العدد 3522 - السبت 28 أبريل 2012م الموافق 07 جمادى الآخرة 1433هـ

القوة الدافعة لتحسُّن الاقتصاد العالمي مقبلة

النظرة العالمية لبنك ساراسين:

توقعت أحدث نظرة عالمية لبنك ساراسين بشأن الإقتصاد العالمي أن تعود الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة اليورو إلى مسار النمو في الربع الثاني من العام 2012. وسيستمر هذا الزخم في النمو خلال الربع الثالث من العام. وبصرف النظر عن تخفيف أزمة الائتمان وتراجع أزمة ديون اليورو فإن القوة الدافعة للنمو قادمة من تحسُّن الإقتصاد العالمي.

وقد أثار هبوط مستوى المخاطر موجة صعود قوية في الأسواق المالية. وينبغي أن تستمر أسواق الأسهم في الارتفاع، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ قليلاً. وبالتالي يجب أن تتفوق الأسهم مرة أخرى على السندات في الربع الثاني من هذا العام. كما أشار التقرير إلى أن سيناريو سوق الأسهم يظهر إمكانات منطقة اليورو وبلدان الأسواق الناشئة. وستكون سوق الأسهم الألمانية أكبر المستفيدين في منطقة اليورو مع توقعات بانخفاض أداء الأسهم الدفاعية السويسرية عن المستوى المطلوب.

ومع تراجع في المؤشرات الاقتصادية العالمية وتوفير البنوك المركزية سيولة سخية، فإن الجانب السلبي من المخاطر على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية قد قلصت بشكل كبير. ويتوقع بنك ساراسين أن يتسارع النمو خلال الأشهر المقبلة، ويستمر في الربع الثالث من العام 2012. وفي منطقة اليورو هناك اختلافات كبيرة بين الدول الأساسية الأكثر قوة والدول المحيطة. لكن أسوأ ما في أزمة الديون الأوروبية قد انتهى الآن. لذلك يتوقع بنك ساراسين أن يعود اقتصاد منطقة اليورو إلى مسار النمو خلال الربع الثاني من العام 2012 فصاعداً.

ثم إن الاقتصاد العالمي يوفر حافزاً قوياً؛ إذ إن وتيرة النمو في الولايات المتحدة والأسواق الناشئة بدأت تتسارع مرة أخرى. والإتجاه التصاعدي في الأسواق الناشئة يسحب أوروبا وراءه مع الفارق الزمني المعتاد من ربع واحد إلى ربعين. وقد قال رئيس قسم الأبحاث وكبير الاقتصاديين في بنك ساراسين، جان أمريت بوزر: «نتوقع أن يعود اقتصاد منطقة اليورو إلى مسار النمو في الربع الثاني من العام 2012 وصاعداً. ومعدل البطالة في الولايات المتحدة يتناقص بسرعة؛ الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث انتعاش قوي في مؤشر ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة، وستتطور لتصبح محركاً للنمو الاقتصادي العالمي».

بدوره قال كبير الخبراء الاستراتيجيين في بنك ساراسين، فليب بايرتستش: «كانت اتجاهات المؤشرات العالمية الرئيسة إيجابية خلال الأشهر الماضية، وقد قدمت غالبية هذه المؤشرات مفاجآت إيجابية. وقد غذى الارتفاع الحاد في الأسعار الشهية نحو الخطر في أوساط المستثمرين. في حين زادت العديد من صناديق التحوّط من انكشافها على الأسهم، ويبدو أن المستثمرين من المؤسسات والأفراد لا يثقون بشكل كامل حتى الآن بالتحسن، على رغم أجواء التفاؤل السائدة».

البنوك المركزية ووقف عجلة النمو

خففت البنوك المركزية في البلدان الصناعية سياساتها النقدية إلى حد بعيد في الربع الأول من العام 2012، على رغم أن البيان الاقتصادي الكلي جاء أفضل مما كان متوقعاً. إن من غير المرجّح أن تسمح البنوك المركزية بمرور مزيد من التحسّن فمن المرجّح أن تقوم البنوك المركزية في الربع الثاني من العام بالاطباق على المكابح وعدم السماح للمعروض النقدي بالتوسع والتمدّد. كما أن الاقتصاد سيبدأ مرة أخرى بالتباطؤ مع نهاية هذا العام، وستقوم البنوك المركزية مرة أخرى بمناقشة إجراءات جديدة لتحفيز عجلة النمو الاقتصادي ومن الممكن أن يصبح برنامج التسهيل الكمي الثالث لشراء سندات الخزينة الأميركية مرة أخرى الموضوع المهيمن على الأسواق.

العملات الآمنة أقل جاذبية

الوضع الآن في أسواق المال ورأس المال في تراجع، ويمكن أن يواصل اليورو مساره التصاعدي خلال الفصول المقبلة.

ومن الأسباب الأخرى لارتفاع اليورو المستمر هو جاذبيته النسبية قياساً إلى الدولار؛ ذلك أن أسعار الفائدة الحقيقية جعلت الاستثمار بالدولار غير جاذب، ويرجع ذلك إلى انخفاض مستوى أسعار الفائدة وارتفاع معدّل التضخم. وفي ظل الانتعاش الذي يستجمع الزخم فمن المرجّح أن تضعف العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري مرة أخرى.

من ناحية أخرى فإن لبنك ساراسين موقفه المتفائل تجاه العملات الدورية مثل الكرونا السويدي أو الجنيه الاسترليني البريطاني؛ وإذ إنه سيتم استعادة الثقة في الأعمال التجارية بشكل مطرد، فينبغي أن يثبت الاستثمار في الفرنك السويسري والكرونا السويدي.إنها أفضل استراتيجية للتداول.

السندات والاستفادة من التحسن

بالنسبة إلى السندات، المحرك الرئيس للعائدات، ستكون صحية على الاقتصاد العالمي، وبما ان العلامات الأولى على تباطؤ النمو ستكون واضحة في وقت مبكر خلال الربع الثالث في الولايات المتحدة، فينبغي أن يبدأ الاقتصاد الأوروبي في الزخم في الوقت نفسه تقريباً. وهذا يشير إلى ارتفاع حاد نسبياً في العائدات الألمانية والسويسرية خلال الربع الثالث.

وستستمر عوائد اقتصادات الدول الأوروبية الطرفية الكبيرة، إيطاليا وإسبانيا بالانخفاض ومن غير المرجّح أن تكون الإقتصادات الناشئة قادرة على الهروب من ارتفاع العائدات تماماً.

ومن المتوقع أن يكون أداء السندات السيادية في الدول الناشئة أفضل مما هو عليه في الدول الصناعية. ومن الأجدر إبقاء الأعين على التطورات في أسواق سندات الشركات التي أبدت انتعاشاً ملحوظاً خلال الربع الأول.

ولاتزال عائدات سندات الشركات مقابل السندات الحكومية، تشكل حافزاً قوياً كما أنها توفر فرصة لتحقيق مكاسب من خلال ارتفاع الأسعار كما ستنخفض هوامش الائتمان وهو احتمال واقعي في ضوء البيانات الأساسية المستقرة للاقتصاد الكلي.

ارتفاع أسواق الأسهم

تجاوز ارتفاع سوق الأسهم في الربع الأول جميع التوقعات الإيجابية القائمة. ويمكن أن يوفر الانتقال من السندات إلى الأسهم حافزاً إضافياً إلى سوق الأسهم. وبما أنه لاتوجد توقعات بشأن حدوث تراجع في المؤشرات الاقتصادية حتى الربع الثالث من العام 2012، فمن المرجّح أن يستمر الارتفاع على رغم أنه لم يعد متوقعاً أن تكون العائدات أعلى من المتوسط. ويظهر سيناريو سوق الأسهم الإمكانات المحتملة لمنطقة اليورو والأسواق الناشئة. وضمن منطقة اليورو لايزال التركيز على سوق الأسهم الألمانية التي تتجه أرباحهاً الأساسية بالإتجاه الإيجابي. وستواصل سوق الأسهم الدفاعية السويسرية تسجيل أداء أقل من المتوسط. من جهة أخرى تبدو معنويات المستثمرين تجاه أسواق الأسهم الأميركية متفائلة جداً.

عوائد القطاعات الدورية

يعد مؤشر (ISM) (الذي أعدّه معهد إدارة التوريد) والذي يقدّم معلومات عن النشاط الإقتصادي، واحداً من أهم مؤشرات الثقة بالنسبة إلى أسواق الأسهم. ويتحرك مؤشر (ISM) في نطاق تاريخي يتراوح بين 30 و 70، فإذا كان مستوى المؤشر أقل من 45 فإنه يدل على ركود اقتصادي، وإذا كانت قراءة المؤشر فوق الـ 60 فإنها تدل على طفرة اقتصادية، حالياً المؤشر فوق الـ 50 وهو في اتجاه تصاعدي. وبناء على هذا المؤشر، يتوقع بنك ساراسين أن يحقق قطاع التكنولوجيا والسلع والخدمات غير الأساسية نتائج أعلى من المتوقع. ونظراً إلى انخفاض المخاطر في القطاع المالي مع وجود احتمالات لمفاجآت إيجابية، فمن المتوقع أن تحقق أسهم التأمين أيضاً عائدات أعلى من المتوسط.

ونظراً إلى احتمال ارتفاع أسعار النفط، فإن بنك ساراسين ينصح الزبائن تجنب الاستثمار في قطاع الطاقة. من ناحية أخرى، بدت المواد الأساسية جذابة منذ مطلع مارس/آذار 2012؛ بسبب إجراء التعديلات على توقعات ارتفاع الأرباح، كما أن هنالك توقعات إيجابية بالنسبة إلى المواد الكيميائية في الأشهر المقبلة.

العدد 3522 - السبت 28 أبريل 2012م الموافق 07 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً