العدد 3520 - الخميس 26 أبريل 2012م الموافق 05 جمادى الآخرة 1433هـ

حواديت جهاد الخازن!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يجلس متربّعاً على طرابيزةٍ قديمةٍ مثل تمثال بوذا، يوزّع حكاياته وحواديته كل صباح.

لنبدأ من الآخر حيث كتب أمس معترفاً: «ما سبق ليس أكثر من (حدوتة) ذات معنى... رغم اعترافي السابق بمحدودية تعاملي مع السودان، فبعد الانقلاب الإسلامي في 1989 بقيادة البشير والشيخ الترابي، وجدتُ الرئيس حسني مبارك قلقاً جداً من الحكم الجديد في السودان».

ويصل إلى استنتاجه الخطير: «ورأيي اليوم استناداً إلى ما سمعت، ومن دون أدلة قاطعة، هو أن نظام مبارك دعم البشير ضد الترابي، وربما أقنعه بأن الإسلاميين يتآمرون عليه، فأوقع بين الجانبين وكان ما كان من اعتقال الترابي وسجنه». فهو يقيم دعوى ويطرح «نظرية» من دون أدلةٍ قاطعةٍ، واستناداً «إلى ما سمعت»!

هو من جيلٍ قديم، جيل الخيبات والهزائم الكبرى والانتكاسات. الجيل الذي أضاع القدس والضفة الغربية وسيناء والجولان. من طبقة الصحافيين الذين حوّلوا الصحافة إلى ضرع بقرةٍ يستحلبونها، لا يكترث بتوزيع صحيفته في السودان المترامي الأطراف لأنه لن يبيع فيه ألف نسخة، بينما يهمّه البلد الخليجي الذي يبيع فيه عشرة آلاف نسخة للوفرة المالية.

صحافي بعقلية تاجر، قبل سنواتٍ فكّر بزيادة مبيعات صحيفته في هذا البلد الخليجي، بعرض السحب على سيارات جديدة على طريقة «اليانصيب». ومع انتشار الخبر بين العمالة الآسيوية البالغة خمسة ملايين، زاد التوزيع أضعافاً. والمفاجأة أنه في اليوم التالي للسحب الأخير وانتهاء العرض، هبط التوزيع بصورةٍ حادةٍ مرةً أخرى. لقد أخطأ بحق الصحافة العربية وتاريخها حين حوّلها إلى «يا نصيب».

هو من مواليد فلسطين قبل احتلالها، واضطر بعده إلى النزوح إلى لبنان. وحين يكتب عن فلسطين تنصت له كل القلوب لأن وجع فلسطين هو وجع كلّ العرب منذ ستين عاماً. خطيئته حين يذهب بعيداً في تحليل أوضاع بلدان عربية أخرى، بعضها لم يزرها ولا يعرف عنها، وبعضها يزورها ويستضاف في فنادق الخمس نجوم، ثم يكتب عن شوارعها التي لم ينزل من طرابيزته إليها.

نحن في البحرين، وفي ظلّ هذه الأزمة الخانقة التي نتخبّط فيها، حكومةً ومعارضةً، ننتظر أن نسمع من أخواننا العرب، دعوات عقلانيةً ومواقف هادئة، تضمّد الجرح ولا تزيده نزفاً. ننتظر أصواتاً لا تذكّرنا بأصوات المراهقين في المنتديات الطائفية الموبوءة.

حين يقارب الخازن موضوع الأزمة البحرينية، ينحدر في خطابه إلى لغةٍ لا تليق بصحافي مبتدئ، فضلاً عن رئيس تحرير عجوز. فللمعارضة أخطاؤها، وللشارع البحريني زلات، كما له مطالبُ وطموحاتٌ أسوةً ببقية شعوب الربيع العربي. مصادرة هذا الحراك السياسي وإدانته مسبقاً بالطائفية قبل أن تسمع إلى صوت ألمه، ليس من النزاهة الصحافية في شيء. فشعب هذه الجزر أول من نظم انتخابات بلدية، وأول من طالب بتمثيل شعبي ومشاركة في القرار، قبل ثمانين عاماً من انطلاق الربيع العربي.

مسيءٌ للخازن هذا التحامل على شعبٍ «ميزتُهُ طيبتُه»، لم يزر قراه ولم تلتقط أذنه كلمات من لهجته الدارجة. مسيء لكاتبٍ كبيرٍ أن يتهم نائباً مستقيلاً انتخبه خمسون ألف مواطن بحريني ليمثلهم في البرلمان بالجهل أو الكذب. مسيء للخازن أن يرمي شعباً انتزع الاعتراف باستقلاله عبر التصويت الأممي، بعدم الوطنية وتبعية الولاء للخارج. ماذا أبقى الكاتب الكبير لكتاتيب العنصريات الطائفية؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3520 - الخميس 26 أبريل 2012م الموافق 05 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 50 | 4:49 م

      سيد

      ويش فيهم مع جبينك ما يريدون اي انتقاد

    • زائر 49 | 3:31 م

      إلى تعليق رقم 1 وشاكلته

      عجبي منك أخي فاتهاماتك إلى السيد قاسم لا وجود لها إطلاقا!! ولو تمعنت جيدا وأعدت القراءة للمقال بموضوعية وتجرد من التعصب الأعمى فستجد بأن مايرمي إليه السيد بعيدا تماما عن التشهير أو ماشابه ذلك.
      أخي العزيز
      تقبل الرأي الآخر شيء واستهزاء صحفي أو أي من كان بمطالب شعب شيئ آخر بل وصل الأمر بافتراءه عليهم بالطائفية!! ولو وصفه البعض من فطاحلة أو عمالقة الصحافة!!!!!!!!!!!!!!
      تأمل جيد وسترى بمنظور آخر مختلفا تماما.

    • زائر 48 | 1:31 م

      وصفت الواقع بكل مهنية

      اولا لمن قال ان الخازن عملاق لماذا لا يستقبل الا في القصور فلا ارى روبرت فيسك العملاق الصحفي يستبله اي رئيس وزراء؟ ثانيا ذكر الأسم ليس تجريح او قذف فالخازن يذكر أسماء شخصيات بحرينية لم يلتقها في حياته اضافة الى انه شخصية اعلامية يجب ان ينتقد علناً دون تمويه و الأ فاليعتزل و يجلس في البيت و لن يذكره أحد

    • زائر 47 | 1:20 م

      سلمت يدك ياسيد قاسم

      سيد قاسم انت كاتب مثقف اكاديمي متعلم .اما امثال هؤلاء من يدعون انهم كتاب فهم ياسيدي يقبضون ثمن كل مايكتبون فهم لايبحثون عن الحقيقه هم يبحثون عن المال...ياسدنا لاتهتم ولاتعير اي اهتمام لمن يغلط في حقك فهؤلاء تصيبهم حاله من جنون القر عندما يرون ويقراونمقالاتكم كتاب الوسط وكيف تتحلى بالصدق والواقع وعدم المجامله..لانهم لايملكون شجاعتكم ولا ثقافتكم ولم يصلو الى مستواكم التعليمي الاكاديمي..دعهم يطبلون ويزمرون..وياجبل مايهزك ريح..مشكلتكم ياسيد انكم لاتبيعون ضمائركم ولا اخلاقكم بالمال لانكم اكبر وارفع

    • زائر 45 | 12:04 م

      bahrain

      Thank you Sayed Qasim ,,you always come with good subject to share with your readers ,thanks to al Wasat to have people like you

    • زائر 43 | 7:07 ص

      الصحفي الشريف ينبغي ان يكون محايد

      الميل لجهة ما على انها تدفع اكثر او غير ذلك فإنه يفقد الصحفي مصداقيته .
      لذلك يجب ان تكون الصحافة جهاز مستقل غير تابع لا للدولة ولا لجمعية ولا لمؤسسة سوى مؤسسة الصحافة وهذه المؤسسة يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن التأثيرات والتجاذبات. وكما قيل قبل ايام في منع مسيرة الى وزارة العدل ان المنع جاء لمنع التأثير على مسار العدالة فهكذا يجب ان تكون الحصافة غير متأثرة بأي من الاطرفا وتقول رأيها بكل شفافية فهي مرآة المجتمع ويجب ان تعكس صورته السليمة والا فلا خير فيها

    • زائر 42 | 6:56 ص

      الكثير من الاعلاميين و الاعلاميات على نفس الشاكله والتهريج ... ام محمود

      أنا كتبت جهاد الخازن في الانترنت للحصول على معلومات عن الرجل الصحفي و دخلت ويكيبديا و قرأت عن شهاداته و خبرته العمليه الا ان كل ذلك لا يشفع له فهو غير نزيه وغير صادق و غير مخلص
      ولكني متعجبة من ذكرك للاسم و لم تستخدم طريقة الايحاء أو الكناية ليعرفوه القراء من بين السطور
      عالمنا العربي مليء بمئات من خازن من الذين لا يرون الحقيقة و يحرفونها بمقالات وكلمات تسبب الدهشة من يسمعها

    • زائر 41 | 6:19 ص

      عملاق ام سمسار؟

      هذا عملاق الصحافة؟ يتكلم عن السودان وهو ما زاره ويرفض زيارته لان البشير ما يعجبه؟ وهو يعترف بعظم لسانه انه ليس لديه معلموات كافية؟ وكيف وصل لهذا الاستنتاج بأن مبارك تآمر مع البشير ضد الترابي؟ شكراً للكاتب لكشفه هذه التناقضات في مقال واحد. فكيف لو تتبعت كل مقالاته؟

    • زائر 40 | 6:17 ص

      الاقزام من حولوا الصحاف الى يا نصيب وتجارة بالدولار

      صراحة هذا هو الواقع وهو الذي اساء الى نفسه حين حول الصحافة الى يا نصيب. احد يعرض سيارات على جريدته؟ هذه هي الصحافة والمهنية الصحفية؟هذا تعتبره من عمالقة الصحافة يا رقم 6؟ احسنت يا قاسم لاثارتك هذا الموضوع لأنه زاد من اساءاته لشعب البحرين والرقص على جراحه.

    • زائر 39 | 6:08 ص

      الى ابو عمر

      المطالب الشعبية التي يطالب بها الشعب لحفظ كرامتك وكرامة امثالك وليست لطائفة معينة ورجال العمائم انزه من ان تتكلم عنهم انت واحسن لك ان تنخش في جحرك

    • زائر 36 | 4:17 ص

      وأنا أستميحك عذراً يا رقم 1

      إنتقاد الخازن ليس لأنه يختلف في الرأي بل لأنه ليس له رأي حر أصلاً. فهو لا ينظر إلا لمبلغ الخزنة ! و إلا فكيف تفسر صمته التام و الناجز عن كل الفساد و الإنتهاكات الشنيعة في دول بعينها؟

    • زائر 35 | 3:23 ص

      اذا عرف السبب بطل العجب

    • زائر 34 | 3:11 ص

      لماذا شخصنة المواضيع؟

      يبدو واضحا للعيان ان الصحافة في البحرين خصوصا والكثير من الاقطار العربية عموما قد انقسمت الي فسطاطين مع وضد ثورات الربيع العربي. ولكن المؤسف ان يلاحظ القارئ للكثير من كتاب الاعمدة والرأي شخصنتهم للمواضيع ومناقشة الرسول وليس الرسالة. نتمني من كتاب الاعمد ة الترفع عن الدخول في المهاترات الشخصية ومناقشة الراي بالراي وقديما قيل لا يفل الحديد الاالحديد.

    • زائر 32 | 2:49 ص

      زائر3

      كاتبنا قاسم حسين انتقد منهجية جهاد الخازن وطريقة عمله وكتابته وتحويله الصحافة الى يا نصيب. وهو نقد لا غبار عليه والمفروض ترد عليه في افكاره لا ان تتهمه بعدم قبول الآخر. هذه مساجلات سياسية.. وليتك قرأت تعليق زائر رقم 2 وأبديت رأيك فيه.

    • زائر 31 | 2:47 ص

      القارئ رقم 3

      السيد قاسم لم يتجنى على الخازن ولم يشتمه ولم ينبش بتاريخه، هو انتقد موقفه من المعارضة في البحرين ووصمها بالطائفية والجهل. واقول أن السيد مدح الخازن في كتاباته عن فلسطين، هذا إن كنت تقرأ.


      بوركت يداك يا قاسم

    • زائر 30 | 2:26 ص

      من يساري الى زائر رقم 3

      السيد قاسم قدم تعريفاً للخازن غير بعيد عن الحقيقة اطلاقاً. فمواقفه معروفة تماما تجاه الدول العربية اقرب لليمين. وانا اتحدث كيساري.... يمكنك ان تقارن بين ما يكتبه الصحافيون الغربيون عندما يزورون البحرين وبين ما يكتبه هو ...

    • زائر 29 | 2:25 ص

      ناجح

      هذا هو سلوك الصحفيون الناجحون. هل يمكن أن تذكروا لنا صحفيا إشتهر و أستغنى و لم يكن رياحى المزاج. الرياحى يعنى يترنح مع الريح و يلين الى الجهة المطلوبة.

    • زائر 28 | 2:17 ص

      موقف متحامل على شعب البحرين

      جهاد الخازن يزور البحرين كل 3 أشهر ويكتب مقالاته من داخل فنادق خمس نجوم. ويتكلم بتعالي جداً. كلامه مجرد تكرار لما يكتب في الصحف الاخرى والاعلام الرسمي. تاريخه معروف ومواقفه معروفة. كم كنا نتمنى ان يتعامل بحياد وموضوعية مع قضية الشعب البحريني بدل هذا الانحياز الاعمى والكتابة ببطريقة انفعالية لدرجة انه يسب ويشتم المعارضة كأي كاتب مبتديئ.

    • زائر 26 | 2:13 ص

      موقف مخزي

      مع الأسف أن الخازن يختم مشواره الصحفي الطويل بموقف مخزي بوقوفه ضد شعب يطالب بحقوقه المشروعة, ومن أجل ماذا ؟ الله أعلم.

    • زائر 18 | 1:49 ص

      الطمع

      هل لم يقرأ تقرير بسيوني الذي اعطى صك البراءة للمعارضة للولاء للخارج ،.........

    • زائر 17 | 1:44 ص

      عندما يتطاول الأقزام

      محزن جدا موضوعك. إنت أحزنتني . تتطاول على أخر من تبقى من عمالقة الصحافة من جيل الإخوان أمين وهيكل وغيرهم. من المعيب جدا في حقك أن ترمي من يمتلك في أصبعه الصغير صحافة أكثر ما تملكه في كل كيانك. كان من الأولى أن تتكلم عن أشباه الصحفيين في قناة النار أوالعالم ولكنهم يوافقونك الرأي فلما تنتقدهم ..!؟

    • زائر 15 | 1:33 ص

      تعقيبا علي رقم ظ،

      أؤيد رأيك"تعليق رقم ظ،" والكاتب لم يأتي من فراغ ُفأحداث البحرين من بداية الأزمه إتسمت بصبغة طائفيه كان الكثير من أبطالها من أصحاب العمائم من فئة معيته والشعارات بها إتسمت بإنتماء واضح للطائفه و هذه سبب إبتعاد آلآخرين من مكونات الشعب البحريني عن المشاركه.

      أبو عمر

    • زائر 12 | 1:16 ص

      هذا هو جهاد الخازن بالفعل

      في الحقيقة أنا سمعت الخازن وهو يتحدث عن البحرين أكثر من مرة وهو دائم القول (أنا أعرف البحرين كثيرا وأعرف أهلها جيدا) (المعارضة طائفية بامتياز) . مع الأسف ....

    • زائر 5 | 12:52 ص

      استسمحك العذر سيدي

      مشكلتنا يا أستاذي الفاضل قاسم تتمثل في عدم قابليتنا في تقبل آراء الطرف الاخر دام انه يعارضنا وحينها نستميت في فضح ماضيه السابق لكي نسحب وننتقص من مصداقيته لانه اصبح عدوا لاديوليجيتنا و لفكرنا السامي الذي نعتبره علي قول المثل المصري (ما يخرش الميه) هذا هو بالفعل ما تقوم انت بفعله اليوم بالتشهير في ماضي الكاتب لانه خالفك الرئي ارجو التسامي على هذا الانفعال لانني احد قرائك الدائمين ولا ارضى ان تكون هكذا .

    • زائر 3 | 12:16 ص

      نعم لديه الصحافة كالبقرة الحلوب

      شكرا سيدنا العزيز....احمد ربي الف مرة انني لم اقرأ لهذا الكاتب منذ سنين طويلة،بل لن اقرأ له لأنني شاهدته على البي بي سي يتحدث بكلام عن منطقنا لا يصدقه فيه حتى مراهقي السياسة.

    • زائر 2 | 11:54 م

      الخازن ذكي جدا ولكنه

      يستخف بالقارئ البحريني ابما استخفاف حين يشير الى ان ضحايا المدارس في الولايات المتحدة اكثر من ضحايا الاحداث في البحرين هذا كلام رئيس تحرير جريدة دولية

    • زائر 1 | 11:32 م

      آه يا زمن

      بوركت اناملك يا قاسم حسين في الرد على مثل هؤلاء الكتّاب الذين ظلمونا اي ظلم .! ..........

اقرأ ايضاً