وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في ريف دمشق واللاذقية وادلب السبت، وذلك عشية وصول الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين النروجي، الى دمشق.
ففي جنيف، اعلن احمد فوزي المتحدث باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان مساء السبت ان روبرت مود "في طريقه الى دمشق وسيصل اليها غدا" الاحد.
في هذا الوقت، اعلن الجيش اللبناني ضبط باخرة سلاح اتية من ليبيا ومخصصة للمعارضة السورية وعلى متنها رشاشات ثقيلة وقاذفات وقذائف ار بي جي وقذائف مدفعية وكمية من المتفجرات وذخائر.
وتؤكد السلطات السورية وتقارير امنية لبنانية ان كميات من السلاح تهرب الى المعارضة السورية المسلحة عبر الحدود اللبنانية التي تنتشر عليها معابر غير شرعية.
وغادرت الباخرة صباحا مرفأ سلعاتا في الشمال حيث اقتادتها البحرية اللبنانية وفتشتها وافرغت حمولتها، وتوجهت بمواكبة الجيش الى مرفأ بيروت.
وافاد مصور لوكالة فرانس برس بعد الظهر انها رست في القاعدة العسكرية البحرية في المرفأ.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر "وضع يده على الباخرة التي كانت تنقل اسلحة الى سوريا وأمر بتوقيف طاقمها البالغ عددهم 11 شخصا على ذمة التحقيق".
كما كلف القاضي "مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية باجراء التحقيقات الاولية باشرافه".
في سوريا، قتل عشرة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى اشتباكات فجرا بين منشقين والقوات النظامية بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية (غرب)، واخرى بعد الظهر في الطريق بين بلدتي كنصفرة وكقرعويد في جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب).
واوضحت الناشطة سيما نصار من اللاذقية في بريد الكتروني ان "مجموعة من الضباط والمجندين انشقت عن الجيش في قطعة عسكرية قرب القصر الجمهوري في قرية برج اسلام بعتادها واسلحتها، وان امرها انكشف عند خروجها من القطعة، فحصلت اشتباكات كبيرة بالأسلحة المتوسطة" بين الطرفين.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، ان "وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر شمال الاذقية تصدت لمحاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من البحر" واشتبكت معها و"اجبرتها على الفرار" بعد مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية والمجموعة.
من جهة اخرى، افادت الوكالة ان "مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت فجر اليوم قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)"، وحصل اشتباك اسفر عن مقتل ثلاثة عناصر و"ارهابيين" اثنين.
ومساء السبت، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "مواطنين اثنين استشهدا اثر اصابتهما باطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة مسرابا بريف دمشق بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية".
ولفت ايضا الى ان "اشتباكات عنيفة تدور عند اطراف بلدة مسرابا بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة".
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 19 شخصا في اعمال عنف في سوريا الجمعة، بينهم اثنان في عملية تفجير في حي الميدان في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما قالت السلطات انه من تنفيذ "انتحاري" وتسبب بمقتل 11 شخصا.
وطالب المجلس الوطني السوري المعارض "بفتح تحقيق دولي عاجل لكشف المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي"، مؤكدا ان "أصابع النظام القاتل تقف وراء هذه الجرائم".
وحمل "المجتمع الدولي مسؤولية اتخاذ موقف حاسم يردع النظام"، مشددا على ضرورة اتخاذ "خطوات اضافية من مجلس الأمن الدولي" لفرض احترام خطة انان.
وتنص خطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان على وقف اعمال العنف وسحب الاليات العسكرية من الشوارع واطلاق المعتقلين على خلفية الحركة الاحتجاجية والسماح بالتظاهر ودخول المساعدات الانسانية وبدء حوار حول عملية سياسية.
وقتل 362 شخصا على الاقل في سوريا منذ وصول طليعة بعثة المراقبين الدوليين المكلفة من مجلس الامن مراقبة وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ابريل والذي يشهد خروقات يومية.
ويتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بخرق وقف النار.
ويوجد حاليا 15 مراقبا في دمشق، بينهم اثنان استقرا في حمص (وسط)، واثنان في حماة (وسط)، واثنان في درعا (جنوب). وقد استقر اثنان في ادلب (شمال غرب) اعتبارا من امس الجمعة، بحسب ما ذكر المسؤول في الامم المتحدة نيراج سينغ لوكالة فرانس برس السبت.
واشار سينغ الى ان "المراقبين الآخرين سيتابعون مهمتهم انطلاقا من دمشق". وذكرت قناة "الاخبارية" السورية التلفزيونية ان فريق المراقبين زار طرطوس على الساحل (غرب) اليوم السبت.
ولم تشهد طرطوس اي حوادث تذكر منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011 التي تسببت حتى الآن بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص بحسب المرصد السوري.
وذكرت وكالة انباء "سانا" الرسمية من جهتها ان وفد المراقبين الدوليين قام "بجولات في مدينة حماة وريفها حيث زار منطقة مشاع الطيار التي انفجرت فيها عبوة ناسفة خلال اعدادها من ارهابيين". كما زار احياء الشيخ عنبر وكارو وبلدة كفربهم.
ويؤكد ناشطون ان القوات النظامية قصفت حي مشاع الطيران في حماة الاربعاء ما تسبب بمقتل وجرح عشرات الاشخاص.
ويفترض ان يصل الى دمشق اليوم رئيس بعثة المراقبين التي اقر مجلس الامن الدولي رفع عديدها الى ثلاثمئة سينتشرون تباعا على الاراضي السورية للتحقق من وقف اعمال العنف.
واتهمت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية الصادرة السبت الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب"تشجيع الارهابيين". وقالت "أن يتجنب مثلا الامين العام للامم المتحدة مؤخرا الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سورية كما هي العادة، فهو كمن يشجع هذه المجموعات على الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم والأعمال الارهابية".
وكتبت صحيفة "الثورة" الرسمية "يستطيع السيد كوفي انان ان يفاخر بتقارير مراقبيه، وبامكان بان كي مون ان يقول ما يشاء، ان يركب الاتهامات كيفما طلب منه.. لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟".
واضافت "لماذا لم يطلبا سحب هؤلاء الارهابيين؟ لماذا لم يشيرا الى وجودهم.. الى دورهم.. الى الداعمين لهم.. الى مموليهم.. والى القتلة الذين صنعوهم؟".
واعتبرت روسيا السبت ان على دمشق "التصدي بحزم للارهابيين الذين يتحركون في سوريا، وعلى جميع الافرقاء داخل (البلاد) وخارجها ان يمنعوهم من الحصول على الدعم الذي يريدونه".
ووصفت دمشق السبت تصريحات المسؤولين الاتراك حول مسؤولية حلف شمال الاطلسي في حماية حدودهم والتلويح باقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بانها "استفزازية".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي ان هذه التصريحات "تتنافى مع خطة" انان.
واعلنت الحكومة المجرية السبت ان اثنين من مواطنيها خطفا بايدي مسلحين مجهولين في سوريا فجر اليوم، من دون اعطاء تفاصيل "لدواع امنية".