للأمل قدرة عجيبة على تحقيق الأحلام، ومادام الإنسان قادراً على أن يحيا أملاً يثق بأنه سيتحقق يوماً، لابد وأن يحظى بتحقق مطلبه.
هناك من يدخل محيطنا في حياتنا اليومية فقط من أجل إيصال هذا الأمل ولو ليوم واحد، وهو ما تختصره مقولة سمعتها من أحد مدربي البرمجة اللغوية العصبية «يدخل الناس حياتك لسبب أو لموسم أو لحياة كاملة»، وهي المأخوذة من المقولة الانجليزية: «people comes into your life for a reason, a season or a lifetime»، ولأننا اعتدنا أن نربي الأمل كما قال محمود درويش، ندخل أحياناً في كادر بعض الصور الحياتية لأحدهم فقط لكي ننثر له عطر أمل يستطيع من خلاله الوقوف مجدداً بعد لحظات يأس أو تعب، في أدوار متبادلة مستمرة بشكل يومي.
لا تعني حقيقة أنك حين تؤمن بالشيء تجده، أن عليك أن تتواكل معتمداً على هذه الحقيقة أبداً، فمن يؤمن بشيء ما يكون مستعداً لخسران حياته كي يحققه بإصراره وصموده وإرادته التي قد تكون دافعاً لكسر حواجز كثيرة وصخور توضع أمامه لتثنيه عن تحقيق آماله، كل ما عليه فعله هو أن يشكل من هذه الحواجز والصخور آلات لخلق الجمال.
دائماً ما يقال: «توقع الأفضل واستعد للأسوأ، ثم تقبل ما يأتيك»، وفي حياتنا اليومية هناك الكثير من المواقف التي قد تشكل علامات فارقة في حياتنا ومنعطفات تقودنا إلى ما هو أكبر وأروع من حياتنا حين نستغلها بالشكل الصحيح.
أحد الأصدقاء الذين تعرفت إليهم قبل عشرة أعوام عاش حياة هادئة جداً قبل أن يخسر زوجته وعمله وابنته وحركته في يوم واحد، إذ تعرض لحادث توفي إثره من معه، وتسبب له في شلل نصفي خسر بسببه عمله، فعاش حياة لا تختلف عن حياة أي مدمن، فقد أدمن اليأس والحزن، إلى أن رأى وهو في طريقه إلى المستشفى لأخذ العلاج الطبيعي طفلاً كفيف البصر يبيع الورد بالقرب من إشارة للمرور، كان الطفل وحيداً على رغم كف بصره، يقترب من السيارات حين يشعر أن صوت محركاتها قد تغير وهي الطريقة التي كان يتعرف من خلالها على وقت وقوف السيارات للإشارة الحمراء، فيقترب من السواق ليعرض عليهم الورد الذي كان يبلله بين فترة وأخرى بالماء خوفاً من ذبوله.
توقف الرجل بالقرب منه بعد أن طلب من السائق أن يمهله قليلاً وسأله عن سبب بيعه الورد وهو الكفيف الذي يجب أن يجلس في البيت ليصله كل شيء جاهزاً، فأجابه الطفل: أبيع الورد لألبي حاجيات أمي الكفيفة الأرملة وأختي الصغرى!
حينها قرر هذا الصديق ألا يجعل لليأس مكان وهو الآن صاحب محل لبيع الورود بعد أن أخذ معه هذا الطفل ليساعده في المحل!
موقف واحد شكل منعطفاً في حياة هذين الشخصين وكان سبباً في نجاحهما معاً.
ومضة:
التجربة تثبت أن النجاح يرجع إلى الحماسة أكثر مما يرجع إلى القدرات، والفائز هو من يهب نفسه وروحه لعمله.
تشارلز بكستون
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3521 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ
الأمل والحلم
من المعلوم أن الحلم سيد الأخلاق .. والحياة ضيق لولا فسحة الأمل..
فالتجانس والتزاوج والمكمل والمأمل والقرين من الأساسيات التي تبني ولا تهدم!
فالحلم في المنام وكذلك عند الغضب. بينما الأمل يبعد عن الحلم والمنام ويحتاج العمل.
فكيف للعمل أن يكون بدون علم؟
.......
كم انت كبيره استاذه سوسن .. شكراً لك من قلب مخلص على هذا المقال المُحفِّز.