حارس منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد بنادي الدير محمد عبدالحسين أحد الشباب الطموحين من أبناء البحرين، عرف طريق النجومية في سن مبكرة، وصار اليوم من أشهر الحراس على مستوى آسيا، فلعب في بطولة كأس العالم وهو في سن الـ 22، ويوم ذلك لم يعرف الفوز بلقب محلي في الحد الأدنى مع ناديه، عرف ذلك مع المنتخب الوطني والنادي الأهلي خلال مشاركته في بطولة الأندية الخليجية.
المستوى الفني المتصاعد لأحد أبرز من أنجبتهم كرة اليد البحرينية في السنوات القليلة الماضية ومشاركته الخارجية مع المنتخب الوطني والنادي الأهلي وبعد ذلك خوضه تجربة احترافية ناجحة مع نادي مضر السعودي توجها بقيادته للفوز ببطولة آسيا ليكون أول لاعب بحريني يفوز بهذه البطولة، انعكس بشكل مباشر على شخصية فريقه (الدير) وفق قناعتي الشخصية، وبعد أن كان الهدف المراكز المتقدم والخسارة بصعوبة أمام الكبار، انتقل لأن يكون الفوز ببطولة.
محمد عبدالحسين طاقة مملوءة بالطموح نحو الأفضل وهو أحد العاطلين من لاعبي المنتخب الوطني وقد استنزفت خلال عام كامل، ما بين المنتخب وناديه والاحتراف في صفوف مضر السعودي، وسط الظروف التي يعاني منها على المستوى الحياتي كونه رجلا مسئولا عن عائلة الآن، تراجع مستواه بشكل ملحوظ، ففي التصفيات لم يكن في وضعه المثالي، وفي البطولة الخليجية كان كذلك أيضا، وما بعد الخليجية دون المستوى بشكل أوضح.
في الغالب، ينعكس التراجع في المستوى على الحالة النفسية للاعب، فهناك من يكابر ويلحظ من خلال صراخه على زملائه واعتراضاته المتكررة وفي دوري اليد خلال الموسم الجاري كثر وأسماء جديدة دخلت على الخط أيضا، ومحمد عبدالحسين عبر عن ذلك بعد نهاية مباراة فريقه مع الشباب التي خسرها بفارق هدف، وكتبت بأن التصرف الذي بدر منه مرفوض والاحتجاج يجب أن يكون بأسلوب لا يسيء إلى أحد وأشرت مجددا إلى أن مستواه متراجع.
لم يكابر محمد عبدالحسين لما انتقد، لم يقل لماذا أنا؟ ولم يقل مخطئ من يقول مستواي متراجع، ولم يتصل مستنكرا (...)، متأكد بأنه يدرك في قرارة نفسه أن مستواه منخفض بشكل كبير وأن ما بدر منه بعد مباراة الشباب انعكاس حقيقي لما وصل له مستواه في الوقت الحالي، ولأنه إنسان طموح ويسعى للأفضل، خلال 48 ساعة فقط استعاد وضعه الطبيعي وقدم شيئا من مستواه أمام الأهلي وساهم في الفوز المستحق مستوى ونتيجة، وأتمنى أن تكون هذه المباراة هي البداية.
كل ما سبق ليس في إطار الإطراء، انما هي رسالة وعبرة لمن يريد أن يعتبر، يجب تقبل الانتقاد بكل رحابة صدر، ولا يخرج الاحتجاج عن حدود الذوق العام، التواضع أمام الهزيمة وما حدث في الملعب يكون في حكم المنتهي بعد نهاية الدقيقة 60، لا يحاول أحد أخذ دور المدرب فأحيانا نرى الوقت المستقطع فرصة للصراخ و(الهواش) ولا وقت للسبب الذي على أساسه طلب، وما أقوله للاعبين أقوله للإداريين والمدربين أيضا.
آخر السطور
يقول أحد الأعزاء وممن أتناغم مع آرائهم أحيانا، بأن الفريق الذي سيفوز ببطولة الدوري والكأس لكرة اليد ليس الفريق الأجهزة فنيا أو من يمتلك البديل، بل الفريق الذي يضبط أعصابه ويتعامل مع الأحداث بهدوء.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3520 - الخميس 26 أبريل 2012م الموافق 05 جمادى الآخرة 1433هـ