العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ

مواجهة هودجسون للجماهير الإنجليزية أصعب من تدريب المنتخب

لا شك في أن المدرب البريطاني روي هودجسون من أكثر الناس الذين تحلو رفقتهم ، فهو يرتاد مسرحيات الكاتب الشهير آرثر ميلر ويطلق النكات على تمثال محرر شيلي برناردو أوهيغنز الموجود قرب منزله في ضاحية ريتشموند بجنوب غرب لندن.

إنه شخص ذكي ومتعلم ويجيد الاستماع إلى الآخرين كما يجيد فن الحديث. رجل دولي حقق نجاحات عبر أوروبا كلها بداية من تحويل أسلوب اللعب في الدوري السويدي السبعينات وحتى تدريب منتخبي فنلندا وسويسرا.

ولكن في المؤتمرات الصحافية، دائما ما يبدو هودجسون مشدود الأعصاب. فهو لا يطلق المزحات الساخرة السهلة مثل هاري ريدناب ولا يداعب وسائل الإعلام لا من قريب ولا من بعيد مثل مدرب فريق توتنهام هوتسبر الإنجليزي.

وعندما كان مدربا لليفربول في عصر مالكيه الأميركيين توم هيكس وجورج جيليت، بدا هودجسون بعيدا عن عمقه الذي اشتهر به ودائما ما كان يحتك بأكثر جماهير إنجلترا حساسية على النحو الخاطئ.

وفي حال توليه منصب المدير الفني لمنتخب إنجلترا، المرشح له بقوة، هذا الأسبوع فسيكون هذا الشعور بالتوتر والعصبية أمام الكاميرات مشكلة كبيرة بالنسبة لهودجسون.

سر استبعاد ريدناب

وقد استفسر عضو بارز بنادي جماهير إنجلترا مارك بيريمان، بالفعل عن السر وراء عدم اختيار ريدناب ليكون المرشح الأول لتدريب البلاد بدلا من هودجسون.

وقال: «أكاد لا أصدق أنهم لم يحاولوا الاتصال بريدناب. أعتقد أن الجماهير والرأي العام الرياضي بشكل عام من حقهم أن يعرفوا الموقف مع ريدناب».

وأضاف «يمكنني تخيل أن يكون ريدناب هو من رفض المنصب ولكن الجماهير من حقها أن تعرف حقيقة الموقف».

هذا السلوك قد يبدو غير مبرر من جماهير إنجلترا، فقبل 6 أعوام عندما كان ستيف ماكلارين يحتل المركز الثاني في قائمة المدربين المرشحين لتدريب إنجلترا خلفا للسويدي سفن غوران إريكسون أطلقت عليه الجماهير اسم «الاختيار الثاني ستيف» ما قلل من شأن المدرب وصلاحياته منذ البداية.

وسواء كان ريدناب، الذي يتمتع بقاعدة شعبية عريضة في إنجلترا، هو الاختيار الصائب أم لا لتولي تدريب البلاد فقد كان سيحظى بتأييد ودعم الجماهير في كل الأحوال.

الغريب أيضا أن ريدناب تمت تبرئته من اتهامات التهرب الضريبي قبل ساعات من استقالة مدرب إنجلترا الأسبق الإيطالي فابيو كابيللو من منصبه اعتراضا على نزع شارة قيادة الفريق من المدافع جون تيري انتظارا لما ستسفر عنه جلسة الاستماع الخاصة به في قضية توجيهه إساءة عنصرية للاعب آخر.

مقارنة طريقة اللعب

ولطالما لعبت فرق ريدناب بطرق مفتوحة مقدمة أداء هجوميا، وعلى رغم أنه دائما ما بدا تكتيكيا غير قادر على تغيير مسار المباريات فقد تكون طريقة إدارته ناجحة على المستويات الدولية.

وعلى الجانب الآخر، فإن هودجسون أكثر حذرا وعقلانية. ويحرص على الحفاظ على طريقته المنظمة المباشرة في الأداء التي حقق بها نجاحا كبيرا في السويد خلال السبعينات.

وهذا الأسلوب أثبت نجاحه قبل عامين في إنجلترا نفسها عندما قاد هودجسون فريق فولهام إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي، كما أن قدراته وإمكاناته كمدرب لا يمكن التشكيك فيها.

وحتى لو كان الوقت المحدود الذي عادة ما يحصل عليه المدربون الدوليون كافيا بالنسبة لهودجسون لتوصيل رسالته التدريبية للاعبي منتخب إنجلترا، فقد تأتيه المقاومة من ناحية اللاعبين أنفسهم.

يجب أن يجمع هودجسون كل اللاعبين والجماهير المشككين إلى جانب وسائل الإعلام إلى جانبه فيما يبدو كمهمة بالغة الصعوبة وخصوصا مع استمرار ضغوط مؤيدي ريدناب من ناحية أخرى.

وعلى رغم نجاحه في إثبات قدراته التدريبية من جديد مع ويستبرومويتش ألبيون الذي تولى تدريبه قبل 15 شهرا ليحوله من فريق مرشح للهبوط إلى فريق آمن في منتصف جدول ترتيب فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد لا يحقق هذا الأمر اختلافا كبيرا بالنسبة لهودجسون مع منتخب إنجلترا.

فقد يصبح، كما كان في ليفربول، مدرب جيد ولكن غير مناسب في منصب جاحد.

العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً