العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ

مشكلتنا ليست «علاقات عامة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يخطئ من يعتقد أن المشكلة في البحرين تختص بمجال «علاقات عامة»، وأن الحل يكمن في توظيف شركات علاقات عامة لحل المعضلات التي نمر بها. ولو عدنا، مثلاً، إلى مطلع السبعينات من القرن الماضي فلربما تجد أن فيلماً أنتجته شركة «ديزني»، باللغة الإنجليزية، عن البحرين من خلال قصة متخيَّلة لصبي شجاع جرى من خلالها التعريف بتراث البحرين وبجوانب جميلة جدّاً من بلادنا كان له أثر إيجابي. فقبل عدة سنوات قال أحد الأوروبيين المحترفين في مجال عمله إنه اختار العيش في البحرين بعد أن شاهد الفيلم، وإنه عندما جاء إلى بلادنا رأى على أرض الواقع طيبة هذا الشعب وأريحيّته، وزار المناطق الأثرية التي ذكرها الفيلم، ومن ثم قرر البقاء.

ولو انتقلنا إلى سنوات لاحقة فسنجد أن البحرين كان يأتي ذكرها في سياق قصص نجاح، مثلاً، إن طائرة «الكونكورد» اختارت البحرين في مطلع 1976 لهبوط أول رحلة تجارية من لندن، وكانت حينها بلادنا الأكثر تطوراً في حركة الطيران و «الترانزيت» والاتصالات والخدمات... وفي تلك الفترة (منتصف السبعينات) أيضاً شهدت البحرين انتقال المصارف إليها بعد أن تحوّل لبنان من «سويسرا الشرق الأوسط» إلى ما يشبه منطقة البلقان بعد انفجار الصراع السياسي وانفجار حرب أهلية أتت على منجزات الدولة اللبنانية التي كانت متقدمة على جوارها في مجالات عديدة.

في ثمانينات القرن الماضي بدأ الوضع في البحرين يتغير، إذ بدأت تتراكم المشكلات السياسية، وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، مثلاً، تخصص ملاحق دورية عن البحرين بصفتها المركز الوحيد في الشرق الأوسط بالنسبة إلى القطاع المالي والمصرفي. ولكن بعض تلك الملاحق احتوت على إنذارات أيضاً لحكومة البحرين بأنها تحتاج لكي تحافظ على موقعها الريادي أن تعالج الجانب السياسي الذي بدأ يؤثر على تلك المنجزات. ولكن البحرين كانت في المقدمة - من ناحية تنويع الاقتصاد والخدمات المتطورة - مقارنة مع دول الجوار، ولذا فقد تم تجاهل كثير من الملاحظات السياسية التي كانت تذكر منذ ذلك الحين.

ثم جاء عقد التسعينات، وشهدت البحرين انتفاضة شعبية، واستمر الحراك الشعبي ضمن مخاضات سياسية واجتماعية عديدة، وألقى بآثاره على كل جانب من الحياة العامة... وجاء بعد ذلك العام 2001، حين دشن ميثاق العمل الوطني مرحلة مختلفة، استطاعت البحرين من خلالها أن تتعافى في عدة جوانب من خلال عدد من الإجراءات التصحيحية. غير أن الأمور عادت إلى التعقيد في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت هناك مؤشرات كثيرة لم يتم الالتفات إليها، وهذا ساهم بشكل مباشر في تطور الأوضاع بشكل غير متوقع العام 2011، وآثار ذلك مازالت معنا. والحل لا يكمن في «علاقات عامة»، لأن الذي شاهد فيلماً لشركة «ديزني» في مطلع السبعينات، أو سمع عن الكونكورد، قام بزيارة البحرين ورأى شواهد على ما شاهده وسمعه عن البحرين.

واليوم نحن نعيش في عصر شفاف يمكن للمرء أن يعرف تقريباً عن أي شيء في أي مكان في العالم، ومهما كانت الإجراءات المعتمدة حالياً لإقامة «ستار حديدي» فإنها لن تكون بأقوى مما كان عليه الاتحاد السوفياتي المتطور جدّاً في زمانه. ففي نهاية الأمر، فإنّ شركات العلاقات العامة تجذب الأنظار إلى البلد أو المؤسسة، وعندما تنجذب الأنظار تحدث مقارنة بين ما يقال وواقع الحال، وإذا كان الاختلاف كبيراً أو متناقضاً... تكون النتائج عكسية وسلبية جدّاً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 4:54 م

      مشكلتنا في البحرين

      مشكلتنا في البحرين فيك وفي اشكالك من المتأمرين علي الوطن وال خليفة قصب عليكم حكام البحرين وبوعلي تاج راسكم كلكم

    • زائر 25 | 12:49 م

      لماذا ؟
      ومن الذي يقوم بهذا ؟
      والى متى ؟
      وما هو السبيل لان يتغير هذا؟
      وماهي الضريبة لهذا ان لم يتغير هذا العمل ؟

    • زائر 23 | 7:58 ص

      اعقلها واتكل

      للانسان عقل ومخ ودماغ.
      فاحداها للتفكير والآخر للتدبير فبأيها يعي ومتى يصل الى الادراك؟
      فالتغير أسرع من ما نتصور قد يمكن للخيال العلمي أن يدركه لكنه أسرع من الواقع المعاش ...
      فالحقيقة ليست مطلقة لكنها ترشد للحق!
      فالرياضيات للحساب وكل عمل يؤو الى مأب

    • زائر 22 | 7:39 ص

      الوسيلة والفضيلة والوسط

      من البديهي أن الاعلام والاعلان والدعاية والخدمات الاخرى من ما توصل اليه الانسان في القرن الماضي هي من الماضي.
      فاذا كانت الحرب الاعلامية في الماضي قائمة على التظليل والتشويش ناجة، لا يعنى هذا نجاجها اليوم مؤكد، وكذلك القوة كانت بالامس تحسم موقف أصبح يصعب عليها اليوم أن تكون كذلك. فسرعة التغيير في عصر السرعة لا تترك مجال.
      فاذا كان بالامس يكفي أن تفكر وتفسر أصبح اليوم أقل من العلم اليقين لا يكفي!
      فكيف لنا بأدوات الماضي حل مشاكل اليوم والمستقبل؟

    • زائر 21 | 7:05 ص

      كم تكلفة التلميع المزيف

      تدور ولدها وأهو فوق صدرها
      البحرين كلفة القمع والتلميع قد فاقت كلفة الإصلاح بكثير جداً
      العوض على الله
      الظاهر بنغرق مع قرارات طائفية حاقدة

    • زائر 17 | 3:36 ص

      تجميل الخارج واهمال الداخل لن ينفع ولن يجدي

      الصورة الحقيقة لأي بلد هي صورة البلد بنفوس اهله وسكانه وإذا كانت هذه الصورة مهزوزة فلن يجدي نفعا محاولة تثبيت الصورة خارجيا لأن الصورة بالداخل مهزوزة.
      قال الدكتور والكثير من المثقفين وقلنا معهم يا جماعة
      في ناس مهمشة في البلد ونفوسها في حالة احباط شديد تداركوا الامر ولم يسمع احد بل على العكس وتيرة التهميش أخذت في التزايد حتى وصلنا الى هذا الحال والآن هم بعد هناك من يسعى الى زيادة وتيرة التهميش وسنعود نفس الكلام ترى هذا الوضع يفضي الى انتكاسة اكثر خطورة. اللي علينا قلناه وبس

    • زائر 16 | 3:29 ص

      المكياج لا يجمل المرأة العجوز

      المكياج لا يجمل المرأة العجوز ، يمكن يفيد فترة وجيزة من الزمن وبعد ذلك تتكشف الملامح
      وغدا ستسقط الاقنعة وتبان الحقيقة ؟

    • زائر 15 | 3:15 ص

      ولدى منصور

      كما قلت لك بالامس مافهمت كل كلامك وحتى لو ماعرفته كله لكن اعرف معدنك يا ابن الاجاويد ومرة اخرى منصور يامنصور ويحفظك ربي

    • زائر 13 | 3:02 ص

      تجميل القبيح

      لايمكن ان تغير الواقع بشركات العلاقات العامة

    • زائر 12 | 2:59 ص

      الصوره سوداويه ..!!

      لا شركات علاقات عامه ولاخاصه بتنفع فالحقيقه واضحه بوضوح الشمس المشرقه

    • زائر 11 | 2:26 ص

      لكل شيء كلفة!!!!

      فالاسئلة تتوالى:
      لماذا كل هذا الانفاق على شركات العلاقات العامة؟
      لماذا كل هذا الانفاق على الامن؟
      لماذا كل هذا الانفاق على التسلح ؟
      لماذا كل هذا الانفاق على الاعلام؟

      فبلاجابة عن هذه الاسئلة ستتضح الصورة كاملة,,,,,و الله المستعان,,,,

    • زائر 10 | 1:59 ص

      منصور يا منصور

      معظم الشركات الرائده في البحرين مدرائها اجانب وهم يعكسون الوضع الصح للبحرين لاقاربهم وشركائهم التجاريين حول العالم على سبيل المثال لا الحصر شركات جواد وكيل لمئات الشركات العالميه وما حصل ويحصل لمنضومه جواد يعكس وضع البحرين في عالم التجاره حيث ان جواد قضى اكثر من نصف قرن وكيلا لشركات عالميه وطيله النصف قرن لم تشهد البحرين وضعا سيئا كما عاشت 2011 وامتد ل2012
      عزوف الشركات العالميه عن الاستثمار في البحرين وهروب الشركات الموجوده وضع لاتصلحه شركات علاقات عامه بل يصلحه اصلاح وطني شامل....ديهي حر

    • زائر 9 | 1:39 ص

      طيبة أهل البحرين

      أهم ما يجذب الاخرين للبحرين طيبة أهلها الاصليين التي توارثها الابناء من الاباء والاجداد

      لكن مع الاسف أصبحت حتى تلك السمعة مهددة

      بالغرباء الوافدين وهذا ما لمسه من عاش بين أهلها

      بالامس واليوم

    • زائر 8 | 1:33 ص

      لو البلد عدل

      لو البلد عدل

      انت اتصير مستشار

    • زائر 7 | 1:31 ص

      خطأ الاعلام الرسمي ( دعاية )

      من أكبر أخطاء الاعلام الرسمي رسم صورة مغايرة

      للواقع والتي يعبر عنها ( دعاية )

      وهذا الخطأ يكلف الكثير وأهمه فقد الثقة والمصداقية

      وهذا ما أصيب به الكثير من الاعلام والاعلاميين في الداخل والخارج حتى غدت بعض الصحف والمحطات مهحورة حتى من العاملين فيها واتجه القارئ والمشاهد لغيرها بحثا عن الصدق وما يلامس الواقع

      وكما يقال ( تستطيع خداع أو الكذب على بعض الناس بعض الوقت لكنك لا تستطيع خداع والكذب على كل الناس كل الوقت )

    • زائر 6 | 1:03 ص

      فعلا صحيح

      صحيح, بطبيعة عملي اتوجة الى العديد من الدول من اقصى الصين الى البلدان الاوربية وآخرها السويد, كل ما احتاجة للتعرف الى المنطقة التي اود التوجه لها فقط كبست زر.. استطيع من خلالها التعرف على المكان من ناحية المسارات و اهم الاماكن السياحية بالاضافة الى الجو السياسي العام... فما بالنا بما يحدث هنا في البحرين ؟؟!!

    • زائر 5 | 12:53 ص

      lمشكلة البحرين عويصه

      البحرينيون هم كشعب واحد بعيدا عن التخندقات الفئويه علبهم أن يلتفتوا الى جلب الاستثمار لخلق الوظائف للعاطلين والمهمشين حتى يقطعوا الطريق على من يستغل المظلوميه ليسيس الناس ويدفهم الى التخريب والعنف. الحكومه والمعارضه عليها مسؤلية الحوار والتوافق لمصلحة الوطن بعيدا عن اجندات شخصيه. الديمقراطيه طريقها طويل تتطلب تثقيف الناس لبماسوها بعيدا عن التعصبات القائمه

    • زائر 4 | 12:52 ص

      عملية الترقيع والتجميل لن تجدي نفعاً

      عندما يصدأ الحديد دأخل الجدار يجب إزالته, وبناء جدار آخر على إسس سليمة لكي يبقاء طويلاً من دون مشاكل!!!
      وأما عملية الترقيع والتجميل حتى لو تم إستخدام أعلى درجة من التقنيات الحديثة !!!
      سوف لن يصدم الجدار طويلاً !!!
      وسوف تكون عملية الأصلاح بعد ذلك باهظة الثمن !!!

    • زائر 3 | 11:50 م

      خلف الإصبع

      من يحاول التخفي من الإعلام ويواجه الواقع بالإنكار كمن يعتقد أن اصبعه قادر على اخفائه عن الناس في وسط سوق مكتظ

    • زائر 2 | 11:01 م

      حبل الكذب قصير ، واصبح اقصر في زمان التكنولجية الرقمية والربيع العربي

      عم استاذ منصور زمن العلاقات العامة في مجال علاقات الحكومات وشعوبها ولا دون رجعة ، لان الشعوب واعلانها المفتوح اليوم كسر جميع القيود الاعلامية المفروضة على الشعوب واصبحت الحقيقة تتجلا بالصوت والصورة خلال دقائق ليراها العالم اجمع دون تدليس ونفائق ، ولم تعد مقالات وافلام الكذب المنمط المدفوع الاجر تفيد او تنفع بل اصبحت تنتج النتائج العكسية مما خطط لها وتدين وتفضح من عملها وروج لها. واما الكتاب الموتورين والطائفيين والعنصريين اصبحوا مكشفوين من خلال اسالبيهم ونوايهم المريضة وكلماتهم المسموموة .

اقرأ ايضاً