نعم برشلونة هو أفضل فريق في العالم، وأفضل من ريال مدريد، بشهادة مشجعي ريال مدريد، لا أحد يستطيع إنكار ذلك، لكنه خسر، هذا هو مربط الفرس.
ولأن «الكرة أهداف» كما يقال، ولأنها ليست بالاستحواذ الذي كان 70% منه لبرشلونة، ولأنها أيضا ليست بجمالية الأداء، فاز ريال مدريد، لأن لاعبيه كانت لديهم رغبة صادقة في الفوز، ولم ينهزموا نفسياً بدخول مرماهم هدف التعادل، بينما برشلونة استسلم بمجرد دخول الهدف الثاني.
والحقيقة تقال، بأن غوارديولا تخلى للمرة الأولى عن واقعيته فتفلسف، وأشرك كريستيان تيو، وتياغو ألكانتارا، اعتقادا منه بالمقولة الخليجية الخالدة: «برشلونة بمن حضر»، وهي مقولة اخترعتها الصحافة الخليجية نفاقا لإدارات الأندية، وليس تأكيدا لمبادئ، ولكن برشلونة قطار عبر أوروبا كلها ولا بد له من نقطة توقف. وها قد توقف وسينطلق من جديد.
في الجهة المقابلة، قدم مورينهو ولاعبوه لأول مرة مباراة للمتعة، فتخلوا عن عصبيتهم وتوترهم الدائم في مباريات الكلاسيكو، فشاهدنا لقاءً خالياً من العنف تقريبا، وبعيداً عن الشد العصبي الذي تعودنا عليه في لقاءات الفريقين، ولعل هذا كان أجمل ما في اللقاء. أخيرا شهدنا مباراة ممتعة خالية من العنف ولغة الضرب فوق وتحت الحزام، وهذا يدعونا للافتراض، فيما لو كان الريال يلعب بهذه الطريقة منذ أن وصل مورينهو مقاعد البدلاء، ماذا سيحدث، في اعتقادي لن يختلف شيء، لأن برشلونة هذا الموسم مختلف تماماً عن المواسم الثلاثة الماضية، ولعل الإصابة التي نالت منه في أبرز لاعبيه كانت مؤثرة في طريقة ونتائجه هذا الموسم، غير أن ذلك لا يعفي من القول بأن ريال مدريد قدم مباراة وموسماً رائعا، كان فيه قريباً من إنهاء الدوري قبل هذا الوقت لو حافظ على فارق العشر نقاط بينه وبرشلونة.
ريال مدريد «الكلاسيكو» برهن عن صيغة جديدة لمورينهو في موسمه الثاني الاستثنائي في كل الأندية التي دربها، وإذا واصل الحظ مرافقته لـ «سبشيل ون» في ذلك وهذا هو المنطق، فسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، بتحقيقه 4 بطولات دوري وكأس في 4 دوريات أوروبية مختلفة، وهذا ما لم يحققه أي مدرب، وقد يواصل كتابة التاريخ بالفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة مع فريق مختلف، وهو ما لم يتحقق سابقا أيضا.
ريال مدريد أمام فرصة تحقيق إنجاز آخر بالتأهل إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال حين يلاقي بايرن ميونيخ اليوم (الأربعاء)، وتحقيق بطولة تكون قريبة منه حينما يفوز بلقب الدوري المحلي، كما حدث في البطولات الأوربية السابقة التي حققها.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3518 - الثلثاء 24 أبريل 2012م الموافق 03 جمادى الآخرة 1433هـ