العدد 3518 - الثلثاء 24 أبريل 2012م الموافق 03 جمادى الآخرة 1433هـ

لكي لا نتسرع في إطلاق الأحكام

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تشغل الساحة البحرينية حالياً قضية مقتل الشاب صلاح حبيب (37 عاماً) بعد أن وجدت جثته ملقاةً في إحدى الحدائق بمنطقة الشاخورة.

ولأن المسئولين الأمنيين في تصريحهم الوحيد بشأن القضية دعوا الجميع إلى ضرورة تحري الدقة في مثل هذه القضايا و «عدم التسرع في إطلاق التصريحات التي لا تخدم المصلحة العامة». ورغم مضي أربعة أيام كاملة على الواقعة (منذ صباح السبت 21 أبريل/ نيسان 2012) ولم تتحدث أي جهة رسمية عن ملابساتها أو حتى أسبابها وكيف توفي صلاح.

ما حدث بالتحديد «تغريدة» على «تويتر» لوزارة الداخلية صباح يوم السبت جاء فيها «العثور على جثة شخص في إحدى الحدائق بمنطقة الشاخورة، والأجهزة الأمنية تباشر عمليات البحث والتحري في الواقعة».

وفي مساء اليوم (السبت) ذاته صدر تصريح عن رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن أكد فيه وجود شبهة جنائية وإخطار النيابة العامة واسم المتوفى وعمره، ومباشرة التحقيق. وأكد أنه سيتم الإعلان عن مستجدات الواقعة «لاحقاً»، داعياً لعدم التسرع في إطلاق التصريحات.

هذا ما صدر من وزارة الداخلية منذ ذلك اليوم، ومازال الرأي العام البحريني ينتظر «المستجدات التي سيعلن عنها لاحقاً»، حتى لا يتسرع في إصدار الأحكام أو التصريحات.

أما النيابة العامة فقد بقيت صامتة، ولم تتحدث إلا عندما اضطرت للرد على تصريحات المحامي محمد التاجر عندما قال الإثنين الماضي إن «هناك عرقلة لإجراءات تسليم جثمان صلاح حبيب لعائلته». وردت بأنها قامت بكل شيء من أخذ العلم بالحدث، حتى المعاينة والمسح الشامل لمسرح الجريمة وانتداب الطبيب الشرعي وتشريح الجثة وغيرها من الإجراءات، وصولاً إلى تحديد السبب الرئيسي للوفاة. وأكدت أنها «ما أن تيقنت النيابة العامة من انتهاء الطبيب الشرعي من إجراءاته حتى صرحت بتسليم الجثة إلى عائلة المتوفى لإتمام إجراءات الدفن».

ومع كل ما قالته النيابة العامة، إلا أنها لم تذكر بعد سبب الوفاة وكيف حدثت، رغم تأكيدها معرفة السبب، وانتهاء الطبيب الشرعي من إجراءاته، والتي لا تكمن إلا بتحديد سبب الوفاة المباشر.

بالأمس أصدرت النيابة بياناً رداً على حديث محامٍ بإحدى الصحف المحلية لتنفي وجود تعذيب في جثة المتوفى، ولتؤكد أن سبب الوفاة كما تبين من فحص وتشريح الجثة، وجود إصابتين ناريتين حيويتين حديثتين، حدثت كل منهما من عيار ناري رشي ممّا يطلق من أسلحة الشوزن، أصاب إحداها الجانب الأيسر من الصدر والبطن، والثاني الفخذ الأيسر، وأن الوفاة نتيجة الإصابات الرشية سالفة الذكر لما أحدثته من اختراقات ونزيف داخلي وخارجي.

وقالت «ولم يُشِر التقرير إلى وجود آثار لحروق أو كسر بالرقبة أو ما يشير إلى حصول تعذيب بالجثة كما زعم أحد المحامين في إحدى الصحف»، ويأتي البيان الثاني للنيابة العامة أيضاً في سياق ردود الفعل، لا الفعل ذاته. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم تصرّح الجهات الأمنية، وكذلك النيابة العامة بسبب الوفاة الحقيقي للشاب صلاح حبيب، إلا من أجل نفي تصريحات محامٍ، وليس لتبيان مستجدات الحدث للرأي العام أولاً بأول، فلو لم يتحدث المحامي في المرتين السابقتين، ربما لم نسمع حديثاً أو نقرأ بياناً عن الواقعة من قبل النيابة العامة.

كلنا يعلم سبب الوفاة، فما بث من صور لجثمان المتوفى أثناء تغسيله كافٍ لمعرفة أنه طلق لرصاص انشطاري، وهو أمر غير خافٍ، وورد في شهادة الوفاة، ولكن التزاماً منا بعدم التسرع في إصدار الأحكام والتصريح، انتظرنا توضيحات الجهات المسئولة، وبيانها الرسمي لقطع الشك باليقين، وهو الأمر الذي جاء متأخراً وكردة فعل على محامٍ، ولم يُشِر الرد إلى مصدر الطلق الناري.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3518 - الثلثاء 24 أبريل 2012م الموافق 03 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 11:22 ص

      ماذا سيقول

      ماذا سيقول حملة القلم والواقفين خلف المدياع ووو


      وحملة رسالة السماء والانبياء ومنتسبي الانسانية ؟


      أقل ما هو مطلوب منهم كلمة حق تبرئ ذممهم

      فهل هم على ذلك قادرون؟؟؟ أم عن الحق غائبون ؟

    • زائر 22 | 10:07 ص

      أين هو تقرير لجنة التقصي برئاسة العريض

      أين هو تقرير لجنة التقصي برئاسة المستشار العريض الذي شكلتها الحكومة للتحقيق بمقتل الشهيد علي المؤمن؟

      ستنتظر كثيرا أستاذ هاني.

    • زائر 21 | 7:24 ص

      رحمك الله با صلاح

      أدعو الباري العزيز أن ينتقم لك ممن عذبك و قتلك بهذه الوحشية.كل صباح أقرأ الفاتحة على روحك الطاهرة و أدعو على معذبيك بنفس المصير.

    • زائر 20 | 7:15 ص

      ملحق لما سبق.

      كان الشهيد من قراء القرآن الكريم
      يجب ذكر هذه النقطة في كل مرة او قبل ان يذكر اسمه

    • زائر 18 | 6:36 ص

      يا منتقم انتقم لنا

      اصلا لي يستطيع القتل بدم بارد إلا من لا يملك الضمير

    • زائر 17 | 5:40 ص

      this is it

      هاي ثاني شهيد يعرفون من الفاعل
      ولكنهم يتستررون عليه وانا مسؤول عن كلامي

    • زائر 16 | 4:38 ص

      مع التحية

      من الواضح للذين يتابعوا الأحداث بأن جهات التحقيق منحازة الى توحه السلطة وهي تبذل جهدها بطريقة او بأخرى تبرئة ساحة مسئولين عن الأنتهاكات

    • زائر 15 | 3:50 ص

      فوق القانون

      فهم مستثنون من المحاكمات ومن السجن

    • زائر 14 | 3:50 ص

      شكراً للزائر رقم 6

      التفسير الصحيح في إعتقادي للمماطلة الحالية لتبيان حقيقة سبب الوفاة هو أمرين:
      الأمر الأول هو: أن هناك إعتقاد راسخ ومتأصل لدى بعض من يعنيهم الأمر بأن الدماء في البحرين نوعان، واحد غالي والآخر رخيص.

      وبما أن الشهيد هو من نوع الدماء المصنفة لديهم بالرخيصة إذاً يحتاج الأمر إلى بعض التحضيرات لعلها تنجح أو على الأقل تخفف من هول الجريمة، وهذا هو الأمر الثاني.
      وشكراً للكاتب ولصحيفة الوسط

    • زائر 13 | 3:10 ص

      مات شهيدا عزيزا مكرما

      مات شهيدا عزيزا كريما وبقى قاتله ذليلا حقيرا

      وما ينتظره والقادم أشد وأفسى عليه لن ينفعه

      الندم وهو في خوف اليوم وفي عذاب غدا

    • زائر 12 | 2:45 ص

      يقين وعين اليقين وحق اليقين-بين الحق والباطل اربع اصابع

      من الممكن تكذيب ما تسمع لكن من الصعب تكذيب ما رأته عيناك وما لمسته يداك.
      فالمسألة واضحة بالنسبة لنا وعلى من يريد التبرير اختلاق ما يبرر به.
      نحن على قناعة وحق يقين مما نقول مهما قيل ويقال وهذا يكفي والأهم هي عين الله التي لا يمكن اخفاء اي شيء عنها

    • زائر 11 | 2:19 ص

      مقال ف الصميم...

      لقد أصبت كبد الحقيقة، فالنيابة العامة التي من المفترض بها الحفاظ على مصالح الناس والسلم الأهلي هي من تقوم بإخفاء الجرائم والتستر عليها وكل ذلك بدوافع سياسية مما يعني أن الأمن معدوم لدينا فلا أمن لمن يختلف معهم سياسياً!!

    • زائر 10 | 1:02 ص

      شهيدنا مامات

      لله درك يا شهيد بأي حال كنت وهم يعذبونك كنت بين وحوش لا تخاف الله وما رأيناه من تنكيل بجسدك انما المنا والحمد لله ان والدتك عند ربها لكانت مصيبتها اكبر بك

    • زائر 8 | 12:49 ص

      أين الأمن يارجال الامن؟

      مازال اطفالنا يعيشون حالة من الرعب والخوف نتيجة للطلق اليومي من قنابل صوتية وانشطارية بالإضافة للغازات السامة التي ترمى على بيوت الامنيين المسالمين من المواطنين حتى الطيور لم تسلم منكم , كفى تشدق بالأمن عودوا الى رشدكم ولبوا مطالب شعبكم .

    • زائر 7 | 12:46 ص

      الفرج يا ربي (شكرا للكاتب)

      إن كان الشهيد عذبوه وكسروه وبعدها قتلوه فتلك مصيبة"
      وأما أنه قتلوه، ثم عذبوه فالمصيبة أعظم
      نقتل بدم بارد في بلد دسنه الإسلام
      (يامنتقم)

    • زائر 6 | 12:43 ص

      لان تم كشف جميع المسرحيات

      وهم يحتاجون وقت الى التفكير في مسرحية ويحتاجون مخرج ممتاز وليس مثل السابق

    • زائر 5 | 12:07 ص

      وماذا بعد الطلق الناري والرشي ( الطلق ) بعدها ولاده

      وتمخض الجبل فولد فأرا ، في حالة احمد اسماعيل
      في حالة احمد القطان قالوا ان هناك شوزن والآن في حالة صلاح حبيب ، لم نظهر بنتيجة ،ماذا بعد ان هناك طلق لابد من ولادة قيصرية او ولادة طبيعية ونسنبشر بالمولود الجديد ونزغرد او قولوا لنا بصراحة مات المولود ، انتظرنا اكثر من شهور الحمل 9 اشهر ونحن مكانك سر ؟؟؟

    • زائر 4 | 11:33 م

      و فوق هذا طرشوا له احضاريه؟

      بلد عجيب و غريب امرة !

    • زائر 3 | 11:19 م

      موعدا امام الله

      الجميع يعرف سبب الوفاة.. والكل يعرف ماذا ستححر الداخلية من سبب للوفاة .. ولكن ليعلم القاتل إن له موعدا امام الله .. ويا له من يوم

      رحمك الله ايها السابق لجنان الله

    • زائر 2 | 11:12 م

      تعديل الآية

      آسف على الخطأ في كتابة الآية
      الصحيح: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

    • زائر 1 | 11:10 م

      وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سنقلبون

      تعدلها منين وإلا منين .. ماهي عوجة كلها على بعضها!! هي جت بس على هذي الحادثة؟

اقرأ ايضاً