي ستذهب فيها البطولة على ما يبدو إلى السيدة العجوز وسط منافسة شرسة من ميلان والفارق 3 نقاط فقط.
يعرف الجميع أن المنافسة في الدوري الاسباني تقع بين فريقين فقط طوال جولات المسابقة، منذ بدايتها وحتى نهايتها، وكذلك في ألمانيا التي لا تبتعد فيها المنافسة عن فريق بايرن ميونيخ، وقد دخل البطل الحالي بروسيا دورتموند على الخط بقوة وفاز باللقب للموسم الثاني على التوالي، مستغلا انشغال البافاريين بالتفكير كثيرا بالنهائي الأوروبي الذي سيقام على أرضهم، وسيواجهون فيه المفاجأة تشلسي الإنجليزي 19 مايو/ أيار الجاري، فيما إن المنافسة في الدوريين الإنجليزي والإيطالي تتعدى ذلك، مع وصول المنافسة إلى وجود 7 أندية في إنجلترا، و5 في إيطاليا، ولعل لعبة الكراسي المتحركة بين قطبي الصدارة، وخسارة ميلان ومانشستر يونايتد للصدارة ليست إلا دليلاً واضحاً على أفضلية الدوريين، على عكس إسبانيا وألمانيا التي حافظ فيها ريال مدريد على الصدارة، على رغم اقتراب برشلونة منها قبل الكلاسيكو، وبايرن ميونيخ قبل لقائه دورتموند.
قد يختلف البعض معي في تقييمي لمستوى البطولات، إلا أن المعطيات الأخيرة والموجودة على أرض الواقع تعطي الأفضلية لهذين البلدين، على رغم تراجع الإيطاليين في المسابقات الأوروبية، وهم الذين خسروا هذا الموسم مقعدا لصالح ألمانيا في دوري أبطال أوروبا، إلا أن ذلك لا ينفي قوة المسابقة المحلية لديهم، والتي ينقصها فقط الحضور الجماهيري، والذي تعرف أسبابه، لكون الملاعب التي تقام عليها مملوكة لبلدية المدن، ما عدا ملعب يوفنتوس الجديد، وهذه ميزة أيضا تعطي الأفضلية لإنجلترا وألمانيا، وأقصد بها الحضور الجماهيري.
خليجي 2012 السلاوي
تنطلق بعد أيام قليلة البطولة الخليجية لكرة السلة ممثلة بمشاركة فريقين عن البحرين، وهما الحالة والمحرق، متمنين أن تحقق البطولة الهدف الأسمى بالمنافسة القوية من قبل الفريقين، على رغم الصعوبات المتوقعة في مثل هذه البطولات التي يكون فيها عامل الطول، حاسما في التتويج بالبطولة، وهذا ما تعمل عليه الأندية القطرية التي تقسّم لاعبي منتخبها الوطني على فريقيها المشاركين، إضافة إلى عامل التجنيس المفضوح لديها، ما يجعلها الأقرب للتتويج بالبطولة.
ولعل البطولات الماضية التي كانت تشهد مشاركة أبناء الخليج فقط، كانت لتظهر مدى قوة الفرق البحرينية، حين كان الأهلي والمنامة ينافسان الجميع ويتوجان بالبطولات، إلا أن الطرق المستحدثة للمشاركة، جعلت من المنافسة على لقب البطولة أمرا صعبا بالنسبة للفرق البحرينية التي تفتقر بشكل كبير للاعبي السلة الطوال.
نتمنى أن تكون مشاركة المحرق والحالة إيجابية في نتائج البطولة، وأن لا يكون دورهما مجرد مشاركة شرفية لا ترتقي لمستوى الطموح، خصوصا مع السبل الموفرة لهما لإظهار ما يمتلكانه من إمكانات تقارع البقية.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3525 - الثلثاء 01 مايو 2012م الموافق 10 جمادى الآخرة 1433هـ