يعود اليمن الذي ما عاد سعيداً مذ قرر أن يكون، للثورة من جديد، يقول الشعب اليمني إنه يعود لساحة التحرير لاستكمال ثورته، بعد أن أجهضت حلمه بالحرية والعدل والمساواة والتطوير. الإصلاحات الشكلية التي أرادت إعادته لخندق العبودية، على رغم تضحيات الشعب اليمني إبان اشتداد ثورته، إلا أن مكاسب الثورة لم ترقَ لمستوى تلك التضحيات الجسام. كذلك هي الثورة المصرية لم تفارق الساحات منذ أكثر من عام، لأن سقوط طاغية مصر ومفسد اليمن لم تنهِ معاناة الشعبين من فساد ومماطلات وسرقات لأملاك الشعب وتقييد للحريات ومصادرة للآراء وملاحقة أمنية لجميع النشطاء من دون استثناء.
تريد دول الربيع العربي اليوم أن تستكمل ثوراتها فقط، من دون أن تتدخل تلك اليد الباغية لتنهي أحلام الشعب الذي انتظر عقوداً من الزمن ليرفع صوته منادياً بالحرية، مطالباً بها، وراغباً إليها، مضحياً من أجلها، فالحرية ليست ترفاً اجتماعياً، هي متناغمة تماماً مع طبيعة الفرد، ففي المجتمعات الإنسانية على اختلاف طبقاتها المادية، وتعدداتها الدينية، ومستوياتها المعرفية، الحرية قيمة عليا يسعى لها الجميع، ويقدسها الجميع بفعل الفطرة، ويضحي من أجلها القلة، من أصحاب المبادئ والقيم، الذين يبذلون الروح لأجل الحرية فيما يضعون خيارهم الآخر الموت، يقول نيلسون مانديلا: «الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حراً»، فالحرية تعطى لك مرتين على رغم إرادتك، مرة حين تتحرر من رحم أمك، فتخرج إلى الحياة، ومرة حين تتحرر من قبضة الحياة فتخرج من الدنيا، وما بين حياتك ومماتك تبقى الحرية اختياراً. وعلى امتداد التاريخ نماذج سطرت ملاحم إنسانية من أجل الحرية، تقابلها نماذج أخرى تركت إرثاً مهترئاً من العبودية والتذلل تتناقله الأجيال، بل وكرست لتلك الثقافة عبر أجيالها المتعاقبة وعملت على نشره بين الجماعات الأخرى، إما بالترهيب وإما بالترغيب.
تخشى الأنظمة اليوم شعوبها، حد الشك بالنوايا الصامتة، وتبني الأنظمة العربية بلا استثناء علاقتها مع شعوبها على الشك المطلق، متناسيةً أن المواطنة تقوم على الثقة، وأنه لا يمكن بناء الأوطان بأنظمة لا تثق بشعوبها، ولا تثق شعوبها بها، تصادر الأنظمة القمعية أصحاب القلم، وأصحاب اللحى، وأصحاب الأصوات العالية، والأفكار المختلفة، تخاف من الدين، ومن الثقافة، ومن الحبر والقرطاس، وأصبحت اليوم تخاف من الإنترنت، والهاتف، والكاميرا، والتلفاز. مشكلة الأنظمة العربية ليس كونها تعيش وسط مؤامرة كما تحب أن تروج أبداً، بل لكونها بنيت على الشك، وكبرت بالشك، وتحاول المضي بالشك ذاته.
إن أكبر خطايا الأنظمة العربية أنها لا تعترف بأخطائها أبداً، ولا تعتذر عن أوزارها أبداً، وتحارب بشراسة كي تثبت أنك مخطئ في حقها. الأنظمة العربية بحاجة لتقرأ قول بيتر تي مكينتير: «لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك دوماً على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ» ربما تعلمت يوماً أن الاعتراف والاعتذار أقل ضرراً وكلفة من المراوغة والكذب والتصدي، تعالج الأخطاء في عالمنا العربي الممتلئ بحب الأنا بأخطاء أفدح منها، وتستمر الدوائر تدور حول الأخطاء حتى تتحول لكارثة.
لو اتخذ قرار شجاع منذ البداية في الاعتراف به لتجنبت كثير من الأنظمة ثمن ما تدفعه اليوم وتدفعه شعوبها من دمائها وأموالها وسمعتها التي لطختها البنادق المسعورة، والانتهاكات المتوالية.
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3519 - الأربعاء 25 أبريل 2012م الموافق 04 جمادى الآخرة 1433هـ
تشقشق الطيور مسرورة بالنور ...
من أثار مملكة سبأ سد مأرب. وطائر الهدهد الذي ارسل الى سبأ لياتي بنبأ.
فبرغم ان الطير كان حراً يطير في الجو الا أن قيده النيأ من سبأ. فملكة سبأ والطير
من الشخصيات المهمة في هذه القصة.
فهل .. كيف كانت حرية الطير وحرية ملكة سبأ مقيدة أم مطلقة؟
الأعتراف بل الخطيه فضيله
اختى العزيزه لمادا نحن نشرق ونغرب هل ابليس افضل من ادم وهل ادم افضل من ابليس فى الواقع ابليس كان ملأك عابدأ زاهدا فاصبح من المستكبرين فطرد من الجنه ادم خلق من طين فعصى الله واخطئ فطرد من الجنه فتاب الى الله فقبلت توبته اما ابليس فتمادا فى استكباره فطرد من رحمت الله فنحن البشر تخطينا كل الأعراف الأنسانيه والبشريه والأخلأقيه حتى قيام الساعه الى درجه الدنب عندنا حسنه يضاعفها الله الف مره فلمادا الأعتراف بل الدنب
عاشق للوطن
كلام جميل يوضح معاناة الشعوب العربية من انظمتها